مدريد تشيد بدور المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في مكافحة الإرهاب ويُجنّب إسبانيا اعتداءات إرهابية خطيرة

0
376

أسفر التنسيق الأمني بين المغرب وإسبانيا عن تفكيك خلية إرهابية مكونة من 9 أشخاص كانوا يخططون لشن هجمات في مدينة مليلية وعدة مدن إسبانية أخرى. وقد أشادت مدريد بجهود المديرية العامة المغربية لمراقبة التراب الوطني، التي لعبت دوراً حاسماً في الإطاحة بالعناصر الإرهابية.

هذه ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها القوات الأمنية المغربية والإسبانية عملية مشتركة في إطار جهود البلدين للتصدي للمخاطر الإرهابية وتفكيك الخلايا بسرعة، مما منع وقوع العديد من الهجمات.

وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية في بيان يوم الجمعة أن “الحرس المدني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني نجحا في تفكيك بنية إرهابية في مليلية وألكوبنداس وسان سيباستيان وملقا ودي لوس رييس في مدريد”.

وكشفت الوزارة أن “العملية المشتركة التي نفذها جهاز الاستخبارات في الحرس المدني مع نظيره المغربي أدت إلى تحديد وتفكيك مجموعة من الشباب المتأثرين بأفكار متشددة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.

وأفادت بأن أجهزة المخابرات المغربية والإسبانية نفذت يوم الثلاثاء عمليات مداهمة وتفتيش استهدفت عدداً من المنازل، وأسفرت عن اعتقال 8 عناصر إرهابية. جاء ذلك بعد يوم واحد من عملية منفصلة في منطقة كورنيا ببرشلونة، أسفرت عن توقيف عنصر آخر متخصص في إنشاء ونشر محتويات جهادية.

وأكدت الداخلية الإسبانية أن هذه العملية تأتي في إطار الجهود المبذولة للكشف المبكر عن التهديدات الإرهابية المحتملة ضد الأمن العام، مشيرة إلى أن جهاز الاستخبارات في الحرس الإسباني أطلق العام الماضي تحقيقاً بشأن مجموعة من الشباب المقيمين في مدينة مليلية، كانوا يشاركون وينشرون مواد دعائية لتلقين أفكار متطرفة للآخرين والتحريض على العنف.

وأضافت أن “العملية تميزت بتعاون المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب، مما ساعد بشكل مستمر واحترافي في تقدم التحقيقات”.

وشددت الوزارة على أن “هذا التنسيق يبرز أهمية التعاون الدولي بين الأجهزة المضادة للإرهاب لمواجهة هذه التهديدات، والتحدي الكبير المتمثل في توقع خطوات الإرهابيين التالية”.

ويتبادل المسؤولون الأمنيون في المغرب وإسبانيا الزيارات بشكل دوري، كان آخرها زيارة المدير العام للشرطة الوطنية الإسبانية، فرانسيسكو باردو بيكيراس، إلى الرباط في مايو الماضي، حيث أجرى مباحثات مع المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني بالمغرب عبداللطيف حموشي.

وقد أحبطت الأجهزة الأمنية المغربية خلال السنوات الماضية العديد من الهجمات الإرهابية، ونجحت في تفكيك عدة خلايا بفضل اليقظة العالية والخبرة التي اكتسبتها المملكة في التصدي لكافة المخاطر الأمنية.

ويعتبر المغرب شريكاً دولياً موثوقاً في تعقب العناصر الإرهابية وإفشال مخططاتها التي تستهدف الاستقرار الدولي. وتشير تقارير إلى أن المغرب لعب دوراً بارزاً في اعتقال المئات من الإرهابيين والمطلوبين في قضايا أخرى.

وتحرص القوى الأوروبية على تعزيز التعاون الاستخباراتي والتنسيق مع المغرب، الذي يقود جهوداً إقليمية ودولية لمواجهة العديد من التحديات الأمنية في المنطقة، سواء المتعلقة بمكافحة الإرهاب أو الهجرة السرية والاتجار بالبشر.