“أسعار الدواجن تشعل فتيل الاحتجاجات: هل هناك تواطؤ خفي قبيل رمضان؟”

0
136

تشهد أسعار الدواجن في المغرب موجة غير مسبوقة من الارتفاع، ما أثار سخط العديد من المواطنين والتجار على حد سواء.

فالزيادة المستمرة في الأسعار باتت تشكل عبئًا ثقيلًا على ميزانية الأسر المغربية، التي تعاني من ضعف القدرة الشرائية في ظل موجات الغلاء المتتالية.

في المقابل، يعبر التجار عن استيائهم من حالة الركود التي يعانون منها، حيث يشيرون إلى أن المواطن لم يعد قادراً على شراء الدجاج الحي بسبب أسعارها المرتفعة.

لكن ما هو السبب وراء هذه الزيادة الكبيرة في أسعار الدواجن؟ وهل يمكن أن يكون هناك تواطؤ بين بعض الفاعلين في القطاع لتضخيم الأسعار؟

أسباب الغلاء: هل هي مبررة أم مصطنعة؟

أوضح رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، عبدالله بووانو، في تصريح له خلال ملتقى للهيئات المجالية، أن الارتفاع الحاد في أسعار الدواجن يبدو غير مبرر.

وفي هذا السياق، تساءل بووانو عن أسباب غلاء اللحم الأبيض في وقت كانت فيه المدخلات الأساسية مثل الأعلاف، والغاز، والضوء، وحتى الدعم الحكومي، في متناول الجميع.

كما أشار إلى أنه على الرغم من وجود أسباب لارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بسبب نقص القطيع والجفاف، فإن الوضع في قطاع الدواجن لا يبرر الزيادة الملحوظة.

مخاوف من ارتفاع الأسعار في رمضان

في الوقت الذي اقترب فيه شهر رمضان، الذي يشهد عادةً زيادة في استهلاك اللحوم، حذر بووانو من أن الأسعار قد تصل إلى مستويات غير مسبوقة. فقد أشار إلى أن هناك محاولات لرفع أسعار البيض في رمضان بشكل مفتعل، حيث قد تصل تكلفة البيضة إلى درهمين أو حتى درهمين ونصف. هذا التحذير يعكس القلق المتزايد لدى المواطنين الذين يتخوفون من مزيد من الضغوط المالية خلال الشهر الفضيل.

التجار يعانون من الركود بسبب الغلاء

وعلى الرغم من الغلاء المستمر في الأسعار، فإن تجار الدواجن يعانون من انخفاض حاد في الطلب، حيث بات المواطنون يتجنبون شراء الدجاج الحي بسبب ارتفاع الأسعار. أحد التجار أكد أن الاستهلاك قد انخفض بشكل كبير، قائلاً: “اشترينا الدجاج بـ23.4 درهم للكيلوغرام، ونبيع بـ25 درهم فقط لنتعاون مع المواطن”. لكن، وعلى الرغم من ذلك، لا يزال ارتفاع الأسعار يشكل مشكلة كبيرة، حيث يعجز المواطنون عن تحمل التكاليف.

أزمة القدرة الشرائية: كيف يؤثر الغلاء على حياة المواطن؟

يشير العديد من المهنيين إلى أن القدرة الشرائية للمواطنين قد تضررت بشكل كبير، حيث أصبح العديد منهم غير قادرين على شراء الدواجن الحية إلا بنظام التقسيط. أحد المهنيين صرح قائلاً: “في وقت جائحة كورونا، كان الناس يشترون الدجاج بسعر لا يتجاوز 8 دراهم، والآن أصبح السعر يتراوح بين 23 إلى 25 درهمًا”. هذا التفاوت الكبير بين الأسعار في فترات زمنية متقاربة يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذه الزيادات، خاصة في وقت يعاني فيه المواطن من الأزمات الاقتصادية المختلفة.

عبد الله بوانو يفتح النار: الحكومة تستهدف الأسرة المغربية وتعمّق أزمات المواطن

هل يوجد تواطؤ بين بعض الفاعلين في القطاع؟

يشير تقرير مجلس المنافسة إلى أن هناك تركيزًا كبيرًا في قطاع الدواجن، حيث يسيطر عدد قليل من الفاعلين على السوق، ما يعزز الشكوك حول وجود تواطؤ بين هؤلاء الفاعلين لرفع الأسعار. هل يمكن أن تكون هذه الزيادات نتيجة للتنسيق المسبق بين بعض المنتجين والوسطاء لاحتكار السوق؟ هل يمكن اعتبار هذه الزيادات مفتعلة لتعظيم الأرباح على حساب المواطن؟

حلول مقترحة لتجاوز الأزمة

في الوقت الذي يتجه فيه الجميع إلى البحث عن حلول لهذه الأزمة، ترى الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن أن زيادة الإقبال على منتجات الدواجن يعود إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء. وتعتقد الفيدرالية أن حل الأزمة يكمن في تحسين النظام الإيكولوجي لقطاع الدواجن من خلال دعم التجميع وتطوير المجازر الصناعية، بالإضافة إلى تخفيض التكاليف المرتبطة بالقطاع.

كما أكد وزير الفلاحة في لقاء سابق على استعداد الوزارة لدعم أي استثمار في هذا القطاع من أجل تعزيز السيادة الغذائية للبلاد.

ما هو الحل على المدى الطويل؟

إزاء هذه الزيادات في الأسعار، يبقى السؤال: هل سيظل قطاع الدواجن في المغرب تحت سيطرة قلة من الفاعلين، أم أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق إصلاحات تساهم في خفض الأسعار وضمان استدامة القطاع؟ وهل ستتمكن الحكومة من تطبيق آليات أكثر شفافية لضمان عدالة الأسعار وحماية مصالح المواطنين؟

الأمر الذي يحتاج إلى إجابة واضحة في الأيام المقبلة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.