في وقت تتغير فيه التوازنات الدولية بسرعة، برزت المبادرة الملكية لإحداث فضاء إفريقي أطلسي موحد كمشروع استراتيجي غير مسبوق، يحمل توقيع جلالة الملك محمد السادس، ويضع المغرب في قلب التحولات الكبرى داخل القارة الإفريقية وعلى مستوى النظام العالمي.
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أكد خلال الاجتماع الوزاري الخامس للدول الإفريقية الأطلسية المنعقد بجمهورية الرأس الأخضر، أن جلالة الملك يعتبر هذا الفضاء الحيوي غير قابل للتهميش، بل يجب أن يكون قطباً جيوسياسياً فاعلاً، وجسراً دينامياً بين القارات، ورافعة للتنمية والابتكار والسيادة.
التأكيد الملكي ليس مجرد تصور دبلوماسي، بل رؤية متكاملة تعكس قناعة مغربية راسخة بأن القارة لا يمكن أن تبقى رهينة تقلبات الفاعلين الدوليين، بل عليها أن ترسم طريقها بنفسها، انطلاقاً من تعاون إقليمي يقوم على الشراكة لا التبعية.
في هذا السياق، تطرح المبادرة الملكية عدة رهانات:
-
كيف يمكن للدول الإفريقية الأطلسية الانتقال من التنسيق الظرفي إلى بناء مؤسسات إقليمية قادرة على الفعل المشترك؟
-
وهل تمتلك هذه الدول الإرادة السياسية لتغليب منطق المصلحة الجماعية على منطق السيادة المجزأة؟
-
وما موقع القوى الكبرى من هذه الدينامية؟ وهل ستدعمها أم ستسعى إلى احتوائها؟