مشاركة “المقدمون” في فضّ احتجاجات الأساتذة بالرباط تثير ردود فعل غاضبة وجدلاً واسعاً في المغرب !؟

0
414

تداولت مجموعة من المواقع المحلية، ونشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب مقاطع فيديو وصورا تظهر أشخاص بلباس مدني يعتدون على مجموعة من الاستاذة المتعاقدين أثناء تدخل قوات الأمن والقوات المساعدة لفض مسيرة احتجاجية لـ”الأساتذة المتعاقدين”، ما خلف موجة من ردود الفعل الغاضبة في البلاد. 




وأظهرت مجموعة من مقاطع الفيديو، تدخل القوات العمومية والسلطات المحلية، لفض الاحتجاجات التي نظمتها “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”، بمشاركة مجموعة من أعوان السلطة في ضرب وتعنيف الأساتذة أثناء منع الوقفة الاحتجاجية، التي شهدتها الشوارع الرئيسية وسط العاصمة الرباط.













 وفي تدوينة لوزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، المصطفى الرميد، على موقع التواصل “فاسبوك” تعليقا  على مقاطع فيديو متداول ، قال فيها “بشكل غير مفهوم ولا مبرر ولا مقبول ولا معقول، ظهر شخص بلباس مدني يمارس العنف غير المشروع ضد مواطنين في الشارع العمومي”. 

المقدمون موظفون صغار يخضعون إلى نظام ولوائح وزارة الداخلية في المغرب، لكنّ لوضعهم خصوصية قد لا توجد في أي بلد آخر. هم “عين” الدولة وأجهزتها الأمنية، ينقلون التفاصيل الصغيرة عما يجري في الأحياء والإدارات والقرى. ويسمّى صاحب هذه الوظيفة “مقدماً” في المدينة و”شيخاً” في القرية.

يلعب “المقدمون” و”الشيوخ” داخل المجتمع المغربي دوراً كبيراً في إطلاع مصالح الدولة وأجهزتها الإدارية وحتى الأمنية على ما يجري، بما يسجلونه من ملاحظات بشأن تصرفات السكان ومخالفاتهم سواء في البناء داخل الأحياء أو في ما يتعلق بأيّ نشاط قد يبدو مريباً، خصوصاً في مجال محاربة الإرهاب.

يشكّل هؤلاء الموظفون الصغار “عيناً” حقيقية لأجهزة الدولة تضبط بها إيقاع الحياة داخل الأحياء في الحواضر والأرياف. يسجّلون ما يشاهدونه من التغييرات والمستجدات التي تخصّ السكّان، وينقلونها بشكل تقارير شبه يومية إلى رؤسائهم، خصوصاً رجال السلطة (القيّاد)، لاتخاذ القرارات أو الاحتياطات اللازمة.

يقول أحد المقدمين في حيّ من أحياء العاصمة الرباط، وقد طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ فئة المقدمين تقوم بأعمال ومهام لا تستطيع العديد من الأجهزة القيام بها. يضيف أنّ المقدم هو محور أي “تنمية اجتماعية في المغرب”. يتابع أنّ هذه الشريحة من الموظفين يُثار في شأنهم كثيراً من الغموض وسوء الفهم. ويوضح أنّ الكثيرين يهينون المقدم أو الشيخ بنعته بـ”البركاك”، أي النمّام الذي ينقل كل ما يسمعه ويتجسس على المواطنين لصالح “القائد” وهو المسؤول الإداري عن الحيّ وسكانه. وفي المقابل، يؤكد أنّ هذه الصورة خاطئة تماماً، وأنّ المقدم مثله مثل باقي الموظفين لا ينفّذ إلاّ ما يوكل إليه من مهام.

من جهته، يرى مقدم آخر أنّ هذه الفئة من المستخدمين لعبت أدواراً كبيرة وحاسمة في مراقبة تحركات إرهابيين كانوا يخططون لأعمالهم في البلاد. يشير إلى أنّ “فطنة ويقظة هذه العناصر كانت سبباً في تفادي مآس كثيرة”. كذلك يؤكد أنّ “هذه المهام الحيوية لم تشفع لهم ليحصلوا على أجور وتعويضات مالية تناسب ما يؤدّونه من أعمال تنفع المدينة والمجتمع. فالتعويضات هزيلة ولم تشملها الزيادات الأخيرة، على الرغم من وعود الوزارة بالعناية بشؤون هذه الفئة من الموظفين”.

ويشهد قطاع التعليم في المغرب، خلال الأيام الأخيرة، احتجاجات لدفع وزارة التربية إلى فتح باب الحوار مع النقابات، والمعلق منذ عام، والاستجابة لمطالب العديد من العاملين في القطاع.

وكانت التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد قد نظمت في وقت سابق، مسيرتين ضد ما سمته “استمرار مسلسل سرقة أجور الأساتذة، والتلاعب بمصالحهم وحقوقهم”، ويأتي التصعيد بعد أسابيع من خوضهم إضراباً ووقفات احتجاجية في عدد من المدن المغربية، فيما عرفت شوارع عدد من المدن مسيرات واعتصامات وسط حضور أمني أدى لاحتكاكات مع المعتصمين، كما تمت مطاردة بعضهم وتوقيفهم.

 

وسائل إعلام محلية” تصف تدخل الأمن لفض مسيرات احتجاجية لأساتذة”بأنها “دامية ومرعبة” (فيديو)