“المديونية الثقيلة لشركة ‘البناؤون الشباب’: هل تصبح أزمة شكيب لعلج نقطة تحول في قيادة ‘الباطرونا’؟”

0
181

“من الديون إلى الصراع القيادي: كيف تؤثر مشاكل ‘البناؤون الشباب’ على رئاسة شكيب لعلج في ‘الباطرونا’؟”

في خضم التحديات التي تواجه قطاع الأعمال في المغرب، يبرز شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، كمحور رئيسي للجدل. يواجه لعلج حاليًا أزمة حادة تتعلق بشركته “البناؤون الشباب” (Les Jeunes Maçons)، التي تعاني من مديونية كبيرة تجاه عدد من المقاولات الصغرى والمتوسطة. هذه المشاكل المالية تشكل تهديدًا كبيرًا على موقع لعلج في الاتحاد، الذي كان قد تولى رئاسته لولاية ثانية منذ العام الماضي.

أزمة مالية تعصف بشركة “البناؤون الشباب”

شركة “البناؤون الشباب” تواجه أزمة مالية خانقة تضعها في موقع دفاعي. منذ العام الماضي، توقفت الشركة عن دفع قيمة الفواتير المستحقة عليها، مما أدى إلى تصاعد شكاوى الدائنين. هذا الوضع دفع الدائنين للجوء إلى الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدًا والصغيرة والمتوسطة لتسوية ديونهم، مطالبين بتدخل مباشر من شكيب لعلج.

الجدير بالذكر أن شركة “البناؤون الشباب” قد أعلنت عن إفلاسها، وهو ما يضع شكيب لعلج في موقع حرج، نظرًا لدوره القيادي في الاتحاد العام لمقاولات المغرب. فمن المعروف أن لعلج كان قد تحول إلى مساهم نائم في الشركة منذ العام الماضي، ولكنه ما زال مرتبطًا بها بشكل كبير.

الصراع داخل “الباطرونا” والتهديدات المحتملة

في كواليس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ترددت شائعات حول تحركات داخلية لإزاحة شكيب لعلج من رئاسة الاتحاد. هناك تقارير تشير إلى أن مهدي تازي، نائب رئيس “الباطرونا”، وبعض المسؤولين الآخرين يسعون إلى تعزيز موقفهم واستبدال لعلج. هذا الصراع يعكس تراجع دور الاتحاد في معالجة القضايا الكبرى، مثل إصلاحات الضرائب ومواجهة التضخم، مما يثير تساؤلات حول فعالية قيادة لعلج في هذه الفترة الحرجة.

التوضيحات والشكاوى: ردود الأفعال والتفسيرات

أصدرت إدارة شركة “البناؤون الشباب” توضيحات أكدت فيها أن شكيب لعلج أصبح مساهمًا غير نشط منذ 2021، بعدما اشترى حصص مؤسس الشركة السابق.

وأوضحت الشركة أنها تلقت دعمًا ماليًا كبيرًا بقيمة 200 مليون درهم من لعلج وشريك آخر، وأنها تعمل على تسوية ديونها بالتواصل مع الموردين.

ومع ذلك، تظل الحقيقة أن الشركة تواجه مديونية ضخمة تقدر بـ230 مليون درهم، مع حجوزات تحفظية إضافية، وأقساط غير مسددة. وقد لجأ العديد من الموردين إلى القضاء للحصول على مستحقاتهم بعد فشل المفاوضات مع الشركة.

سياق أوسع: تأثير الأزمة على قطاع المقاولات

من الجدير بالذكر أن هذه الأزمة تأتي في وقت يعاني فيه العديد من المقاولات الصغيرة والمتوسطة في المغرب من صعوبات مالية. وفقًا للإحصاءات الأخيرة، أفلس حوالي 30,000 مقاولة في المغرب، مما يعكس الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه القطاع. هذه الأزمات المالية تؤثر بشكل كبير على استقرار الاقتصاد الوطني، وتزيد من الضغوط على الشركات الكبرى مثل “البناؤون الشباب” وعلى قيادات مثل شكيب لعلج.

تساؤلات واستنتاجات

  • ما هي الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الاتحاد العام لمقاولات المغرب لدعم المقاولات المتضررة من الأزمات المالية؟

  • كيف يمكن تحسين نظام إدارة ديون الشركات وتفادي الأزمات المستقبلية؟

  • ما هي تأثيرات هذه الأزمة على الاستقرار القيادي في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وكيف ستؤثر على دوره في دعم قطاع الأعمال؟

في النهاية، تبقى الأزمة المالية لشركة “البناؤون الشباب” مثالًا حيًا على التحديات التي تواجهها المقاولات في المغرب. مع تزايد عدد الشركات المفلسة وضغوط القطاع، يتعين على كافة الأطراف المعنية التفكير في حلول فعالة لدعم قطاع الأعمال وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.