“الرياضة المغربية: بين مطرقة اللوبيات وسندان هجرة المواهب.. من يُصلح ما أفسده الفساد؟”

0
137

الرياضة المغربية تحت الحصار: حلم الشباب في مواجهة لوبيات المصالح

في زمن أصبحت فيه الرياضة أداة للتنمية وبناء الهوية الوطنية، يجد الشباب المغربي أنفسهم محاصرين بعقبات لم تكن في حسبانهم، تقف في طريق أحلامهم وتحويلها إلى كوابيس من صنع لوبيات متجذرة. هذه اللوبيات سيطرت على القطاع الرياضي، وجعلت منه فضاءً لخدمة المصالح الشخصية بدلاً من كونه ميدانًا مفتوحًا للطموح والمنافسة الشريفة.

الرياضة تحت قبضة اللوبيات

الرياضة المغربية، سواء كانت القتالية منها أو الشعبية، أصبحت رهينة لمجموعات نافذة استحوذت على التعيينات، التمويلات، وحتى نتائج المباريات. هذا الواقع يعكس ضعف الرقابة المؤسسية وغياب التخطيط الاستراتيجي. ومع استمرار هذا الوضع، تتصاعد التساؤلات: إلى متى ستبقى هذه اللوبيات تتحكم في مصير الرياضة الوطنية؟ وهل يمكن بناء منظومة رياضية حرة تتيح للشباب فرصة تحقيق أحلامهم بعيدًا عن هذه القيود؟

قصص ملهمة تحت القصف

بينما تُقمع الكفاءات ويُستبعد أصحاب النزاهة، تبرز قصص مثل جمال السوسي، الصحفي والخبير الرياضي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للجيوجيتسو البرازيلي والرياضات المشابهة ورئيس الاتحاد العربي ونائب رئيس الاتحاد الدولي والأفريقي الذي رفع اسم المغرب عاليًا في رياضات الجيوجيتسو البرازيلي وفنون القتال المختلطة. لكن جهوده تعرضت للتهميش من قوى لا ترغب في أن ترى الإصلاح يتجسد في شخص يرفض التنازل عن المبادئ. هنا يظهر السؤال: لماذا لا يتم دعم كفاءات وطنية أثبتت قدرتها على إحداث الفرق؟

الهجرة كملاذ أخير

لم تقتصر تداعيات الهيمنة على الداخل فحسب، بل دفعت المواهب المغربية إلى البحث عن بيئة رياضية نزيهة في الخارج.

شبابنا يفرون نحو أوروبا وآسيا وأمريكا، حيث يجدون الدعم والاحترام الذي افتقدوه في وطنهم.




هذا النزيف المستمر يحرم المغرب من رفع رايته في المحافل الدولية ويطرح تساؤلًا محوريًا: كيف يمكن إيقاف هذا التهجير الرياضي؟

خارطة طريق نحو التغيير

لإعادة الرياضة المغربية إلى مسارها الصحيح، لا بد من تبني إصلاحات جذرية تشمل:

  • إعادة هيكلة القطاع: من خلال تعيين مسؤولين نزيهين ذوي كفاءة، بعيدًا عن المحسوبية والولاءات.

  • تعزيز الرقابة: لضمان أن تصل الموارد إلى مستحقيها دون تسرب أو فساد.

  • الاهتمام بالرياضات المهمشة: بتوفير بنية تحتية متطورة وفرص تدريبية حديثة.

  • إشراك المجتمع المدني: ليكون صوت الرقابة والمساءلة في وجه أي اختلالات.

الإرادة هي المفتاح

المغرب يمتلك الطاقات والمواهب الكافية ليكون قوة رياضية عالمية، لكن المشكلة تكمن في غياب الإرادة السياسية والمجتمعية لكسر القيود المفروضة من قبل اللوبيات. إذا توفرت هذه الإرادة، فإن الطريق مفتوح أمام تحول حقيقي يعيد للرياضة مكانتها كرافعة للتنمية وأداة لتحقيق الأحلام.

ختامًا: هل سنرى التغيير؟

التغيير ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب تضافر جهود الجميع، من المسؤولين إلى الرياضيين، ومن الإعلام إلى المجتمع المدني. الرياضة الوطنية لن تنهض إلا إذا عادت إلى أيدي من يؤمنون بها كوسيلة لبناء الوطن، وليس كوسيلة لتدميره. الكرة الآن في ملعب من يملكون القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، فهل سيكونون على قدر المسؤولية؟