عشرات المرشدين السياحيين في مدينة أكادير يتعلمون العبرية لاستقبال 500 ألف سائح يهودي

0
146

يُعد مغاربة إسرائيل بعد اليهود الروس، حسب أرقام حكومية إسرائيلية رسمية، إذ يبلغ عددهم حوالي مليون إسرائيلي من أصل مغربي، هاجر الأوائل منهم سنة 1948، بعد الإعلان عن تأسيس دولة إسرائيل.

أكادير – خضع عشرات المرشدين السياحيين في مدينة أكادير، مؤخرا، لدورة تدريبية مكثفة في اللغة العبرية، كما استفادوا من محاضرات تناولت تاريخ يهود المنطقة استعدادا لاستقبال المملكة آلاف السياح الإسرائيليين.

وتتهيأ مدينة أكادير جنوب المملكة لاستقبال ما مجموعه 500 ألف سائح يهودي في السنة في اتجاه استكشاف مؤهلات حاضرة سوس التي تزخر بها، سواء في ارتباط بالسياحة أو الموروث الأمازيغ واليهودي.

وقادت جمعية المرشدين السياحيين بأكادير (520 كلم جنوب العاصمة الرباط) في المغرب، دورة تدريبية مدتها ثلاثة أيام بشراكة مع المجلس الجهوي للسياحة وغرفة التجارة والصناعة والخدمات، استفاد منها عشرات المرشدين السياحيين بجهة سوس ماسة من خلال تكوينهم في جوانب ترتبط بالثقافة واللغة العبرية.




واشارت مديرة المجلس الجهوي للسياحة بسوس ماسة، إلى أنها هيأت الأرضية لاستقبال 500 ألف سائح يهودي، معتبرة أن ذلك “يعد لا محالة فرصة مواتية للتقرب من تاريخ الجالية اليهودية المغربية ومن غنى التنوع الثقافي المشترك”.

تأتي ذلك تزامنا مع فتح خطوط جوية عبر إسرائيل الدار البيضاء، وإسرائيل مراكش من المرتقب أن تجذب سوقا سياحية جديدة تضاف إلى دول جذب أخرى، ويتعلق الأمر بفرنسا وإنجلترا وألمانيا. 

وإن كانت فئة من اليهود تقصد بانتظام وفي كل سنة، مدينة أكادير من أجل إقامة الحج السنوي، فإن المرشدين السياحيين المعنيين بالدورة التكوينية، سيغوصون في المسالك والمواقع الدينية اليهودية المنتشرة بمنطقة سوس.

وموازاة مع الزيارة المرتقبة، ستُعقد صالونات سياحية بتل أبيب في شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونونبر/تشرين الثاني المقبلين، الأول وهو صالون “إكسبو تل أبيب” خاص بالترويج للوجهة السياحية المغربية، إضافة إلى صالون ثاني سيعرف مشاركة فاعلين مغاربة بالمجال السياحي وسيكون جميع مهنيي السياحة بجهة سوس في الموعد من أجل الترويج لهذه الوجهة.

وسيتم مناقشة  خط أكادير تل أبيب  من قبل الفاعلين السياحيين بسوس بعين المكان.

وتأتي هذه الخطة الجديدة في ظل الإستراتيجية الجديدة للمجلس الجهوي للسياحة التي كشف عنها سابقا رئيسه رشيد دخماز، والتي ترمي لرفع عدد السياح بسوس، والدفع بأكادير لكي تستعيد مجدها السياحي انسجاما مع المكانة التي أرداها لها جلالة الملك أن تكون المحور وواسطة العقد بالمملكة.

وكان يعيش أغلب اليهود المغاربة في وسط الأحياء العتيقة بالمدن القديمة في المغرب، ويُطلق على هذه الأحياء اسم “الملاح“، حيث كانوا يجتمعون على شكل طائفة صغيرة يمارسون مهنهم ويعيشون، وهي نفس الأحياء التي يُطلق عيلها اسم حارة اليهود في بلاد الشام.




وبعيداً عن السياسة يُعد المغرب هو الدولة الإسلامية التي هاجر منها أكبر عدد من اليهود إلى إسرائيل، وعرف اليهود المغاربة منذ القديم بدهائِهم في التجارة والأعمال المالية، واشتهرت أسماء يهودية مغربية في مجال السياسة وأعمال الدولة منذ القدم.

ولا يزال عدد من اليهود المغاربة في إسرائيل يمارسون مهن أجدادهم في المغرب، مثل النقش عن الحلي، الذي تُعرف به مدينة تزنيت جنوب المغرب، وهي أكبر معقل لليهود المغاربة.

المغاربة اليهود في ضيافة الراحل الحسن الثاني بالقصر الملكي، الدار البيضاء 1994
المغاربة اليهود في ضيافة الراحل الحسن الثاني بالقصر الملكي، الدار البيضاء 1994

ارتباط بالأصول

الارتباط الوثيق بين اليهود المغاربة وبلدهم الأم رعاه الملوك المتعاقبون على عرش المغرب، وقَننته الدولة عبر القوانين، فدُستور 2011 يعد أول دستور لبلد عربي مسلم يعترف بالثقافة اليهودية كعنصر أساسي في التعدد الثقافي بالبلاد، ويؤكد على المكون اليهودي والعبري كرافد من روافد الهوية المغربية.

اعتاد مغاربة إسرائيل السفر إلى بلادهم عن طريق فرنسا أو إسبانيا، أو إحدى الدول الأوروبية، التي تكون منتصف الطريق، بسبب إقفال الرحلات الجوية من طرف المغرب باتجاه إسرائيل لأكثر من 20 سنة.

وكشفت الكاتب والصحافي والمخرج، جمال السوسي،  أن “اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل سيحجون إلى المغرب للاحتفال بذكرى وفاة حاخام قديس (يوجد لهم ما يناهز 600 مزار بالمدن المغربية)، والذي عرف بدوره الديني الكبير، بعيد الفصح اليهودي، وهي مناسبة حرصت السلطات المغربية منذ القديم على مرورها في أجواء آمنة ومنظمة في الأماكن، حيث تنظم في كل الجهات المغربية، والآن سيصبح الإقبال عليها أكبر”.

وعن إمكانية عودة اليهود المغاربة من إسرائيل إلى المغرب، قال السوسي، إنه “يمكن أن تأتي حالات استثنائية لكن أن تحدث هجرة بأرقام كبيرة فلا أظن، هناك مدرسة تلمودية استقطبت بعض التلاميذ الإسرائيليين بسبب السمعة الجيدة لهذا النوع من المدارس في المغرب، لكنها تبقى أعداداً ضئيلة إلى حدود الساعة”.