جبهة البوليساريو على لائحة الإرهاب؟: مسعى أمريكي جديد يثير التساؤلات حول الحلول في الصحراء المغربية

0
141
(AP Photo/Alex Brandon)

في خطوة قد تُعيد رسم خريطة التحالفات في شمال إفريقيا، أعلن النائب الجمهوري جون ويلسون، عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، عن نيته تقديم مشروع قانون لتصنيف جبهة البوليساريو كـ”منظمة إرهابية”.

يأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، بين دعم أمريكي واضح للمقترح المغربي للحكم الذاتي تحت سيادته، واتهامات متبادلة بتوظيف الملف من قبل أطراف إقليمية ودولية.

من خلال هذه المبادرة التشريعية، يطرح السؤال الأهم: ما هي أبعاد هذه الخطوة بالنسبة للعلاقات المغربية-الأمريكية؟ وهل ستسهم في تسريع التسوية السياسية للصراع أم أنها ستؤدي إلى تعقيدات جديدة في المنطقة؟

ماذا وراء التصنيف الإرهابي؟

النائب ويلسون لم يكن يتحدث في فراغ؛ فتصريحه يُعتبر تحركًا جديدًا في المسار الأمريكي الذي دعم سابقًا مبادرة الحكم الذاتي المغربية. في تغريدته على منصة X، شدد على أن “الحل الوحيد الممكن لحل ملف الصحراء هو المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”. ولكن لماذا الآن؟ وما الذي دفع بالولايات المتحدة إلى التفكير في تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية؟

تصنيف البوليساريو “منظمة إرهابية” يعني أن الولايات المتحدة ستفرض مزيدًا من الضغط على الجماعة الانفصالية، ما قد يعزز موقف المغرب الذي يسعى لتحقيق سيادة كاملة على الصحراء. ولكن هذا التصنيف قد يطرح تساؤلات بشأن كيفية تأثيره على المفاوضات السياسية، خصوصًا وأن البوليساريو لا يزال يُنظر إليها كطرف في مفاوضات الأمم المتحدة.

إيران وروسيا: تداخل مصالح في الصحراء

في تغريدته، أشار ويلسون إلى ما وصفه بـ “محور عدوان”، موضحًا أن كلًا من إيران وروسيا يحاولان اكتساب موطئ قدم في إفريقيا عبر دعم البوليساريو. وهنا تبرز الأبعاد الجيوسياسية للمسألة. هل يُمكن أن تكون هذه التصريحات بمثابة رسالة ضمنية تهدف إلى إضعاف النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة؟ بالنظر إلى التطورات الأخيرة في السياسة الدولية، يعتبر استثمار إيران وروسيا في قضية الصحراء المغربية من أبعاد النفوذ الدولي في القارة السمراء.

لكن، ما هي حقيقة العلاقات بين البوليساريو وطهران وموسكو؟ هل هناك دلائل حقيقية على دعم عسكري أو سياسي من إيران وروسيا؟ أم أن التصريحات الأمريكية تأتي في سياق تحركات أكبر للحد من النفوذ المعادي للغرب في إفريقيا؟

الردود المغربية: تأكيد على وحدة الموقف

من ناحية أخرى، جاء إعلان ويلسون في وقت يواصل فيه المغرب التأكيد على موقفه الثابت بشأن مبادرة الحكم الذاتي. فقد أضاف النائب الأمريكي في تغريدته رابطًا لتغريدة ليزا كينا، المسؤولة الرفيعة في وزارة الخارجية الأمريكية، التي أشارت إلى تأكيد المبعوث الأممي للصحراء، ستيفان دي ميستورا، على أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل الوحيد لحل ملف الصحراء.

هذا التوضيح الأمريكي يعكس نوعًا من التوافق مع الموقف المغربي. لكن يبقى التساؤل: هل سيترجم هذا التوافق إلى خطوات ملموسة على الأرض؟ وهل ستؤدي هذه التصريحات إلى تعزيز موقف المغرب أمام الأمم المتحدة والدول الكبرى الأخرى؟

هل حان الوقت لإغلاق ملف الصحراء؟

إن تقديم هذا النص التشريعي في الكونغرس الأمريكي يعكس تحولًا في التعامل مع قضية الصحراء. فهل يُعتبر ذلك بداية لخطوات أكبر قد تفضي إلى تسوية سياسية؟ أم أنه مجرد تصعيد يضيف طبقات جديدة من التعقيد في مسار الصراع؟

وفي الوقت الذي يُسعى فيه إلى تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، يبقى السؤال الأهم: هل سيؤدي هذا التحرك إلى إغلاق ملف الصحراء بشكل نهائي، أم أنه سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات والتحولات في العلاقات الإقليمية والدولية؟

التساؤلات المفتوحة

  • هل ستنجح هذه المبادرة الأمريكية في تعزيز الحل السلمي للقضية أم ستقود إلى تصعيد جديد؟

  • ما تأثير التصنيف الأمريكي على موقف الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بشأن الصحراء؟

  • هل يُمكن للولايات المتحدة أن تُعزز موقف المغرب في مواجهة تهديدات الإرهاب التي قد تخلقها جماعات متطرفة في المنطقة؟

قد يكون التصنيف الأمريكي لجبهة البوليساريو “منظمة إرهابية” خطوة مؤثرة على الصعيدين السياسي والجيوسياسي، لكن مدى تأثير هذه المبادرة على الحلول المستدامة للصراع في الصحراء يبقى رهينًا بتوازنات دقيقة على مستوى العلاقات الدولية والإقليمية.