رئيس البعثة الإسرائيلية يهاجم العثماني بعد عودته “من يدعم حلفاء إيران يقوي نفوذها الإقليمي”

0
344

انتقد رئيس البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في الرباط، ديفيد غوفرين، سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، تهنئة رئيس الوزراء المغربي “سعد الدين العثماني”، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، “إسماعيل هنية”، بالانتصار في حرب غزة.

وفي تغريدة له عبر حسابه على تويتر كتب “جوفرين” الثلاثاء: “أثارني تصريح رئيس الوزراء المغربي السيد العثماني الذي أيد وهنأ تنظيمات حماس والجهاد الإسلامي الإرهابية المدعومة من إيران”.

وتساءل قبل أن يقوم بحذف تغريدته: “من يدعم حلفاء إيران يقوي نفوذها الإقليمي، أليس تعزيز إيران التي تزرع الدمار في دول عربية، وتؤيد جبهة البوليساريو، مناقضا لمصلحة المغرب وللدول العربية المعتدلة؟”.

وقال غوفرين، في أول تصريح بعد العودة للمملكة، “أثارني تصريح رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، الذي أيد وهنأ تنظيمات حماس والجهاد الإسلامي الإرهابية المدعومة من إيران”.

وفي وقت سابق هنأ “العثماني” وهو أيضا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ،”هنية”، في رسالة بعث بها بصفته الحزبية، بـ”الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني”، مجددا “الموقف المبدئي في دعم القضية الفلسطينية”.

وأضاف: “هي مناسبة لأجدد لكم موقفنا المبدئي الراسخ والثابت في دعم القضية الفلسطينية، وأننا سنظل دائما في طليعة المدافعين عن القضية وداعما ومساندا للشعب الفلسطيني في سعيه لتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وكانت مغادرة جوفرين المغرب بالتزامن مع دعوات إلى طرده من الرباط وقطع جميع العلاقات مع إسرائيل بسبب عدوانها على الفلسطينيين.

في 14 مايو/أيار 2021، كشف موقع “الصحيفة” المغربي خبر مغادرة رئيس البعثة الإسرائيلية السفير ديفيد غوفرين المغرب، يوم 11 من الشهر ذاته، دون تحديد موعد لعودته.

وحسب مصادر، غادر ممثل إسرائيل -الذي قدم إليه بعد توقيع اتفاق التطبيع- رفقة حارسين شخصيين عبر الخطوط الإماراتية، المتوجهة إلى مطار دبي الدولي، قبل أن يستقل رحلة أخرى إلى تل أبيب في اليوم نفسه، بسبب عدم استئناف الطيران المباشر بعد بين المغرب وإسرائيل.

 

وقال جوفرين على حسابه بتويتر: “اضطُررت إلى السفر إلى إسرائيل (دون أن يحدّد متى) للاطمئنان على الحالة الصحية لوالدي الذي يرقد في المستشفى”، وأضاف: “سأرجع إلى المغرب بعد عيد نزول التوراة (الشفوعوت في 7 يونيو/حزيران)”.

خبر المغادرة أثار ضجة كبيرة، وذهب عدد من الصحفيين المقربين من دوائر القرار إلى نفيه، مما دفع غوفرين إلى الرد قائلا في تغريدة على حسابه عبر “تويتر”، إنه “اضطر للسفر إلى إسرائيل للاطمئنان على الحالة الصحية لوالده الذي يرقد بالمستشفى”.

وأوضح أنه سيعود للمغرب “بعد عيد نزول التوراة الذي يصادف 7 يونيو/حزيران 2021”.
 
جاءت مغادرة غوفرين المغرب بالتزامن مع دعوات لطرده من الرباط وقطع جميع العلاقات مع إسرائيل؛ بسبب عدوانها على الفلسطينيين.

بدورها، طالبت مؤسسة “محمد عابد الجابري” (غير حكومية) في بيان السبت، “بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، وطرد رئيسه”، ودعت إلى “وقف جميع أشكال التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي”.

وطالبت المؤسسة، بـ”إلغاء كل أشكال التطبيع مع الصهاينة، وإلغاء كل الاتفاقيات المبرمة معهم”.

وفي 2020 أثار المغرب غضباً شعبياً عربياً باستئنافه العلاقات مع إسرائيل، لينضمّ إلى 3 دول عربية وقّعت العام الماضي اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، هي الإمارات والبحرين والسودان.

منذ 13 أبريل/ نيسان 2021، تشهد مدينة القدس، اعتداءات “وحشية” ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي “الشيخ جراح”، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء منازل عائلات فلسطينية، وتسليمها لمستوطنين.

وفي 9 مايو/أيار 2021، أعلن المغرب، رفضه للانتهاكات الإسرائيلية بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، داعيا إلى “تغليب الحوار واحترام الحقوق”.

وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان، إن المملكة “تعتبر هذه الانتهاكات عملا مرفوضا ومن شأنها أن تزيد من حدة التوتر والاحتقان”.

فيما ذكر بيان أصدرته الحكومة المغربية، في 12 مايو/أيار، أن سعد الدين العثماني، قال في اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطنية (حماس)، إسماعيل هنية، إن “المغرب يضع القضية الفلسطينية والقدس الشريف في صدارة اهتماماته وفي مرتبة القضية الوطنية (إقليم الصحراء)”.

وجاء في البيان، أن العثماني أكد لهنية في الاتصال على “الموقف الثابت والواضح للمغرب، بقيادة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية، وتشبثه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف”.

العثماني بصفته الأمين العام لحزب العدالة والتنمية -قائد الائتلاف الحكومي-، استبق الموقف الرسمي للدولة، بالإعلان عن إطلاق حملة تبرع لدعم سكان القدس، ودفاعهم عن المدينة وما تشهده من توتر في الفترة الأخيرة.

وكتب العثماني على “تويتر” في 7 مايو/أيار: “ضرورة التبرع لوكالة بيت مال القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي ومقرها الرباط، من أجل المساهمة في دعم المقدسيين”.

وأضاف: “دعما لصمود المقدسيين ولدفاعهم عن القدس الشريف، بدأ حزب العدالة والتنمية حملة لتبرع أعضائه لصندوق وكالة بيت مال القدس لفائدة عدد من المشاريع الصحية والاجتماعية”.

وفي 10 مايو/أيار الجاري تصاعد التوتر في قطاع غزة بعد إطلاق إسرائيل عدوان عسكري واسع، تسببت بمجازر ودمار واسع في المباني والبنية التحتية، قبل بدء وقف لإطلاق النار، فجر الجمعة.

وأسفر العدوان الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، عن 279 شهيدا، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها “شديدة الخطورة”.