“أخنوش يناقش الزلزال بمنظور سياسي: ماذا تقول التقارير الميدانية عن التحديات الإدارية والواقع المعاش؟”

0
362

في الثامن من سبتمبر الماضي، وقع زلزال في جبال الأطلس أسفر عن وفاة نحو 3000 شخص وإصابة العديد. ما هو وضع المتضررين اليوم؟ وما هي الجهود التي تبذلها الحكومة لمساعدتهم وإعادة بناء حياتهم؟

“في أعقاب الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز في الثامن من سبتمبر الماضي، أصدرت العديد من التقارير الميدانية توثيقًا مؤلمًا لمعاناة الآلاف من المواطنين الذين فقدوا منازلهم وتضرروا بشكل كبير. رغم هذا الواقع القاسي الذي عاشه المتضررون، فإن تصريحات رئيس الحكومة عزيز أخنوش أظهرت رؤية سياسية وإدارية تتعامل مع التحديات بمقاربات وإجراءات حكومية مختلفة. يسلط تقريرنا الضوء على هذا التباين بين واقع الميدان والتحليل السياسي الذي تقدمه السلطات، مؤكدًا على الحاجة إلى إجراءات فعّالة للتخفيف من معاناة المتضررين وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة.”

الرباط – رئيس الحكومة عزيز أخنوش يؤكد التزام الحكومة بتحقيق التغيير في ميدان التعمير والإسكان

خلال جلسة المساءلة الشهرية، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش على استعداد الحكومة لتحمل المسؤولية السياسية الكاملة من أجل تحقيق التغيير المنشود في ميدان التعمير والإسكان. وأشار إلى أن الحكومة تعتبر قضايا التعمير والإسكان أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتسعى إلى تطوير مدن مستدامة وفرص تنموية شاملة.

كما أوضح أن الحكومة بدأت حواراً وطنياً في سبتمبر 2022، لإنشاء مقاربة موحدة وتشاورية في مجال التعمير والإسكان، بمشاركة جميع الفاعلين والشركاء. وأكد أن الحكومة تعمل على تحسين التخطيط الحضري ودعم السكن بشكل مستدام، بالإضافة إلى تنزيل برامج دعم السكن بكفاءة.

وبالنسبة لزلزال الحوز، أشار أخنوش إلى استفادة 56 ألف أسرة من دعم إعادة البناء وتأهيل منازلها المتضررة، مع تحقيق نسبة إنجاز تصل إلى 95% وبتكلفة تقدر بمليار و400 مليون درهم. وأضاف أن عدد رخص البناء في المناطق المتضررة بلغ أكثر من 53 ألف رخصة، ما يمثل نسبة 90% من السكان المتأثرين في مناطق الحوز وشيشاوة ومراكش وتارودانت وورزازات.

معاناة مستمرة لضحايا زلزال الحوز بالمخيمات وسط غياب المساعدات وتبخر الوعود

وفي المناطق المتضررة بالقرب من مركز الهزة وسط جبال الأطلس مازال الدمار ماثلاً حتى اليوم. وليس بإمكان الكثيرين العودة إلى منازلهم لأنها دمرت عن آخرها أو على الأقل تصدعت جدرانها. والبعض منهم غادر المنطقة ونزحوا إلى ذويهم في المدن الكبرى، لكن الغالبية تعيش داخل خيم. ووعدت السلطات الحكومية بتقديم المساعدة إلا أن إعادة البناء تسير ببطء شديد.

فإن الكثير من المواقع من جبال الأطلس تشكو نفس الوضع: فالزلزال أثر على 8000 قرية في المنطقة وإحدى هذه القرى هي تانسغارت التابعة إداريا  لجماعة أسنيالتي بإقليم الحوز، وتبعد بحوالي 50 كيلومترا جنوب مراكش. الدمار في كل مكان في القرية. نلتقي بشابة تضع حجاباً أسود اللون تعتني بعشرات الأطفال الصغار واسمها إكرام.

من المهم أن نفهم أن التقارير الميدانية تتناول الأحداث والوقائع بناءً على الوقائع والمعلومات المتاحة في الوقت الحقيقي. بينما يتناول تصريح رئيس الحكومة عزيز أخنوش المسائل من منظور سياسي وإداري، حيث يشير إلى السياسات الحكومية والتدابير التي تتخذها الحكومة لمواجهة التحديات المعيشية والاقتصادية في ظل الأزمات مثل الزلزال.

الملخص الذي تقدمنا به يعكس الأبعاد الهائلة للكارثة التي تسبب فيها زلزال الحوز، مشيرًا إلى عدد كبير من المتضررين والمنازل المدمرة، إضافة إلى الإجراءات الطارئة والبرامج الكبيرة التي أطلقتها الحكومة لمواجهة هذه الأزمة.

أما تصريح رئيس الحكومة عزيز أخنوش، فقد تناول الموضوع من منظور سياسي وإداري، مؤكدًا على مسؤولية الحكومة في تقديم الدعم للمتضررين والعمل على إعادة بناء البنية التحتية المتضررة. كما أشار إلى برامج الإعمار الضخمة والتي تستهدف مساعدة ملايين الأشخاص المتضررين على مدى السنوات الخمس المقبلة.

“فدرالية اليسار: تنديد بالتطبيع ونقد سياساته في المغرب” : تحليل ورؤى”

بالمقارنة، يظهر أن الملخص يعكس الجوانب الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للكارثة، في حين يركز تصريح رئيس الحكومة على الجوانب السياسية والإدارية للتعامل مع الأزمة وإعادة الإعمار.

برامج حكومية على الورق

وتقدر الحكومة المغربية بأن 2.8 ملايين مواطن تضرروا من الزلزال الذي دمّر أكثر من 59 ألف منزل، منها 20 ألفاً بالكامل.

ووضعت برنامج طوارئ لإعادة إيواء المنكوبين بالزلزال ، والتكفل بالأسر الأكثر تضرراً عبر منح كل منها مساعدات مالية طارئة بقيمة 30 ألف درهم مغربي (3000 دولار)، و140 ألف درهم (13.500 دولار) كتعويض للمساكن التي انهارت بالكامل، و80 ألف درهم (7700 دولار) لتغطية أعمال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئياً.

كما أعلنت الحكومة إطلاق ورش ضخمة لإعادة إعمار القرى التي دمرها الزلزال بميزانية مقدارها 120 مليار درهم (11.7 مليار دولار) على مدى خمس سنوات، والتي تستهدف 4.2 ملايين شخص.