“الجدير بالذكر أن هذا التفريغ يستند إلى مقطع فيديو قديم للصحفي محمد التيجيني تم تصويره في 4 أغسطس 2017. تم إعادة نشر الفيديو مؤخراً، ولكن هذه المرة بخلفية تحمل صورة رئيس الحكومة الحالي، مما أعطى انطباعًا بأن كلام التيجيني لا يزال يعبر عن الحالة التي نعيشها اليوم. ففي الواقع، ما أثاره التيجيني في 2017 حول الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والقيمية في المغرب يبقى صالحاً للتعبير عن الوضع الحالي.
فبدلاً من أن تتغير الأمور نحو الأفضل، يبدو أن التحديات ازدادت تفاقماً، بل إن العديد من المغاربة يرون أن الأمور أصبحت أسوأ مما كانت عليه في 2017، وربما حتى أسوأ من سنوات مضت مثل 2014. هذا التكرار للأزمات يعزز من تساؤلات التيجيني حول عمق المشكلة، ويؤكد أن التغيير الشكلي لا يكفي لحل الأزمات البنيوية التي تعاني منها البلاد.”
تشاؤم التيجيني: أزمة القيم في المجتمع المغربي – هل نحن أمام تحدٍ ثقافي يعيق التقدم؟
في هذا المقطع، يعبر الصحفي محمد التيجيني عن تشاؤمه تجاه الأوضاع الحالية في المغرب، مشيراً إلى الأزمات المتعددة التي يعيشها البلد على مختلف الأصعدة.
من وجهة نظره، الحل لا يكمن في مجرد تغيير الأسماء أو استبدال الوزراء والمسؤولين، بل في معالجة أعمق للمشاكل البنيوية التي يعاني منها المجتمع المغربي، وهو ما يراه أمراً أكثر تعقيداً مما يقدمه البعض من حلول سطحية.
الأشخاص أم النظام؟
يثير التيجيني سؤالاً حيوياً: هل يكفي تغيير المسؤولين لحل الأزمات؟ حتى لو تم تعيين وزراء ومدراء جدد، يبقى السؤال ما إذا كانوا بالفعل قادرين على إحداث الفرق. هل المشكلة تقتصر على الأفراد أم أنها تمتد إلى نظام أعمق وثقافة إدارة المؤسسات؟ التيجيني يرى أن المشكلة ليست في الأشخاص فقط، وإنما في بنية النظام الذي قد يحتاج إلى إصلاح جذري.
أزمة القيم: عائق أمام التقدم؟
يتجاوز التيجيني مسألة الأفراد والسياسات ليشير إلى وجود أزمة أعمق في ثقافة المجتمع المغربي. فهو يصف الشعب بأنه يفتقر للقيم الأساسية التي يمكن أن تسهم في تحقيق التقدم. وهنا يُطرح السؤال: هل هذا النقص في القيم الاجتماعية والثقافية يعوق تقدم البلاد؟ وكيف يمكن تحقيق الإصلاح في ظل هذا الواقع؟
التعليم: حجر الزاوية المفقود
يركز التيجيني في تحليله على أزمة التعليم، حيث يرى أن النظام التعليمي في المغرب قد “أفلس”. هذا الإفلاس يتجلى في عدم قدرة النظام على تخريج جيل قادر على احترام القانون أو التفاعل الحضاري مع المجتمع. السؤال المطروح هنا: كيف يمكن إعادة بناء نظام تعليمي يساهم في تطوير جيل واعٍ ومسؤول؟ وما هي الإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها لمعالجة هذا الفشل الذي ينعكس بشكل مباشر على مستقبل الأجيال المقبلة؟
الأمن: هل تتغاضى السلطات عن العنف؟
في موضوع الأمن، يعبر التيجيني عن قلقه إزاء انتشار مشاهد العنف اليومية في الشوارع والمدن المغربية. يرى أن السلطات تتغاضى عن معالجة هذه الظواهر بشكل جذري، مما يزيد من حالة عدم الأمان والاستقرار. فهل يمكن الحديث عن استقرار في ظل هذه الأوضاع؟ وما هي التدابير التي يجب أن تتخذها الحكومة لضمان الأمن للمواطنين؟
الاقتصاد: بيئة غير ملائمة للمقاولات
على الصعيد الاقتصادي، يعبر التيجيني عن تشاؤمه تجاه السياسات الحكومية، خاصة فيما يتعلق ببيئة الأعمال. فهو يرى أن المغرب لا يوفر المناخ المناسب للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، وأن غياب المنافسة الحقيقية يزيد من تعقيد الوضع. هل تحتاج السياسات الاقتصادية في المغرب إلى إعادة تقييم شاملة؟ وكيف يمكن تعزيز بيئة الأعمال وتشجيع الابتكار والمنافسة في ظل هذه الظروف؟
الأمل في التغيير: هل هناك فرصة؟
في الختام، يعبر التيجيني عن أمله في أن يكون مخطئاً في تشاؤمه، ولكن السؤال الذي يظل مطروحاً: هل هناك فعلاً أمل في إحداث تغيير حقيقي وجذري في المغرب؟ وهل يمكن للشعب المغربي التغلب على هذه الأزمات من خلال إرادة شعبية حقيقية وتعاون بين مختلف الفئات؟