السباق نحو 2026: تحليل معمق لرؤية النائب عبد النبي عيدودي

0
174

في سياق المشهد السياسي المغربي المتحرك، يبرز مقال النائب عبد النبي عيدودي من حزب الحركة الشعبية كنافذة تستحق التأمل. مقاله ليس مجرد عرض للواقع السياسي، بل محاولة لتشريح الوضع القائم وطرح تساؤلات حول المستقبل السياسي للبلاد.

هنا نحاول تقديم تحليل لهذا المقال، بما يتماشى مع أسلوب “صحافة النظر”، التي تركز على التحليل والاستنتاج بدلًا من العرض المجرد.

بين الحاجة للتغيير واستمرارية الوجوه

افتتح النائب مقاله بطرح تساؤل جذري: هل نحن بحاجة إلى انتخابات جديدة؟ هذا السؤال يتجاوز كونه استفسارًا بسيطًا ليعكس تحديات الديمقراطية المغربية. فرغم انتظام الانتخابات، تظل إشكالية الثقة بين الناخب والمُنتخب قائمة.

السؤال التحليلي:

  • هل يعكس تساؤل النائب إحباطًا شعبيًا من العملية الانتخابية أم دعوة لإصلاح جذري في بنية الأحزاب السياسية وآلياتها؟

  • كيف يمكن للأحزاب استعادة الثقة وسط تصاعد الإحباط العام؟

أحزاب الأغلبية: طموحات تصطدم بالواقع

يصف عيدودي انقسامات الأغلبية الحكومية بوضوح، مشيرًا إلى إعلان كل حزب عن طموحه لرئاسة الحكومة. لكنه يتجاهل تحليل ما إذا كانت هذه الطموحات تستند إلى إنجازات فعلية أم مجرد شعارات انتخابية.

  • الأصالة والمعاصرة:
    تحدث عيدودي عن إعلان فاطمة الزهراء المنصوري، لكن ماذا عن تقييم أدائها الحالي؟ هل يمتلك الحزب فعليًا رصيدًا شعبيًا يسمح له بالمطالبة بقيادة الحكومة؟

  • الاستقلال:
    وصف الحزب كـ”الأكثر تنظيمًا”، لكن عيدودي لم يتطرق لتأثير هذا التنظيم على القاعدة الشعبية، خاصة مع تراجع ثقة الشباب في العملية الانتخابية.

السؤال التحليلي:

  • هل تُشكل هذه الطموحات دليلًا على انعدام التنسيق بين مكونات الأغلبية أم أنها انعكاس لتصدع حقيقي قد يُضعف موقفها في الانتخابات المقبلة؟

المعارضة: بين الجمود والدينامية

رغم انتقاد عيدودي لجمود الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، أشاد بدينامية الحركة الشعبية. لكن السؤال هنا: هل تكفي الدينامية التنظيمية لضمان حضور قوي في صناديق الاقتراع؟

  • ركز عيدودي على مبادرات الحركة الشعبية، مثل تأسيس الروابط والدرع النقابي. لكن ماذا عن قدرة الحزب على تقديم حلول عملية لقضايا مثل البطالة، التعليم، والفوارق الاجتماعية؟

السؤال التحليلي:

  • هل يمكن اعتبار هذه المبادرات مؤشرات على رؤية سياسية شاملة أم أنها مجرد تحركات انتخابية؟

القاسم الانتخابي: إصلاح أم تعقيد؟

لم يتناول عيدودي في مقاله مسألة “القاسم الانتخابي”، وهي إحدى النقاط الخلافية التي ستؤثر بلا شك على نتائج انتخابات 2026. الأرقام تشير إلى أن معدلات التسجيل تختلف بشكل كبير بين القرى والمدن، وبين الشباب وكبار السن.

السؤال التحليلي:

  • كيف ستتعامل الأحزاب مع هذه التفاوتات؟ وهل يمكن للقاسم الانتخابي الحالي أن يضمن تمثيلًا عادلًا لجميع الفئات؟

رؤية مستقبلية: بين التفاؤل والقلق

أنهى عيدودي مقاله دون الإشارة إلى التحديات الخارجية والداخلية التي قد تؤثر على المشهد السياسي. مع تقارير تتنبأ باضطرابات داخلية وخارجية، يبقى السؤال: هل النظام السياسي المغربي مستعد لمواجهة هذه التحديات؟

السؤال التحليلي:

  • هل يقتصر التركيز على الانتخابات كغاية، أم يجب النظر إليها كوسيلة لتحقيق استقرار سياسي واقتصادي مستدام؟

خاتمة:

قدم عبد النبي عيدودي في مقاله صورة مشحونة بالطموحات والتحديات، لكنه أغفل الغوص بعمق في الأسباب الحقيقية وراء انعدام الثقة في العملية السياسية. يظل السؤال الأكبر: كيف يمكن للمشهد السياسي المغربي أن ينتقل من حالة الجمود والتكرار إلى مرحلة البناء والتجديد؟

هذا هو التحدي الحقيقي الذي يتجاوز انتخابات 2026 ليحدد مستقبل الديمقراطية في المغرب.