شاهد المزارعون الإسبان يعلنون الحرب على المنتوجات الفلاحية المغربية

0
317

اعتبر الموقع الإخباري الإسباني المتخصص في الزراعة “أغرو أنفورماسيون” أن “صادرات المغرب استطاعت احتلال مكانة مهمة في روسيا”.

قال مسؤول في الاتحاد العام لمهنيي النقل، إن مزارعين إسبان يعترضون منذ أيام شاحنات مغربية محملة بالخضار تتجه نحو أوروبا أو واردة للسوق المحلية، وسط تصاعد احتجاجات مزارعين في عدة دول أوروبية للمطالبة بما يصفوها حقوق معيشية ومالية.




وأوضح المسؤول في الاتحاد العام لمهنيي النقل (غير حكومية) في تصريح لوسائل إعلام ، أن “المزارعين الإسبان يحتجون، لكن لا مبرر للاعتداء على الأجانب وشاحنات البضائع التي تمر فوق تراب بلدهم”.

وتداول مهنيون مغاربة في وسائل التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر مزارعين إسبان يعترضون شاحنة ويفرغون حمولتها من الطماطم.




وتتصاعد احتجاجات المزارعين في عدد من بلدان القارة الأوروبية، للمطالبة بتنفيذ بنود يقولون إنها حقوق مالية ومعيشية، ووقف سياسة الإغراق بالمنتجات الأوكرانية والأجنبية الرخيصة.

وبدأت مظاهرات شارك فيها مئات آلاف المزارعين منذ أكثر من شهر، تعيق الحياة الطبيعية في مراكز المدن، مثل باريس وبرلين، وبروكسل، مثل تأخير حركة المرور وعرقلة التواصل بين المدن الرئيسة.

وأفاد النقابي المغربي بأن نقابته، “راسلت اليوم الخميس، وزيري الخارجية والنقل المغربيين، بشأن ما تتعرض له الشاحنات المغربية”.

وحتى الساعة لم يصدر أي تعليق على الموضوع من طرف السلطات الإسبانية أو المغربية.

وتتشابه مطالب المزارعين في غالبية البلدان الأوروبية، أبرزها، دعوة الحكومة لمساعدتهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، وتنفيذ إعفاءات ضريبية على المحاصيل المحلية، وفرض ضرائب على المحاصيل المستوردة.

وكانت السلع الزراعية القادمة من أوكرانيا، إحدى أبرز أسباب نزول المزارعين إلى الشوارع، إذ أدت الواردات رخيصة الثمن إلى إغراق أسواق التكتل على حساب المنتج المحلي.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورني في الرباط الاثنين، انتقد وزير الخارجية ناصر بوريطة اعتراض شاحنات تقل بضائع مغربية في أوروبا.

ووصف استهداف المنتجات القادمة من جنوب البحر المتوسط نحو دول الاتحاد الأوروبي بأنه “أمر غير منطقي”، مشيرا إلى أن واردات بلاده الزراعية من الاتحاد تفوق الصادرات.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي لديه فائض مع المغرب بنحو 600 مليون يورو في القطاع الزراعي، ويحقق فائضا بنحو 10 ملايين يورو في مبادلاته التجارية بشكل عام مع المملكة.

والاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري للمغرب.

ويدعو المزارعون المحتجون في غالبية الدول الأوروبية الحكومات إلى مساعدتهم في تحسين أوضاعهم، وتطبيق إعفاءات ضريبية على المحاصيل المحلية، ووقف ما يعتبرونها سياسة الإغراق بمنتجات أجنبية رخيصة، وفرض ضرائب على المحاصيل المستوردة‪.

ويبدو أن مخاوف المزارعين والمنتجين الإسبان من المنتوجات المغربية المنافسة من الخضار والفواكه ليست وليدة اليوم، إذ “كانت هناك منافسة قوية منذ الثمانينيات بين المنتجات الإسبانية والمغربية”، بحسب رئيس فيدرالية منتجي ومصدري الخضر والفواكه بالمغرب، الحسين أضرضور.

وأكد أضرضور في تصريحات صحفية سابقة، أن “المغرب كان أول مموّن للسوق الأوروبية وخصوصا الفرنسية بمنتوجات الخضار والفواكه في سنوات الخمسينيات، وبعد أن خاضت إسبانيا استراتيجية إنتاج الخضار والفواكه بدأت المنافسة ووصلت إلى مشادات بين المنتجين المغاربة والإسبان في هذا الإطار”.

وأضاف: “المنتجون الإسبان وضعوا جميع العراقيل للمنتوجات المغربية، وقاموا بحصرها من خلال قانون الحصص بداية من سنة 1994”.

ويتوقع رئيس فيدرالية منتجي ومصدري الخضار والفواكه أن “يوسّع الإنتاج المغربي من أسواقه، وأن يكون الطلب في المستقبل على الانتاج المغربي أكبر من الإنتاج الإسباني”.

ويعزو ذلك إلى أن “المنتجات المغربية من الخضار والفواكه عرفت تطورا كبيرا؛ سواء على مستوى الإنتاج أو التسويق، مواكبة لتطورات السوق الأوروبية ومتطلبات المستهلك الأوروبي”.

من جهته، يؤكد عضو الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، الفاطمي بوركيزية، أن “الإقبال الكبير من جانب السوق الأوروبية على منتوجات المزارعين المغاربة من خضار وفواكه، يرجع إلى الجودة التي تتميز بها، والتزام المزارعين بشروط الإنتاج”.

وكشف بوركيزية، في تصريح صحفي ، أن “الواردات الزراعية على إسبانيا من المغرب انتقلت من 26 بالمئة إلى 39 بالمئة إجمالا، وفيما يتعلق بواردات إسبانيا من البطيخ المغربي فقد عرفت زيادة بنسبة 132 بالمئة”.

واعتبر أن “الأرقام واضحة تبيّن مدى الارتفاع والإقبال الذي تعرفه السوق الأوروبية على المنتوجات الفلاحية المغربية؛ الشيء الذي يجعل الإسبان يتخوفون من هذا الغزو الإنتاجي المغربي، ويعتقدون أنه سيؤثر على الفلاحة الإسبانية التي تتراجع منتوجاتها في السوق الأوروبية”.

ويعتقد عضو الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، أن هذا “الإقبال الذي تعرفه السوق الأوروبية على الإنتاج المغربي منطقي ومعقول، باعتبار إنتاج المملكة الفلاحي يُعرف بجودته العالية في أوروبا ودول أخرى مثل روسيا”.