أسود الأطلس منقوصون قبل الوديتين: إصابات متكررة أم خلل في المنظومة؟

0
108

في الوقت الذي يترقب فيه الجمهور المغربي بشغف أداء المنتخب الوطني في المباراتين الوديتين المرتقبتين أمام تونس وبنين، تأتي تصريحات طبيب المنتخب، كريستوف بودو، لتسلط الضوء مجدداً على معضلة الإصابات المتكررة التي تطارد لاعبي “أسود الأطلس”.

فغياب النجم إبراهيم دياز عن المباراتين بسبب إصابة لحقت به رفقة فريقه ريال مدريد، يطرح أكثر من سؤال: هل يتعلق الأمر بضغط المباريات في نهاية الموسم؟ أم أن هناك إشكالاً في طريقة تهيئة اللاعبين بدنيًا ونفسيًا لخوض تجمعات المنتخب؟

والأكثر دلالة، أن وضعية عبد الصمد الزلزولي لا تزال غير محسومة، مما يضع علامات استفهام إضافية حول مدى قدرة الطاقم التقني على التكيف مع هذه المتغيرات الطارئة. فهل أصبح المنتخب يعتمد بشكل مفرط على أسماء بعينها دون أن يبني بدائل قوية قادرة على التعويض السلس؟

الأمر لا يتوقف عند دياز والزلزولي، بل يتوسع ليشمل غياب أسماء وازنة أخرى مثل نايف أكرد، غانم سايس، نصير المزراوي، إضافة إلى شمس الدين الطالبي الذي تم الاتفاق مع ناديه كلوب بروج على إراحته مؤقتًا لتقييم حالته الصحية.

ومع توالي الإصابات في صفوف العناصر الأساسية، يبدو أن المنتخب الوطني يدخل معسكره الإعدادي دون ثبات في التشكيلة، الأمر الذي قد يؤثر على الانسجام والتجريب التقني الذي يحتاجه الناخب الوطني وليد الركراكي قبل الاستحقاقات القارية المقبلة.

فهل يتحول هذا المعسكر من محطة اختبار إلى ورشة إسعافات أولية؟ وهل لدى الركراكي استراتيجية واضحة لتعويض هذه الغيابات المتكررة، أم أننا نعيش على وقع ارتجالية اضطرارية تفرضها الظروف؟

ثم، ألا تقتضي المرحلة الحالية – في ظل تواتر الإصابات – إعادة النظر في كيفية إدارة علاقة الأندية الأوروبية بالمنتخب الوطني؟ وهل من الضروري أن تتحمل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مسؤولية أكبر في تنسيق الجانب الطبي والبدني لهؤلاء المحترفين بين التزاماتهم المحلية والدولية؟

على بعد أيام من انطلاق الوديتين، لا تبدو صورة “أسود الأطلس” مكتملة، لكن ربما، وسط هذه الغيابات، تنفتح نافذة لظهور وجوه جديدة، ولبناء حلول من خارج الدائرة التقليدية. فهل يستغل الركراكي هذه الفرصة لإعادة رسم خارطة التوازن في تشكيلته، أم أن الظروف ستفرض عليه مجددًا التعامل مع نقص حاد في الخيارات؟

الأكيد أن مباراة تونس يوم الجمعة، تليها مواجهة بنين في التاسع من يونيو بملعب فاس الكبير، ستكون اختبارًا مزدوجًا: للطاقم الفني في إدارة المرحلة، وللجمهور في قياس مدى مرونة المجموعة وقدرتها على التكيف تحت الضغط.