أزمة المهاجرين الأفارقة تعيد ملف ترحيل أكثر من 9 آلاف مهاجر إلى النيجر منذ مطلع العام إلى المشهد الدولي

0
326

عاد ملف ترحيل المهاجرين الأفارقة ليطفو على السطح من جديد، بعد الاتهامات التي وجهتها منظمات دولية للجزائر بترك المهاجرين غير الشرعيين في وسط الصحراء، من دون أي وسائل تساعدهم، أو معالم ترشدهم.

قدم برنامج الأغذية العالمي أكثر من 180 طناً من الغذاء ونشرت منظمة أطباء بلا حدود موارد بشرية “إضافية” مثل الأطباء والممرضات وخبراء نفسيين

وصل أكثر من 9 آلاف مهاجر متحدرين من حوالى عشر دول افريقية إلى شمال النيجر منذ كانون الثاني/يناير بعد أن اعادتهم الجزائر، ما يمثل “وضعاً إنسانياً حرجاً”، بحسب تقرير اصدرته الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة الخميس.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) والمنظمة الدولية للهجرة أنّه “منذ بداية العام الجاري، علق أكثر من تسعة آلاف مهاجر منكوب رافقتهم الجزائر إلى الحدود في أساماكا”، وهي مدينة تقع في منطقة أغاديز الصحراوية النيجرية المتاخمة للجزائر.

وبحسب السلطات الإقليمية في أغاديز، وصل إلى أساماكا منذ بداية هذا العام 9.192 مهاجراً، هم 8.828 رجلاً و161 امرأة و152 فتى و51 فتاة، يتحدّر معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء.

وفي إبريل/ نيسان الماضي، قُدّر عدد المهاجرين في أساماكا بنحو 4.500 مهاجر. وقد أشار مراسلو وكالة فرانس برس في أساماكا، حينها، إلى أنّ مركز العبور الذي تديره المنظمة الدولية للهجرة والمكتظ بالمهاجرين عاجز عن رعاية جميع الذين يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، من دون إمكانية العودة إلى بلدانهم.

وقد قدّمت منظمة الصحة العالمية لمركز العبور معدّات طبية، من بينها 2.9 طنّ من الأدوية. كذلك قدّم برنامج الأغذية العالمي أكثر من 180 طناً من الغذاء، ونشرت منظمة أطباء بلا حدود “موارد بشرية إضافية”، من أطباء وممرّضات ومتخصصين نفسيين، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. وفي مايو/ أيار الماضي، استفاد 1.446 مهاجراً من رحلات العودة إلى بلدانهم، بحسب ما أكّد المكتب.

وفي مقابلة مع مجلة “جون أفريك”، وصف رئيس النيجر محمد بازوم في نهاية مايو الماضي موجات الإعادة القسرية لمهاجرين من غرب أفريقيا “لم يدخلوا إلى الجزائر عبر النيجر” بأنّها أمر “غير مقبول”. وكانت الجزائر قد طردت عشرات آلاف المهاجرين غير النظاميين من غرب أفريقيا ووسطها منذ عام 2014، بحسب بيانات الأمم المتحدة. ويحاول بعض هؤلاء المهاجرين البقاء في الجزائر، لكنّ عدداً كبيراً يسعى خصوصاً إلى الانتقال إلى أوروبا.

كارثة إنسانية.. بكل المقاييس مهاجرون مطرودين قسرًا من الجزائر عالقون في  صحراء "فيديو"

وبالرغم من تضارب الأرقام حول عدد الأفارقة الذين يشتغلون في الجزائر، إلا أن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تتحدث عن وجود 13 ألف عامل أفريقي يعملون بطريقة غير شرعية بعيدا عن حقهم في الاستفادة من الحماية الاجتماعية.

ولفتت الرابطة في تقريرٍ لها إلى أن “الإقطاعيين الجدد يستغلون مآسي المهاجرين الأفارقة الهاربين من ويلات الحروب والفقر في مشاريعهم سواء في ورشات البناء أو الزراعة مقابل أجور زهيدة، إذ يتعرض الأفارقة غير الشرعيين لاستغلال بشع في الوقت الذي يصل فيه ما يتقاضاه هؤلاء العمال إلى أقل من نصف الحد الأدنى من الأجر الذي يتلقاه العامل الجزائري، مع إيوائهم في مساكن دون المستوى حيث يتعرض العمال الذين ليس لديهم وثائق رسمية إلى التهديد بالإبلاغ عنهم لدى مصالح الأمن إذا تذمروا من وضعهم الراهن”.