خبراء بالأمم المتحدة: الفلسطينيون في غزة عرضة لخطر “إبادة جماعية”

0
396

دعا خبراء بالأمم المتحدة، الخميس 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إلى وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة، قائلين إن الشعب الفلسطيني هناك عرضة “لخطر جسيم للإبادة الجماعية”، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 27 يوماً على القطاع.

حيث قال الخبراء، وبينهم عدة مقررين خاصين بالمنظمة الدولية، في بيان: “مقتنعون بأن الشعب الفلسطيني عرضة لخطر جسيم للإبادة الجماعية”. وأضافوا: “نطالب بوقف إنساني لإطلاق النار في قطاع غزة لضمان وصول المساعدات إلى الأشد عوزاً”، حسب وكالة رويترز.

يأتي ذلك بينما يعيش قطاع غزة وضعاً إنسانياً كارثياً في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين أغلبهم أطفال ونساء، بينما يطبق الاحتلال حصاراً شاملاً على القطاع الذي يعاني منذ سنوات.

وتقول السلطات الصحية في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس إن القصف الإسرائيلي المستمر منذ نحو أربعة أسابيع أدى إلى مقتل أكثر من تسعة آلاف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال. وجاء القصف عقب هجوم مسلحي حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

قال الخبراء، وبينهم عدة مقررين خاصين بالمنظمة الدولية، في بيان “مقتنعون بأن الشعب الفلسطيني عرضة لخطر جسيم للإبادة الجماعية”.

وأضافوا “نطالب بوقف إنساني لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات إلى الأشد عوزا”.

ووصف المبعوث الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في جنيف التعليقات بأنها “غير مقبولة تماما ومقلقة بشدة”، وأنحى على حماس باللائمة في مقتل المدنيين.

وقال “الحرب الحالية شنها إرهابيو حماس على إسرائيل بارتكابهم مذبحة في السابع من أكتوبر وقتلهم 1400 شخص وخطفهم 243 طفلا ورجلا وامرأة”.

من جهتها، أعربت بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة، الخميس، عن شعورها بالفزع إزاء “تقاعس المجتمع الدولي” ضد العنف المتصاعد في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

إذ قالت ديما عصفور، سكرتير أول بالبعثة، في مؤتمر صحفي عقدته بمدينة “جنيف” السويسرية: “لقد فزعنا إزاء تقاعس المجتمع الدولي عن مواجهة دعاة الحرب”. وانتقدت “عصفور” بعض الدول الغربية بسبب الدعم الذي تقدمه لإسرائيل.

فيما أوضحت: “في الغرب، بشكل عام، نرى الحكومات تتنافس مع بعضها البعض حول من سيقدم مزيداً من الدعم السياسي والعسكري والدبلوماسي لإسرائيل وهي تواصل تطهيرها العرقي للشعب الفلسطيني كما فعلت منذ عام 1948”.

أضافت “عصفور” أن “القانون الدولي واضح بشأن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل”. وأشارت إلى أن “مصداقية هذه القواعد تعتمد على تنفيذها من قبل الدول الأطراف في جميع الظروف، ولكن ليس فقط عندما يكون ذلك مناسباً سياسياً”.

وتعرف المحكمة الجنائية الدولية جريمة الإبادة الجماعية بأنها النية المبيتة للقضاء كليا أو جزئيا على مجموعة من البشر على أساس الانتماء الوطني أو العرق أو الجنس أو الدين عن طريق قتل أفرادها أو بوسائل أخرى، منها تدابير تهدف إلى منع الإنجاب أو النقل القسري للأطفال من مجموعة إلى أخرى.

وكتب كريج مخيبر المسؤول الكبير في مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة الذي غادر منصبه رسالة إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يوم 28 أكتوبر تشرين الأول يقول فيها “نرى إبادة جماعية تتكشف أمام أعيننا، والمنظمة التي نخدمها يبدو أنها عاجزة عن إيقافها”.

وذكر مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن تقاعد مخيبر المزمع دخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع وأن آراءه “شخصية” ولا تعكس آراء المكتب.

وقال أحد الموقعين على بيان الخبراء بعد صدوره إن شعب غزة حُرم من “أكثر عناصر العيش أساسية”، وذلك خلال حديث مع رويترز.

وقال بيدرو أروخو أجودو المقرر الخاص لحق الإنسان في مياه الشرب النظيفة ومواد التطهير “نستخدم مصطلح خطر الإبادة الجماعية لأن العملية (الجارية) لا تميز مطلقا، وتضر، في هذه الحالة، أكثر من مليوني شخص”.

وأضاف “وفي هذا الصدد، أعتقد أننا نواجه خطر إبادة جماعية، بشكل فعلي”.

ويواجه دخول إمدادات الإغاثة إلى غزة عراقيل منذ بدء إسرائيل القصف للقطاع المكتظ بالسكان، وتقول منظمات الإغاثة إنها بعيدة كل البعد عن تلبية احتياجات الأفراد هناك.

وقال خبراء الأمم المتحدة “وصل الوضع في غزة إلى نقطة تحول تنذر بكارثة”، مضيفا أن سكان غزة لم يتبق لديهم سوى النزر اليسير من المياه والأدوية والوقود والإمدادات الأساسية في مواجهة المخاطر الصحية.

وأشار الخبراء أيضا إلى حلفاء إسرائيل الذين قالوا عنهم إنهم “يحملون المسؤولية (عما يجري من أحداث) ولا بد أن يتصرفوا الآن لمنع تداعياتها الكارثية”.

وتابعوا “نطالب إسرائيل وحلفاءها بالموافقة على وقف فوري لإطلاق النار”. وأضافوا “الوقت ينفد منّا”.

وجاء في منشور للمفوضية على منصة “إكس” أنه “نظرا للعدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار بعد الضربات الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين، لدينا مخاوف جديّة من أن هذه هجمات غير متناسبة يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب”.

وفي وقت سابق من الأربعاء، وزارة الصحة في غزة سقوط عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين، غداة قصف إسرائيلي على المنطقة ذاتها أودى بحياة خمسين شخصا على الأقل.

وأفادت الوزارة في بيان عن “عشرات الشهداء والجرحى في قصف طائرات الاحتلال مربعا سكنيا بمنطقة الفالوجا في مخيم جباليا”.

وأكد الدفاع المدني أن هذا القصف الجديد أدى إلى مقتل “عائلات بأكملها” في المخيم الأكبر في قطاع غزة والذي يبلغ عدد سكانه 116 ألف نسمة.

وتشهد غالبية المدن المغربية مظاهرات شبه يومية رافضة للعدوان على قطاع غزة، ومطالبة بوقف التطبيع مع الاحتلال.

ولليوم الـ28 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، وقتل إجمالا 9061 فلسطينيا، بينهم 3760 طفلا، وأصاب 32000، كما قتل 133 فلسطينيا واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية، في المقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 335 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب.

فيما قتلت حركة حماس أكثر قتلت حركة “حماس” أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية. كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.