18 مليار درهم صادرات ” الفوسفاط ” خلال الفصل الأول من 2023 ..متى ستفتح ملفات الفوسفاط ؟

0
297

يتوفر المغرب على أكثر من ثلثي الفوسفاط الموجود في العالم بنسبة تقدر بين 75 و85 في المئة، ويحتل الرتبة الثانية بعد الصين دوليا في الإنتاج بحوالي 29.5 مليون طن سنويا، حسب معطيات المكتب الشريف للفوسفاط، وهو مؤسسة تابعة للدولة تتكفل باستغلال كافة مناجم الفوسفاط بالمغرب.

حسب آخر الأرقام الواردة ، بلغ رقم معاملات المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) أزيد من 18,28 مليار درهم برسم الفصل الأول من السنة الجارية، مقابل 25,328 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من سنة 2022.

وأورد الفاعل الرئيسي في صناعة الأسمدة، في بلاغ حول نتائجه المالية، أن رقم المعاملات خلال الفصل الأول من سنة 2023 بلغ ما مجموعه 18,281 مليار درهم، ويعزى ذلك بالأساس إلى انخفاض أسعار وأحجام المبيعات في كافة الفروع”، مذكرا بأن الفصل الأول من السنة المالية الفارطة، أي 2022، تميز بارتفاع استثنائي للأسعار، وهو ما يفسر الانخفاض الملاحظ عند متم الفصل الأول من سنة 2023 مقارنة بالسنة الماضية.

وأشار البلاغ إلى أن رقم المعاملات قد سجل ارتفاعا بنسبة 28 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2021.

وبحسب المصدر ذاته، استمرت الأسعار العالمية للأسمدة الفوسفاطية في الانخفاض خلال الفصل الأول من سنة 2023، ويرجع ذلك أساسا إلى الانخفاض الحاد الذي شهدته أسعار المواد الخام على غرار الكبريت والأمونياك، إلى جانب انخفاض الطلب في معظم الأسواق المستوردة، باستثناء البرازيل والهند.

وذكر البلاغ أنه رغم إمكانية الحصول على الأسمدة بفعل انخفاض أسعارها، إلا أن العديد من الأسواق فضلت تأخير عمليات الشراء على أمل الاستفادة من تخفيضات إضافية في الأسعار.

وبخصوص هامش الربح الإجمالي، فقد بلغ 9,076 مليار درهم مقابل 15,888 مليار درهم برسم السنة الماضية، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى تراجع رقم المعاملات على الرغم من انخفاض تكاليف المدخلات. والجدير بالذكر أن المجموعة تبقي على معدل هامش ربح إجمالي قوي يبلغ 50 في المائة.

وبلغ الربح الخام قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك (EBITDA) 4,687 مليار درهم، مقابل 11,603 مليار درهم برسم الفصل الأول من سنة 2022، مما أدى إلى تحقيق هامش ربح قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك في حدود 26 في المائة. وأكد البلاغ على أن “المجموعة تمكنت، على الرغم من التحديات التي واجهتها، من الإبقاء على ربحية مهمة”.

ومن جهتها، بلغت نفقات الاستثمار 5,641 مليار درهم برسم الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2023، مقابل 2,988 مليار درهم خلال نفس الفترة من سنة 2022.

ولفت البلاغ إلى أن “المجموعة حققت، خلال الفصل الأول، أرباحا مهمة على الرغم من سياق السوق الصعب، وهو ما يبرهن على نجاعة نموذجها الاقتصادي، بالإضافة إلى قوة مزاياها التنافسية المتمثلة في مرونتها الصناعية والتجارية وريادتها من حيث التحكم في التكاليف”.

ويدعم تحسن آفاق الطلب توقعات المجموعة المتفائلة والواعدة بخصوص الفصل الثاني من سنة 2023، بالنظر إلى انخفاض مستويات المخزون في بعض المناطق، فضلا عن الظروف الاقتصادية المواتية للفلاحين والاقتراب الوشيك من موسم التطبيق.

ومن المنتظر أن تخفف هذه العوامل الإيجابية من تأثير انخفاض الأحجام المسجل خلال الفصل الأول، موازاة مع انخفاض أسعار المواد الأولية، بالإضافة إلى تعزيز الهوامش.

وخلص البلاغ إلى أن المجموعة تعتزم توفير القدرة الإضافية المخطط لها تدريجيا في النصف الثاني من السنة، وذلك “استنادا إلى تطور الطلب، وفي غياب ارتفاع ملحوظ للقدرات على مستوى الصناعة”.

 

الأمن المغربي يحبط اعتداءات ارهابية تستهدف منشآت حيوية وأمنية خطط لها موالون لداعش

الفوسفات هبة المغرب ، ثروة باطنية لا حياد عنها لزيادة الإنتاج الزراعي في العالم كله، فلا تربة خصبة بدون سماد، ولا سماد بدون الفوسفور المستخرج من الفوسفات الخام،. تُدَار موارد الفوسفات من طرف “المجمع الشريف للفوسفاط OCP” التابع للدولة، وهو يعتبر مؤسسة سيادية، وبمثابة “بقرة حلوب” للنظام القائم (على حد تعبير صحيفة لوموند)، الذي يستثمر عائداتها لاحتواء الأزمات السياسية التي عرفها البلد منذ سبعينات القرن الفائت، كما كانت عاملاً مهماً في تهدئة نيران الغضب في الشوارع المغربية إبّان الاحتجاجات خلال الثمانينات الفائتة.

مسارب توظيف أرباح الفوسفات مجهولة، ولا توجد تفاصيل دقيقة حول حجم الأموال المختلسة، باستثناء ما صرحت به الجمعية المغربية لحماية المال خلال عام 2011، إذ أفادت بأن المؤسسة تعرضت لاختلاس وصل لـ10 مليار درهم (حوالي مليار دولار) ببينما قدرت أرباحها بنحو 540 مليون دولار ( 5.4 مليار درهم)! ما دفع مجلة نورتيرن مينر إلى اعتبار أنّ تلك الأرقام “مشكوك فيها وغير دقيقة”، وهي تؤكد بأن المؤسسة “غارقة في المال”، ولكن “السرية” تحيط بمواردها، بل هي لا تدرج معاملاتها المالية في البورصة، ما يحول دون الاطلاع بشفافية على الأرقام الحقيقية الخاصة بتجارة الفوسفات في البلد. . كما لم تكن المؤسسة تمتلك أرشيفاً محاسباتياً، ولم تكن صفقاتها التجارية تخضع  للتدقيق المحاسبي، علاوة على أن أرقام الإنتاج قد تم تضخيمها بطرق غير قانونية.

لم يتجرأ المجلس الأعلى للحسابات على عرض كل التفاصيل، واكتفى بسرد المشاكل والعراقيل التقنية والفنية وإعطاء الحلول والتوصيات التي تهم تحسين القطاع. وبرر التقرير تستره على تلك المعطيات بكونها “تضر بمصالح” المؤسسة الفوسفاتية.

لا يمكن نكران الدور الاجتماعي الذي يقوم به المكتب الشريف للفوسفاط، لكن سيكون من المفيد جدا إجراء مقارنة بين ما نهب وهدر من مال في كنفه وبين ما خصصه وما وظفه من أموال في المجال الاجتماعي المرتبط بالفئات الفقيرة والمحتاجة للدعم، ومشروعية ضرورة القيام بهذه المقارنة مستمدة من كون المكتب مكلف بتدبير أهم ثروة وطنية عول عليها المغاربة منذ الاستقلال لتحسين أوضاعهم ومستوى معيشتهم.

قد يكون من الصعب طرح صورة متكاملة بهذا الخصوص، لذا نكتفي بطرح حالة مدينة فوسفاطية كنموذج، خصص المكتب الشريف للفوسفاط من مديرية الاستغلالات المنجمية بخريبكة، مبالغ مالية للأعمال ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والإنساني، منها المساهمة في رفع المستوى المعيشي لساكنة الجهة، وهذه المساهمة تتجلى ليس في تقديم مساعدات، وإنما من خلال المبالغ المصروفة سنويا والمقدرة بما يناهز 1.032 مليار درهم موزعة كالتالي: 16 مليون درهم مؤداة كضرائب محلية (الضريبة المهنية والضريبة الحضرية والضريبة على المباني)، و600 مليون درهم كرواتب للموظفين والعاملين بالمكتب بخريبكة، وأكثر من 430 مليون كمعاشات للمتقاعدين.

أما المساعدات المرصودة سنويا للجمعيات فتبلغ 183 ألف درهم، والمبلغ المخصص لمهرجان السينما الإفريقية ومهرجان عبيدات الرما فقد وصل إلى 110 ألف درهم.

كما ساهم المكتب الشريف للفوسفاط في تمويل جملة من المشاريع البلدية خصص لها ما يناهز 9.6 ألف درهم، وخصص 11 ألف درهم سنويا للتعليم ومحاربة الأمية.. هذه أمثلة من الأعمال التي يقوم بها المكتب الشريف للفوسفاط من أجل النهوض بالمدينة الفوسفاطية خريبكة، وهي مبالغ زهيدة جدا مقارنة بما هدر ونهب من مال الشعب في كنفه.