أسماء اغلالو: عودة إلى الواجهة وسط صراع سياسي محتدم في مقاطعة حسان

بعد فترة من الابتعاد عن المشهد السياسي، تعود أسماء اغلالو، عضوة المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار وعمدة الرباط السابقة، إلى دائرة الضوء من خلال تحركات مكثفة تهدف إلى استعادة نفوذها السياسي، هذه المرة عبر بوابة مقاطعة حسان.

من الاستقالة إلى الطموح السياسي المتجدد

اضطرت اغلالو للاستقالة من منصب عمدة الرباط تحت ضغط من الأغلبية الحزبية ورئيس الحزب عزيز أخنوش، في خطوة استبقت قرارًا بالعزل كان ينتظر فقط توقيع الوالي محمد اليعقوبي. ومع ذلك، يبدو أن خسارتها لمنصب العمدة لم تُثنها عن الطموح للعودة إلى المشهد السياسي من باب آخر، حيث تسعى الآن للإطاحة برئيس مقاطعة حسان إدريس الرازي، المنتمي لنفس الحزب.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لاغلالو تجاوز العقبات التي تواجهها، خصوصًا التحفظات داخل الحزب حول توليها المنصب مجددًا؟

تحركات مكثفة ومناورات سياسية

تشير مصادر مقربة إلى أن اغلالو استثمرت الفترة الأخيرة في التنسيق مع مستشاري الحزب بالرباط، محاوِلةً حشد دعمهم لإقالة الرازي. وتضيف ذات المصادر أن هذه الجهود تأتي مدعومة بفوز زوجها سعد بنمبارك بالمقعد البرلماني عن دائرة المحيط، مما أعاد الزخم لمسيرتها السياسية.

ومع ذلك، يبدو أن الصراع داخل حزب الأحرار في مقاطعة حسان يتجاوز المنافسة التقليدية، إذ تحاول اغلالو أيضًا إقناع مستشارين من المعارضة، من ضمنهم مستشارون من حزب العدالة والتنمية، بالانضمام إلى جهودها للإطاحة بالرازي. هذه الخطوة تثير تساؤلات حول قدرة اغلالو على بناء تحالفات متماسكة في ظل المشهد السياسي المتوتر. هل ستتمكن اغلالو من كسب ثقة المستشارين، أم أن هذا الصراع سيكشف عن مزيد من الانقسامات داخل الحزب؟

تحديات الماضي: عقبة أمام المستقبل؟

اغلالو تواجه انتقادات كبيرة من داخل حزبها، حيث يرى البعض أن الأخطاء التي ارتكبتها أثناء توليها منصب العمدة كانت السبب الرئيسي في سقوطها السريع. ورغم محاولاتها لتقديم نفسها كبديل قوي لإدارة مقاطعة حسان، يبقى السؤال: هل يمكنها تجاوز تحفظات كبار المنتخبين في الحزب وإقناعهم بقدرتها على القيادة؟

الرازي تحت الضغط: هل يصمد؟

في المقابل، يواجه إدريس الرازي ضغوطًا متزايدة داخل الحزب وخارجه، مع حملة منظمة تهدف إلى عزله من منصبه. وعلى الرغم من أنه يُعتبر عراب الحملة التي أطاحت باغلالو من منصب العمدة، إلا أن مساعيه للاحتفاظ بمنصب رئيس المقاطعة تواجه تحديات معقدة في ظل تصاعد الغضب الداخلي والتحالفات الجديدة.

صراع سياسي أوسع: تداعيات تتجاوز مقاطعة حسان

لا يمكن عزل هذا الصراع عن الديناميكيات السياسية الأوسع داخل حزب الأحرار، خصوصًا بعد الأزمات التي شهدها الحزب مؤخرًا، ومنها الحملة التي قادها حزب العدالة والتنمية ضد رئيس الحزب عزيز أخنوش إثر فضيحة تضارب المصالح.

هل يمكن لهذا الصراع أن يؤثر على مكانة الحزب في المشهد السياسي بالرباط؟ وكيف سيعيد الحزب ترتيب أوراقه في ظل التوترات الداخلية المتزايدة؟

في الختام

عودة أسماء اغلالو إلى الواجهة تفتح فصلاً جديدًا من الصراعات السياسية في مقاطعة حسان، حيث تتشابك المصالح الحزبية مع الطموحات الشخصية. ومع احتدام المنافسة بين الأسماء المطروحة، يبقى المستقبل السياسي لمقاطعة حسان مفتوحًا على كافة الاحتمالات.

هل ستنجح اغلالو في تحقيق طموحاتها، أم أن الماضي سيظل يطاردها؟ وكيف سيؤثر هذا الصراع على المشهد السياسي العام في الرباط؟