اسبانيا تداري أخطاءها الدبلوماسية بموقف جديد قديم نرحب بـ«مقترحات الرباط» في قضية الصحراء المغربية !؟

0
236

تسببت ممارسات وسياسات الحكومة الاسبانية الاشتراكية في تأزيم العلاقات مع الشريك المغربي في الوقت الذي يتطلع فيه الاتحاد الأوروبي لشراكة أكبر وأوثق مع المغرب الذي لعب دورا محوريا في تجنيب عدة دول أوروبية اعتداءات إرهابية دموية وساعد اسبانيا على مكافحة الهجرة والجريمة المنظمة وشكل سدا منيعا أمام الإرهاب العابر للحدود ومنه الإرهاب الذي تورطت فيه عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية بشكل مباشر وغير مباشر.

مدريد – أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية آرانشا غونزاليس لايا ثبات موقف بلادها تجاه قضية الصحراء المغربية، وأشارت رغم ذلك إلى أن إسبانيا مستعدة للنظر في المقترحات المغربية.

وقالت في بيان صحفي: “إسبانيا مستعدة للنظر في أي حل يطرحه المغرب على طاولة المفاوضات”.

وتابعت: “كنا دائما حذرين للغاية بخصوص الوضع في الصحراء.. نفهم تماما أن المغرب لديه حساسية كبيرة بشأن هذه القضية. ويتضمن هذا الموقف المحترم عدم الرغبة في التأثير على الموقف الذي قد تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية”.

وقالت: “نريد حلا تفاوضيا في إطار منظمة الأمم المتحدة. وفي هذا الإطار نحن على استعداد للنظر في أي حل يقترحه المغرب، مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس من مسؤولية إسبانيا التوسط، لأن هذا الدور يجب أن تقوم به الأمم المتحدة”.

وعادت إلى الحديث عن الأزمة التي اندلعت بين المملكتين قبل عدة أسابيع وقالت بهذا الشأن: “دخلنا في أزمة لم نكن نريدها على الإطلاق، ومن الواضح أننا نريد الخروج منها في أسرع وقت ممكن. سنعمل حتى يتم خلق مساحة ثقة يمكن من خلالها إعادة توجيه العلاقات الثنائية”.

وبخصوص أزمة الهجرة اعتبرت لايا أن “الاتحاد الأوروبي دعم إسبانيا، وفي المقابل انحازت واشنطن إلى صف المغرب. لقد دعم الاتحاد الأوروبي إسبانيا بالكامل، لكن الولايات المتحدة كانت أبعد من ذلك بكثير. فقد نظرت واشنطن إلى مكان آخر”.

وشكل تدفق آلاف المهاجرين على جيب سبتة المغربي المحتل منعطفا آخر في تلك الأزمة، حيث اتهمت إسبانيا المغرب بالتقاعس عن السيطرة على حدوده، فيما لاحظت السلطات المغربية أن السلطات الاسبانية تعمل على تأليب الاتحاد الأوروبي على المملكة بتوظيف أزمة سبتة لهذا الغرض.

وأوضحت الخارجية المغربية كذلك أن الأزمة مع مدريد أعمق من مجرد استقبالها لغالي سرا أو أزمة سبتة، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بسياسات عدائية وسلوك نسف مبدأ مهما في العلاقات بين البلدين وهو الثقة.    

تجد الحكومة الإسبانية نفسها في حرج أمام الطلب المغربي، فهي تخشى تصعيد الرباط الذي قد يتسبب في أزمة هجرة كبيرة أو توقف التعاون في مكافحة الإرهاب كما فعلت ذلك في أغسطس/آب 2014. وقد دعم الاشتراكيون الإسبان لمدة طويلة ضمنيا حل النزاع المقترح من طرف الرباط حتى وإن كان الحكم الذاتي الذي تمنحه للأقاليم الجنوبية للمملكة محدودا جدا مقارنة بذلك الذي تتمتع به المقاطعات في إسبانيا. ولكنهم لا يجرؤون على قول ذلك علنا، لأن الرأي العام الإسباني ما زال متعاطفا مع جبهة البوليساريو الانفصالية للضغط على المغرب، كما يواصل حزب بوديموس دعمها، ويؤكد قائده بابلو إيغليسياس بانتظام على حق الصحراويين في تقرير المصير حتى توضع خيرات البلاد البحرية والفلاحية والثراوة الأخرى أمام الإسبان.

وكان الآلاف قد سبحوا حول الحدود أو تسلقوا السياج الذي يفصل بين جيب سبتة المحتل من قبل اسبانيا والمغرب قبل أسبوعين وعلى مدى يومين.

وجرت إعادة معظم من عبروا إلى المغرب فورا لكن مئات القصر، الذين لا يوجد مرافق معهم ولا يمكن ترحيلهم بموجب القانون الإسباني، ما زالوا هناك.

واعتُبر تدفق المهاجرين على نطاق واسع ردا على قرار إسبانيا استقبال إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو التي تنادي بانفصال الصحراء لتلقي العلاج على أراضيها.

وقال سانتشيث إن إسبانيا هي أفضل حليف للمغرب في الاتحاد الأوروبي وإنه يرغب في إتباع نهج بناء تجاه الرباط، لكنه أصر على أن أمن الحدود له الأولوية، مضيفا “تذكروا أن حسن الجوار يجب أن يستند إلى الاحترام والثقة”.

لكن المغرب أعلن أن مدريد انتهكت مبدأ حسن الجوار والاحترام والثقة التي كانت قائمة ليس باستقبالها زعيم الانفصاليين (إبراهيم غالي) فحسب بل بمواقف عدائية وباستهانتها كذلك بحساسيات مغربية.