البوليساريو تكشف عن مقتل “قائد الدرك” في قصف بطائرة مسيّرة مغربية..ضربة قوية للقوات الانفصالية

0
153

هجوم  طائرة مسيّرة مغربية في الصحراء المغربية، يأتي بعد رصد تحركات عسكرية لقائد الدرك في الجبهة الانفصالية الداه البندير قرب الحاجز الرملي الفاصل في الصحراء المغربية.

الجزائر ( مخيامات تندوف) – قتل قيادي عسكري كبير في جبهة انفصالي البوليساريو في غارة شنّتها طائرة مسيّرة مغربية بالقرب من الحاجز الرملي الفاصل في الصحراء المغربية

 ونقلت ما يسمى بـ “وكالة الأنباء الصحراوية” الناطقة باسم انفصالي البوليساريو عن “وزارة الدفاع” في ما تسمى “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” بياناً جاء فيه “استشهد أمس الثلاثاء قائد سلاح الدرك الوطني الداه البندير، بميدان الشرف، أين كان في مهمة عسكرية بمنطقة روس إيرني بالتفاريتي”، المنطقة الواقعة في شمال الصحراء المغربية والخاضعة لسيطرة بوليساريو.

ولم يوضح البيان ملابسات مقتل البندير الذي ولد في منطقة تيرس في 1956 والتحق بما يسمى الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الانفصالية (بوليساريو) سنة 1978.

وما لبثت أن حذفت وكالة الأنباء الصحراوية البيان من موقعها مساء الأربعاء، من دون أي تفسير.

لكنّ مسؤولاً عسكرياً صحراوياً كبيراً أكّد لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم نشر اسمه أنّ البندير قتل “في هجوم شنّته طائرة مسيّرة (مغربية)”.

وأضاف أنّ “الداه البندير كان قد شارك لتوّه في هجوم بمنطقة بير حلو ضدّ الجدار” الرملي الذي يفصل بين المعسكرين ويمتدّ بطول يزيد عن ألف كيلومتر في الصحراء المغربية.

وأوضح المسؤول العسكري الصحراوي أنّه “بعد ساعات قليلة وعلى بعد نحو مئة كيلومتر من موقع الهجوم، قتلت طائرة مسيّرة قائد الدرك، في منطقة تيفاريتي”.

ولا تزال ملابسات مقتل هذا القيادي العسكري غير واضحة، إذ قالت تقارير غير مؤكّدة إنّ طائرة مغربية مسيّرة استهدفته بغارة في منطقة تويزكي الواقعة جنوب المغرب.

وهذه هي المرة الأولى، على ما يبدو، التي ينفّذ فيها الجيش المغربي ضربة قاتلة بواسطة طائرة بدون طيار في الصراع الذي يخوضه منذ عقود ضدّ الحركة الصحراوية الانفصالية.
ولم يسبق للجيش المغربي أن أعلن رسمياً استحواذه على طائرات مسيّرة.

وقال منتدى “فار-ماروك”، وهو صفحة غير رسمية للقوات المسلّحة المغربية على موقع فيسبوك، إنّه “بعد عملية استخباراتية وعسكرية دقيقة، قامت القوات المسلّحة الملكية برصد وتتبّع تحرّكات مشبوهة داخل المناطق العازلة لقياديين من البوليساريو، من بينهم زعيم التنظيم الإرهابي ومجموعة من كبار معاونيه”.

وأضافت الصفحة التي غالباً ما تتّسم معلوماتها بالدقّة إنّه تمّ “استهداف التحرّك، ما أسفر عن مقتل عدّة عناصر قيادية، من ضمنهم قائد ما يسمّى بالدرك في التنظيم الإرهابي ونجاة المدعو ابراهيم غالي”، الأمين العام لجبهة بوليساريو.

بدورها ذكرت ثلاثة وسائل إعلام مغربية غير متخصّصة في الشؤون العسكرية إنّ البندير قتل في عملية نفّذها الجيش المغربي “شرق الجدار” الرملي الذي يفصل بين المعسكرين ويمتدّ بطول يزيد عن ألف كيلومتر في الصحراء المغربية.

وبعد نحو 30 عاماً على وقف إطلاق النار بين الطرفين، عاد التوتر إلى هذه المنطقة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 إثر نشر المغرب قواته في منطقة الكركرات في أقصى جنوب الصحراء المغربية لطرد انفصاليين أغلقوا الطريق الوحيد الذي يؤمّن الحركة التجارية مع غرب القارة الإفريقية.

ويقترح المغرب منح الصحراء المغربية حكماً ذاتياً تحت سيادته، بينما تطالب بوليساريو مدعومة من الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير.

والأحد، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن الجزائريين لا يحملون أي ضغينة أو حقد تجاه “الأشقاء المغاربة”. بالرغم من ان تصريحات مسؤولين في الدولة انتقدت بشكل كبيرة المغرب بسبب تمكنه من تحقيق نجاحات دبلوماسية باعتراف دول وعلى راسها الولايات المتحدة بمغربية الصجراء.

وقد دعا وزير الخارجية الجزائري صبري بوقدوم إلى “مفاوضات مباشرة وجديّة” حول الصحراء المغربية بين جبهة بوليساريو والمغرب لتسوية النزاع المتسمر منذ عقود.

لكن المواقف الجزائرية تاتي متزامنة مع جهود خارجية لصالح البوليساريو على أمل وقف الاعترافات المتتالية بسيادة المغرب على صحرائه وعلى أمل سحب الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء وهو امر لا يصب في صالح ايجاد حلول للازمة بين البلدين.

وتعلّق جبهة البوليساريو آمالا على الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن للتراجع عن قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه وهو القرار الذي أربك الجزائر والجبهة.

وطلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن منتصف مارس/اذار من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتسريع تسمية مبعوث خاص للصحراء المغربية. وكان آخر مبعوث هورست كولر، قد استقال في 2019.

وسيجتمع مجلس الأمن الدولي في 21 ابريل/نيسان لمناقشة النزاع في الصحراء المغربية وسيقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) إيجازا حول الحال الراهنة.

وسيكون ذلك أول اجتماع من نوعه منذ استئناف المواجهات في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 الماضي بعد ثلاثة عقود من وقف إطلاق النار.

وجرت مناوشات بعدما نشر المغرب قوات في منطقة عازلة بأقصى جنوب أقاليمه الصحراوية لإعادة فتح معبر الكركرات الطريق التجاري الوحيد الرابط مع غرب إفريقيا بعد أن أغلقته عصابات البوليساريو لأكثر من أسبوعين.