زينب حسن تعود إلى الساحة الغنائية بعمل جديد اختارت له عنوانًا طفوليًا عفويًا: “بِس بِس”. لكن خلف هذه العفوية، تخبئ الأغنية إشارات أعمق إلى ذاكرة السينما المصرية، وتحديدًا إلى مشهد خالد من بطولة النجم أحمد السقا والنجمة منى زكي، حين ألقى بنفسه في الشلال صارخًا: “بحبك”. ذلك المشهد، الذي بقي محفورًا في وجدان الجمهور، يتحوّل اليوم إلى جملة لحنية تتراقص على إيقاعات صيفية.
بين المرح والرومانسية
منذ افتتاحيتها الغريبة: “تؤ تؤ.. لاء كده لاءه.. قلبي النونو ده محتاج زقه”، يضعنا الشاعر تامر حسين أمام عالم طفولي شقي، سرعان ما ينقلب إلى رومانسية مرحة في جملة مبتكرة: “قولي بحبك زي السقا”. هنا تتجسد براعة حسين في الجمع بين ذكريات الشاشة الكبيرة وأجواء الأغنية الراقصة، ليبتكر حالة فنية هجينة تجمع بين الضحكة والدمعة، بين السينما والطرب.
موسيقى بطعم الصيف
الموسيقار مدين حمل الكلمات نحو فضاء لحنٍ راقص، يتمايل بخفة على إيقاعات صيفية نابضة، بينما أضاف الموزع توما لمسته الإيقاعية المليئة بالحيوية، فحوّل الأغنية إلى لوحة صوتية أشبه بحفل مفتوح على الشاطئ. المزيج بين الكلمات، اللحن، والتوزيع جعل “بِس بِس” عملاً موسيقيًا يُحتفل به من أول نغمة حتى آخر لحظة.
صوت زينب حسن: طاقة وحضور
بصوتها القوي والعذب، أضاءت زينب حسن العمل بطاقة مفعمة بالفرح. أداؤها لم يأتِ تقليديًا، بل حمل بصمة شخصية تُبرز حضورها على الساحة وتمنح الأغنية هوية خاصة. لم تكن “بِس بِس” مجرد أغنية خفيفة، بل أشبه بقطعة مسرحية غنائية، تتشابك فيها عناصر الأداء مع الحضور الصوتي لتصنع حالة احتفالية مكتملة.
الفن جسور بين الفنون
ما يميز هذا العمل هو نجاحه في إعادة تفعيل العلاقة التاريخية بين السينما والغناء. فكما استلهمت الأغنية مشهدًا راسخًا من ذاكرة أحمد السقا، فإنها تفتح الباب أمام كيف يمكن للأغنية أن تُعيد صياغة لحظة بصرية وتحولها إلى أيقونة سمعية. إنها دعوة للتفكير في كيف يتقاطع الفن مع الفن، وكيف تصبح الأغنية نافذة جديدة لقراءة المشهد السينمائي بروح معاصرة.
انتشار رقمي سريع
أُطلقت الأغنية عبر Tunes Arabia على قناة الشركة الرسمية في “يوتيوب”، إلى جانب المتاجر والمنصات الرقمية والإذاعات العربية. هذا الانتشار جعلها تصل بسرعة إلى جمهور واسع، خصوصًا أولئك الذين يبحثون عن الإيقاع الراقص والكلمة الخفيفة كجزء من روح الصيف.
أكثر من أغنية صيفية
“بِس بِس” ليست مجرد أغنية مرحة للرقص؛ بل هي علامة على تطور ذائقة موسيقية تعرف كيف تستعيد الماضي السينمائي لتعيد تشكيله في حاضر غنائي. بين أحمد السقا على الشاشة وزينب حسن في الميكروفون، يظهر كيف يمكن للذاكرة الجماعية أن تتحول إلى إبداع جديد يخاطب الأجيال بروح واحدة، خفيفة وجادة في آن.
