“التعليم في الصدارة، لكن ماذا عن الرياضة؟ تساؤلات حول غياب المحاسبة والإصلاحات في عهد الوزير برادة”

0
193

في أول ظهور له أمام البرلمان بعد تعيينه وزيرًا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قدّم محمد سعد برادة رؤيته لتطوير قطاعي التعليم والرياضة، مشددًا على التزامه بتحقيق التوجيهات الملكية وتوجهات الإصلاح.

وبينما كانت تفاصيل عرضه تتركز بشكل كبير على تحسين التعليم وزيادة ميزانيته، لوحظ غياب واضح عن معالجة ملفات قطاع الرياضة والتحديات التي تواجهه، مما فتح باب التساؤلات حول مصير هذا القطاع، الذي يعاني من إخفاقات وتجاوزات مالية وفق تقارير رسمية.

التعليم أولاً: طموح وزيادة في الميزانية، لكن هل يكفي؟

أعلن الوزير برادة عن رفع ميزانية التعليم لتقترب من 92 مليار درهم، مؤكدًا أن هذا الاستثمار يعكس التزام الحكومة بتحسين جودة التعليم وتوسيع بنيته التحتية. ومع ذلك، يتساءل البعض: هل يمكن لهذا التركيز على التعليم وحده أن يُحقق الأهداف الوطنية، بينما توجد قطاعات أخرى كقطاع الرياضة تعاني من اختلالات مزمنة، وتتطلب إصلاحات لا تقل أهمية؟

الرياضة تحت المجهر: أين المحاسبة والتغيير؟

رغم تخصيص ميزانية مهمة للقطاع الرياضي، إلا أن مشاكل الفساد المالي والإخفاقات الدولية لا تزال تلقي بظلالها على هذا المجال. تشير تقارير رسمية إلى اختفاء مبالغ كبيرة من الميزانية المرصودة، دون متابعة أو تحقيق، مما يثير تساؤلات حول آلية الرقابة والمحاسبة داخل مديرية الرياضة. فهل ستبقى هذه الملفات دون معالجة؟ وهل يعكس غياب المحاسبة في الرياضة حصانة ضمنية لهذا القطاع أمام الانتقادات؟

غياب الخطط لإصلاح قطاع الرياضة: هل هو إهمال أم ترتيب أولويات؟

بالتزامن مع تعهد الوزير بتحسين البنية التعليمية، لم يُقدّم برادة خططًا واضحة لمعالجة المشاكل التي يعرفها قطاع الرياضة، مما يطرح تساؤلات حول مدى جدية الوزارة في وضع هذا القطاع ضمن أولوياتها. فهل ستقتصر الجهود على تهيئة الملاعب وتحسين المنشآت دون النظر في أداء المؤسسات الرياضية؟ وهل سيستمر الوضع على حاله دون النظر إلى نتائج المنافسات الدولية وأثرها على صورة المغرب الرياضية؟

مديرية الرياضة والمحاسبة: هل هي بمنأى عن الإصلاح؟

يشعر الرأي العام بالقلق من غياب المحاسبة داخل مديرية الرياضة، التي تعد طرفًا أساسيًا في تأهيل القطاع لمواجهة الاستحقاقات الدولية المقبلة. إن تجاهل تقارير مالية تشير إلى اختلالات ضخمة يفتح الباب لتساؤل مهم: هل هناك أسباب تمنع التغيير داخل مديرية الرياضة؟ وهل ستتحقق الشفافية التي يُطالب بها الرأي العام والمجتمع الرياضي؟

خاتمة: طموحات وتحديات تنتظر الوزير الجديد

يحمل الوزير برادة رؤية طموحة لتطوير التعليم، لكن نجاحه يعتمد على شمولية الإصلاحات لتطال قطاع الرياضة كذلك، فلا يمكن ضمان تطوير المجال الرياضي بدون معالجة جوانب الفساد والمحاسبة. فهل سيحقق برادة التوازن بين تطوير التعليم والرياضة على حد سواء؟ أم سيظل قطاع الرياضة على هامش الإصلاحات، ليبقى أسير التحديات القديمة؟