أمطار تكسر جفاف 2024.. وزير التجهيز والماء نزار بركة :ساهمت في تقليص العجز المائي الذي تراجع من 70% إلى 57 %

0
396

أنعشت التساقطات المطرية التي شهدتها أقاليم عدة وسط وشمال المغرب، خلال الأيام الماضية، آمال الفلاحين في تخفيف ضغط الجفاف وتحسين الأوضاع الاقتصادية للمزارعين.

وعرفت مدن كبرى ومناطق فلاحية في الغرب والأطلس المتوسط والريف وسوس تسجيل تساقطات مهمة، أبرزها في إفران وشفشاون وتازة ومكناس وتطوان وطنجة.  

وتأتي هذه الأمطار لتكسر أشهرا من الجفاف وسط تحذيرات من أن البلاد تتجه نحو سنة جافة هي السادسة على التوالي.

في هذا الصدد ،  قال وزير التجهيز والماء نزار بركة إن التساقطات المطرية الأخيرة ساهمت في التقليص من العجز المائي، الذي تراجع من 70 إلى 57 في المائة، كما رفعت الواردات المائية للسدود بحوالي 50 مليون متر مكعب.

وأشار في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، أن المغرب يتوفر اليوم على 646 مليون متر مكعب كواردات إضافية دخلت للسدود ابتداء من شهر شتنبر الماضي.

وأضاف ” رغم ذلك نسبة ملء السدود لم تتعدى 23.2 في المائة مقارنة مع 31.7 في المائة في السنة الماضية، حيث نتوفر اليوم على 3 مليار متر مكعب من الماء في السدود، مقارنة مع 5 مليار متر مكعب مقارنة مع السنة الماضية، وبالتالي بإشكالية الماء مازالت مطروحة بحدة”.

ولفت إلى أن جلسة العمل التي ترأسها الملك محمد السادس تضمنت وضع خارطة عمل جديدة ومستعجلة من أجل مواجهة هذه الإشكالية، موضحا أنه تم الشروع في استغلال العديد من السدود الجديدة بالنسبة لتيداس وتودغا وفاسك وأكدز، إلى جانب تسريع وتيرة إنجاز 13 سدا جديدا في طور الإنجاز حاليا.

وسجل أن هناك ما هو مرتبط باستغلال السدود، فبعد تراجع حقينتها تم ربطها بمضخات عائمة لاستغلال مياهها في مجال الفلاحة، وأيضا بالنسبة للماء الصالح للشرب، وحفر العديد من الأثقاب الاستكشافية لاستعمالها في مياه الشرب.

وتحدث بركة أيضا عن تسريع محطات تحلية مياه البحر، مشيرا أنه بالنسبة لمدينتي آسفي والجديدة فمصدر المياه الحالي بنسبة 100 في المائة هو تحلية ماء البحر، وهذا كله من أجل تقليص الضغط على سد المسيرة.

وأفاد أن أن محطة تحلية مياه البحر بمدينة الدار البيضاء ستعطى انطلاقتها في الأسابيع المقبلة، ومحطة سيدي إفني ستنجز خلال هذه السنة، ومحطة الداخلة في 2025، زيادة على إعطاء الانطلاقة لتسع محطات جديدة خلال هذه السنة.

وأكد بركة أنه تم الشروع في عدة إجراءات تتماشي مع حالة الطوارئ المائية، ومنها تقليص المياه الموجهة للسقي في بعض المناطق، وكذلك المياه المخصصة لسقي المساحات الخضراء وملاعب الكولف.

النقابة الوطنية للصحافة: تطالب بتعزيز حضور ومشاركة النقابة لتتبع مآل صرف الدعم العمومي 

وكان وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أكد، في ديسمبر الماضي، أن المملكة دخلت في “مرحلة دقيقة بعد خمس سنوات متتالية من جفاف لم تعشه بلادنا من قبل”، مضيفا “نتجه إلى سنة جفاف أخرى لا قدر الله” في ظل تراجع معدل الأمطار المسجلة بما يزيد عن النصف مقارنة بالفترة نفسها خلال سنة عادية.

وفي حين يعتقد خبراء بأن الوقت مبكر للحكم على أداء الموسم الزراعي الحالي، إلا أن جمعيات مهنية تُمثل الفلاحين استبشرت بالأمطار التي تساقطت منذ الخميس في مناطق مختلفة من المملكة.

بدوره ، قال رئيس فرع “الجمعية الوطنية لمساندة الفلاح” بجماعة دار العسلوجي في سيدي قاسم (شمال غرب)، عبد السلام الشيباني، إن “منطقتنا بالتحديد فلاحية”، والفلاحون “استبشروا خيرا بالتساقطات الأخيرة”.

وأضاف في تصريحات صحفية، أن هذا الوضع “سيؤثر بشكل إيجابي على بعض الزراعات، مثل القمح”، كما أن العديد من الأراضي “تتجه إلى إنتاجية حسنة، خاصة الخضروات، التي كانت بحاجة ماسة لهذه الزخات المطرية”.

ويلفت عبد السلام الشيباني إلى أن الفلاح بذَل خلال الأشهر الماضية “جهدا كبيرا لمواجهة تداعيات الجفاف والإبقاء على مستويات الإنتاج المعهودة في السنوات الماضية، إلا أن أمطار الخير الحالية ستعطي تحسنا على مستوى المحاصيل الزراعية”.

وزير خارجية موريتانيا يزور المغرب بعد رفع موريتانيا تكلفة جمركة شاحنات الخضروات المغربية بـ 150% ؟

وفي ما يتعلق بالدعم الحكومي للفلاحين، قال إنه “ضئيل بالمقارنة مع الحاجيات، خاصة في ما يتعلق بتوفير المنتجات الزراعية، مثل الشعير، ودعم القروض للفلاحين الراغبين في حفر الآبار العميقة (100 متر)، والتي تتطلب أموالا طائلة تصل إلى 200 ألف درهم”، أي نحو 20 ألف دولار.

في المقابل، يقول الخبير الاقتصادي المغربي، رشيد ساري، إن الأمطار الحالية قد تكون عابرة، مضيفا “لا أقول إنها ليست مهمة، لكن نحن نبحث عن الاستدامة، وبالتالي لا يمكن أن نبني توقعاتنا على الوضع الحالي”.

ويردف: “سوف يكون من السابق لأوانه في الوقت الراهن أن نبني أي تحليل مُستقبلي بشأن وضع الموسم الفلاحي بناء على الأمطار الحالية”.

وخلال الفترة نفسها من العام الماضي، يؤكد رشيد ساري، في اتصال مع “أصوات مغاربية”، أن “مؤشرات 2023 الطقسية كانت أفضل”، ما يعني أنه “يجب عدم التسرع” لإصدار تحليلات بشأن زيادة الإنتاج الزراعي، وتحسين أداء الاقتصاد المغربي بشكل عام خلال العام الفلاحي الحالي.

ويرى المتحدث ذاته أنه يجب انتظار شهر مارس المقبل للحديث عن وضعية الإنتاج الفلاحي في المغرب، مشددا على أن “الأمطار لم تستفد منها جميع مناطق المملكة”.

وتحسّر ساري أيضا على وضعية الإجهاد المائي في البلاد، مشيرا إلى أن مخزون السدود في حدود 23 في المئة، وأن الفترة بين سبتمبر ويناير شهدت انخفاضا بأكثر من 70 في المئة.

وتحدث عن جملة من الإجراءات التي اتخذتها السلطات لمكافحة الوضعية الحالية مثل تحلية المياه ومشاريع الطرق المائية واستخدام المياه العادمة، قائلا إنها “تأخرت وكان من اللازم أن نشرع في استراتيجية المياه قبل ست أو سبع سنوات”، لكنه عاد واستدرك “سنحتاج إلى عامين أو ثلاثة حتى نخرج من عنق الزجاجة”.

ويوضح رشيد ساري أن البلاد “انتقلت من المنطقة البرتقالية إلى المنطقة الحمراء القاتمة، وهذا يعني أننا انتقلنا تماما إلى الطقس الجاف”.

ويشدد على أن المغرب لا يتحمل مسؤولية عوامل الجفاف والتقلبات المناخية الحالية، مسترسلاً “لسنا من خّرب الطبيعة بالثلوث عبر الاستخدام المفرط للطاقات الأحفورية وغيرها، ولكن المنظومة الصناعية العالمية هي المتهم الأساسي”.

ويخلُص المحلل الاقتصادي المغربي – وهو أيضا رئيس المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية – إلى القول إن “هذا الوضع سوف يزداد أكثر تفاقما وأكثر كارثية في المستقبل”.