في الأسابيع الأخيرة، شهدت العلاقات بين الجزائر وفرنسا توترًا غير مسبوق، بعدما أعلنت باريس عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل لنزاع الصحراء، ما أثار غضب الجزائر ودفعها إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية تصعيدية.
هذا التصعيد يعيد إلى الأذهان الأزمة السابقة بين الجزائر وإسبانيا، عندما اتخذت مدريد خطوة مماثلة في دعم المغرب، مما يبرز التحولات في السياسة الخارجية الجزائرية والتحديات التي تواجهها.
الجزائر في مواجهة الضغوط الدولية
محللون مثل محمد سالم عبد الفتاح يرون أن الجزائر تجد نفسها في موقف دبلوماسي صعب، حيث لم تعد قادرة على الحفاظ على موقفها التقليدي في قضية الصحراء بعد التقدم الذي أحرزه المغرب على المستوى الدولي. فنجاح الرباط في حشد دعم دولي واسع لمقترح الحكم الذاتي، سواء من فرنسا أو دول أخرى، جعل الجزائر تواجه تحديات غير مسبوقة، مما اضطرها للدخول في صراعات سياسية مع دول عديدة، تتجاوز حدود المغرب لتشمل قوى دولية كبرى.
توظيف قضية الصحراء في السياسة الداخلية الجزائرية
يؤكد الخبراء أن الجزائر تستغل قضية الصحراء على المستوى الداخلي كأداة لإلهاء الرأي العام عن القضايا الحقيقية التي تواجه البلاد، مثل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية. فبدلاً من معالجة هذه القضايا بجدية، تفضل الحكومة الجزائرية توجيه الأنظار نحو الصراعات الخارجية، مما يعكس سياسة الإلهاء التي تتبعها السلطة.
التنافس الانتخابي في الجزائر: كيف أصبح المغرب أداة سياسية في الحملات الرئاسية؟