من يتتبع ما تنشره «الصحف المحلية والوطنية» من شكاوى وقضايا يستطيع أن يلاحظ بسهولة أن القضايا الخدمية تأتي في مقدمة ما يتم تناوله بشكل يومي ودائم وربما تكون مشكلة النقل في رأس القائمة لأنها معاناة يومية للمواطن سواء في المدينة أو القرية. فالتنقل من مكان إلى آخر حاجة ضرورية ومطلب محق بل هي أبسط خدمة يمكن أن تقدم للمواطن ، إلا أنه ومع أهمية هذا المطلب بقيت المشكلة حاضرة في كل اتجاه وعلى مدى أعوام وأعوام وظلت الإجراءات دون المأمول وأقل بكثير مما نطمح إليه جميعاً.
المنغصات اليومية التي تواجه المواطن في مدينة القنيطرة شمال العاصمة الرباط تتعدد و تظهر هذه المنغصات بشكل جلي في أحد القطاعات التي تمس حياة المواطن ألا و هو قطاع النقل و من يتابع واقع النقل في المدينة يدرك حجم المعاناة و المشاكل التي يتعرض لها المواطن في تنقلاته بسبب الازدحام و الانتظار الطويل على الطرقات خاصة مع ازدياد الحركة المرورية في ساعات الذروة و هذه المشاهد تتكرر يومياً على مواقف الحافلات في بداية و نهاية كل خط من خطوط النقل في ظل واقع فرضته الأزمة التي مر بها البلد و ما تعرض له قطاع النقل ووسائطه العامة و الخاصة من ضرر لحق بمركباته لترخي هذه الأزمة بثقلها على المواطن ليتحمل أعباء تضاف إلى هموم حياته اليومية لتزداد معاناته في التنقل من و إلى مكان عمله و في ظل إجراءات قاصرة غير ناجعة و عدم وجود الحلول المناسبة وعدم كفاية عدد الباصات على الخطوط وخروج البعض منها عن الخدمة و ارتفاع تعرفة النقل وعدم الالتزام من قبل السائقين بالتعرفة المحددة.
تعيش ساكنة مدينة القنيطرة منذ نهاية سنة 2019، معاناة حقيقية بسبب النقل الحضري الذي يظل الغائب الأكبر في مدينة يفترض أن تشكل عاصمة للاستثمارات بالجهة.
ولطالما يجد القنيطريون أنفسهم، أمام هذه الوضعية، مضطرين في الوقت الحالي لمواجهة مصيرهم وتدبر أمرهم باستخدام وسائل نقل مؤقتة، للالتحاق بمقرات عملهم.
مصائب قوم عند قوم فوائد
مع اختفاء الشركة المفوضة لها تسيير خدمة النقل الحضري في المدينة، تظهر الحافلات الصغيرة (ميني بيس) بجميع فئاتها وألوانها من كل صوب وحذب وتبدأ في جولان المدينة، وأحيانا دون احترام نقاط الركوب.
الأكيد أن هذا الأمر يشكل حلا مؤقتا، لكنه طال أمده واستمر. فالنسبة لبعض المواطنين من الجيد إيجاد وسيلة للتنقل ، لكن لدى آخرين التكلفة باهظة الثمن خاصة بالنسبة للطلبة.
في هذا الصدد، صرحت إحدى المواطنات، لوكالة المغرب العربي للأنباء، قائلة ” في دفعة واحدة ، انتقلنا من 3.5 دراهم إلى 5 دراهم للتذكرة، وهو أمر غير مقبول، خاصة وأن بعض الخطوط لم تعد تعمل ” ، مضيفة أنها تعاني يوميا، فبعد المسافة يضطرها إلى أخذ الحافلة للالتحاق بمقر عملها.
في السياق ذاته، يذهب رئيس الجامعة الوطنية لحماية وتوجيه المستهلك بالقنيطرة، بوعزة الخراطي، إلى أبعد من ذلك في تحليله للأزمة. ويقول في هذا الصدد إن ” الحافلات في القنيطرة اختفت من الجولان لفترة طويلة، فبعد معاناة من استخدام حافلات نقل متهالكة رخصت لها الجماعة الحضرية من أجل الجولان، على مرأى ومسمع من السلطات، كان هناك اختفاء تام لكل وسيلة نقل عمومي ” .
وتابع بالقول ” لمواجهة وضعية الفراغ الكارثية والعواقب الناتجة عنها، كان هناك ظهور للحافلات الصغيرة ( ميني بيس) التي كانت تعمل « ، لافتا إلى أن » الطبيعة لا تقبل الفراغ. وقد تم ملئ هذا الأخير بالاستعانة بشركات تعمل عادة على نقل العاملين بالمنطقة الحرة ” .