بين الأسئلة المُلِحَّة والإجابات المراوغة: بيتاس يعكس مأزق حكومة أخنوش
في أعقاب كل اجتماع أسبوعي للمجلس الحكومي، يقف الناطق الرسمي مصطفى بيتاس أمام الصحفيين، ليواجه سيلاً من الأسئلة التي تكشف عن تعقيدات مشهد سياسي واقتصادي مضطرب. غير أن الردود غالبًا ما تكون مراوغة وغير حاسمة، ما يثير تساؤلات حول مدى جاهزية الحكومة لمواجهة أزمات الشارع.
التطبيقات الذكية للنقل: غموض يُفاقم الصراع
سؤال مباشر طرحه أحد الصحفيين: هل ستتراجع الحكومة عن الدورية التي تحد من استخدام تطبيقات النقل الذكي في ظل احتدام الصراع بين سائقي سيارات الأجرة وهذه التطبيقات؟
بيتاس، بدلاً من تقديم إجابة واضحة، لجأ إلى عبارات عامة لا تقدم رؤية شاملة أو حلولاً عملية.
-
ما الذي يمنع الحكومة من اتخاذ قرار حاسم ينهي هذا النزاع المتفاقم؟
-
كيف ستتعامل الحكومة مع الاعتماد الكبير للجماهير المونديالية على التطبيقات الذكية، إذا استمرت هذه الأزمة؟
المراوغة هنا تعكس تخبط الحكومة أمام تحديات التكيف مع التحولات الرقمية، في وقت يشهد الشارع توترات متزايدة.
إعفاء المعاشات من الضريبة: خطوة محدودة ومراوغة في الأرقام
الإعلان عن إعفاء المعاشات من الضريبة قُدم كإنجاز حكومي، لكن حين وُجه بيتاس بسؤال عن اقتصار الاستفادة على 32 ألف متقاعد فقط، جاء الرد ملتبسًا ودون أي التزام بتوسيع الفئة المستفيدة.
-
لماذا لم يُرافق القرار رؤية شاملة تعالج التفاوت بين المتقاعدين؟
-
هل الحكومة تكتفي بالمبادرات الشكلية لتجنب انتقادات أوسع؟
إجابات بيتاس تفتقر للوضوح، وتُظهر كأن القرار مجرد مناورة إعلامية أكثر منه استجابة حقيقية لاحتياجات المواطنين.
أزمات القطاع الصحي: غياب الإجابات المقنعة
حوادث مؤلمة، مثل وفاة مرضى بسبب انقطاع الأوكسجين بمستشفى ابن سينا، وغياب أي عقوبات تُذكر، وضعت الحكومة تحت ضغط شديد.
لكن ردود بيتاس لم تتجاوز عبارات عامة حول “تحسين العرض الصحي”، دون أي توضيح للمسؤوليات أو الخطوات التصحيحية.
-
لماذا تتجاهل الحكومة تقارير المفتشية العامة للصحة بشأن هذه الكوارث؟
-
كيف ستواجه الحكومة التداعيات مع اقتراب أحداث رياضية عالمية تتطلب جاهزية صحية قصوى؟
مرة أخرى، تعكس تصريحات بيتاس محاولة لتجنب مواجهة الحقائق، مما يزيد من الشكوك حول جدية الحكومة في تحسين القطاع الصحي.
العلاقات مع سوريا: غياب رؤية استراتيجية
حين سئل بيتاس عن موقف الحكومة من إعادة العلاقات مع سوريا، لم يقدم إجابة واضحة، بل اكتفى بتلميحات عامة.
-
هل يفتقر المغرب إلى استراتيجية واضحة في التعامل مع التطورات الإقليمية؟
-
ما مصير المغاربة المحتجزين في سوريا؟ وهل هناك نية لإعادة تقييم سياسة اللجوء؟
هذا الغموض يثير التساؤلات حول قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات شجاعة في ملفات حساسة.
بيتاس بين المراوغة وتحديات الأداء الحكومي
تعكس تصريحات بيتاس خلال الندوات الحكومية أن الحكومة، رغم محاولاتها، تبدو عالقة في دائرة من الأزمات المتشابكة، تتجنب فيها مواجهة جوهر المشكلات:
-
غياب الحلول الملموسة لصراعات يومية تؤرق المواطنين.
-
الاعتماد على ردود عامة ومبهمة تُظهر ضعفًا في الرؤية الاستراتيجية.