السفير الإسباني الأسبق: “إسبانيا مطالبة بدعم الحكم الذاتي في الصحراء المغربية والجزائر لها مصلحة في هذا النزاع”!؟

0
184

حققت المغرب انتصارات دبلوماسية متتالية باعتراف عدد من الدول بسيادة المغرب على الصحراء حيث افتتحت  أكثر من 20 دولة، معظمها أفريقية وعربية، قنصليات في الصحراء المغربية، في اعتراف فعلي بالسيادة المغربية.

مدريد – أكد السفير الإسباني الأسبق لدى الولايات المتحدة، خافيير روبيريز، أن “إسبانيا مدعوة، أكثر من أي وقت مضى، للمساهمة في تسوية نزاع الصحراء من خلال دعم مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية” مشددا على أنه “من الواضح أن الجزائر صاحبة مصلحة في هذا النزاع المصطنع حول الصحراء.”

واشار روبيريز، إلى “أهمية الحوار، خاصة بين المغرب والجزائر، لإغلاق هذا الملف بشكل نهائي” داعيا إلى “انخراط أكبر للأمم المتحدة لتحقيق تقدم في حل هذا النزاع الإقليمي”.

وفي منتدى اقتصادي من تنظيم يومية “إسبانيول” منذ يومين في العاصمة مدريد، إن “السبيل الوحيد لحل هذا النزاع يتمثل في الحوار قصد التوصل إلى حل على أساس مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”.

وطالب روبيريزى جبهة البوليساريو الانفصالية  بالجلوس مع المغرب للتفاوض بدعم من إسبانيا، مشيراً إلى أن إسبانيا لديها تجربة في الحكم الذاتي في إطار الديمقراطية. ويعتمد الوزير على تجربة إسبانيا في إرساء الحكم الذاتي بعد الانتقال الديمقراطي منتصف السبعينيات إثر رحيل الدكتاتور الجنرال فرانسيسكو فرانكو، وهو الحكم الذاتي الذي استجاب بشكل كبير لمطالب أقاليم مثل كتالونيا وبلد الباسك.

ويبرز خوسي بونو، الذي يعد من السياسيين المخضرمين في هذا البلد الأوروبي وشغل كذلك منصب رئيس البرلمان سابقاً، أنه طيلة 30 سنة لم يتم إجراء استفتاء تقرير المصير بسبب مشاكل كثيرة، وعليه “يجب استغلال مقترح المغرب سنة 2007 بمنح الصحراويين الحكم الذاتي”. 

وأكد السفير الأسبق لإسبانيا في واشنطن (2000-2004) أنه لا يرى “أي خلل في إسهام إسبانيا في البحث عن اتفاق تقبله جميع أطراف النزاع، لاسيما الجزائر والمغرب، اتفاق يقر بالحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية”.كانت هناك جرأة أميركية ليس بعدها جرأة في السعي الى كسر الحلقة المغلقة التي تدور فيها قضيّة الصحراء المغربية منذ العام 1975، وهي قضيّة مفتعلة من أولها الى آخرها.

كان لا بدّ من خطوة اميركية مدروسة وشجاعة للانتهاء من قضيّة استمرت طويلا لسبب واحد يتمثل في الرغبة في استنزاف المغرب من قبل نظام عاجز. إنّه نظام جزائري عاجز عن الاعتراف بان العالم تغيّر وانّ عليه الاهتمام بشعبه بدل البقاء في اسر مفاهيم غير مفهومة. لا تعني سياسة الهروب الى خارج حدود الجزائر شيئا للجزائريين انفسهم. لا ينفع شعب الجزائر الحاق الاذى بالمغرب في شيء. في نهاية المطاف، ليست الجزائر، التي استخدمت “بوليساريو” واستثمرت فيها، سوى دولة من دول العالم الثالث مرّت بسلسلة من التجارب الفاشلة منذ استقلت في العام 1962. لعلّ اكبر دليل على ذلك ان الدولة الجزائرية، بكل مؤسساتها، لم تفعل، منذ الاستقلال، سوى التحريض على فرنسا التي لا يزال كلّ جزائري يطمح الى الهجرة اليها!

40 دولة تدعم مبادرة “الحكم الذاتي”

وأكدت 40 دولة دعمها لمقترح “الحكم الذاتي” لحل قضية إقليم الصحراء، النزاع المفتعل من  طرف الجزائر الداعم بسخاء للانفصاليين جبهة “البوليساريو”.

جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر الوزاري الذي نظمته الرباط وواشنطن، الجمعة، لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، عبر تقنية التواصل عن بعد.

وشارك في المؤتمر 40 دولة، بينها 27 ممثلة على المستوى الوزاري، برئاسة كل من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ومساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر.

وأعرب المشاركون، بحسب البيان، عن دعمهم لـ “مبادرة الحكم الذاتي المغربية، باعتبارها الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لهذا النزاع الإقليمي”.

ومن الدول المشاركة فرنسا والكويت ومصر والأردن وعمان وقطر والسعودية والإمارات والغابون.




قد لا يختلف مفهوم الحكم الذاتي عن مفهوم الجهوية من حيث حدّهما بتعريف شامل وموحد، نظرا لارتباطهما بالنظم الداخلية للدولة التي تنهج الجهوية كأسلوب للتقسيم الترابي، والحكم الذاتي كآلية لمنح إقليم ما استقلالية نوعية في تسيير شؤونه تحت مراقبة بعض أجهزة الدولة. وتختلف طرق كل دولة على حدة في تطبيق هذه النماذج اعتمادا على ظرفيتها السياسية والدافع الأساسي للجوئها إلى ذلك؛ كتوفرها على جماعات انفصالية تهدد أمن الدولة ووحدتها (الجهوية) أو لاعتبارها دولة استعمارية تريد تخليص إقليم ما من تبعيته لها (الحكم الذاتي).

كما يمنع من تحديد مفهوم واضح للحكم الذاتي؛ ازدواجية مدلوله بين الجانب السياسي والجانب القانوني، وتأثره بالفكر الإنساني الفلسفي. ونظرا لتعدد التعاريف التي حاولت أن تحيط بالمفهوم لعدم توفر نموذج عالمي واحد، فسنعمل على انتقاء التعاريف القريبة من النموذج الذي يطمح إليه المغرب في هذا المجال. وبالتالي يمكن تعريف الحكم الذاتي، انطلاقا من تعريف الفقيه الإيطالي “جيانيني” الذي جاء فيه: “يقصد بالحكم الذاتي في الحقبة المعاصرة التنظيمات ذات السلطة العليا. بمعنى أن الدولة -تمنح- عن طريق قوانين خاصة بها الهيئات الإقليمية التي تشكل جزءا من نظامها بعضا من سلطاتها العامة”.

وأعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، في 10 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة في الإقليم.

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء،وتعتبره جزءاً لا يتجزء من وحدتها الترابية وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تطالب “البوليساريو” باستفتاء لتقرير مصير الإقليم وهو طرح بدعم سخي لأكثر من 30 سنة من طرف النظام الجزائري العجوز المتهالك.