‏أعلان حركة تحرير جنوب الجزائر مسؤوليتها عن استهداف مركز للجيش الجزائري

0
511

أعلنت حركة تحرير جنوب الجزائر (إقليم تمنراست و أدرار) مسؤوليتها عن استهداف مركز للجيش الجزائري الذي وصفته بالمحتل ، و أعلنت الحركة عن القضاء على 11 جندي جزائري اول أمس الأحد جنوب البلاد ، بينما وزارة الدفاع الجزائرية أعلنت مقتل ثلاث جنود .

ووفق تقديرات خبراء من الجزائر ومالي تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” بالهجوم وربطه بحركة أزوادية في مالي يهدف لنسف دور الجزائر في رعاية اتفاق السلام بين حكومة مالي والحركة الوطنية لتحرير أزواد، ما يساهم في تنشيط العمليات الانفصالية في المنطقة،

وشهد الشريط الحدودي بمنطقة تيمياوين، بالقطاع العملياتي برج باجي مختار بإقليم الناحية العسكرية السادسة التابعة للجيش الجزائري، اشتباكات الأحد، مع مجموعة إرهابيين أدت لمقتل ثلاثة عسكريين، وفقا لوزارة الدفاع.

الهجوم تبنته حركة “جبهة تحرير جنوب الجزائر”، وهي حركة مجهولة تزعم أن هدفها تحرير جنوب الجزائر الذي ينتشر فيه الطوارق، لإقامة دولة الطوارق.

وفي وقت سابق تحدثت وسائل إعلام جزائرية، عن التحاق عشرات الشباب من الطوارق في منطقة برج باجي مختار وتمنراست، بجبهة تحرير الأزواد وحركة أنصار الدين للتدريب والاستعداد للحرب المرتقبة.

وأوضحت صحيفة “الشروق”، أن شباب الطوارق القادرين على القتال من “برج باجي مختار” بولاية أدرار والواقعة بالنقطة الحدودية مع مالي، توجهوا إلى شمال مالي يقصدون حركة تحرير الأزواد التي تستوعب الطوارق ذوي الاتجاه العلماني.

و أكدت الحركة أنها مستمرة في عملها العسكري حتى التحرير التام للأراضي الصحراوية في الجنوب الجزائري ، وأوضحت أنها ولدت من إرادة أبناء وبنات هذه المناطق (جنوب الجزائر)، وستواصل معركتها حتى تحقيق أهدافها المشروعة .

توضيح بخصوص مهزلة “”لسلوس مدني”” ، إسم هذا الشخص سقط سهواً أمس بسبب تسرع القيادة الجزائرية ، التي كانت تبحث عن أي وسيلة يمكنها التغطية على هذا الحدث الكبير ، الذي كان منتظر في الجنوب الجزائري و قد هل هلاله الأن وحان زمنه .

الطوارق من الأمازيغ يقطنون في مساحة شاسعة من الصحراء الإفريقية تمتد من موريتانيا غربا إلى تشاد شرقا وتشمل الجزائر وليبيا والنيجر وبوركينا فاسو ومالي.

وفي صحراء الجزائر يعرفون بـ”الرجال الزرق”، نسبة للباسهم الأزرق الذي يميزهم عن باقي القبائل الأمازيغية.

وينتشر الطوارق بالجزائر في “ورقلة أدبداب أيناميناس- اليظي- غانت- تمنغست- ادرار-رقان- برج باجي مختار- تيمياوين- تنظواتن- أينقزام”، ويقدر عددهم بين ثلاثة وأربعة مليون نسمة وفقا لتقارير صحفية.

فبعد شعب منطقة « القبايل » بالجزائر المُطالب بحق تقرير المصير والاستقلال عن الجزائر بقيادة « حركة تقرير المصير في منطقة القبائل » وتسمى أيضا « حركة الماك »، ظهرت حركة انفصالية أخرى في جنوب الجزائر أطلق عليها اسم « حركة تحرير تمنراست وأدرار » (الأزوادية/ الطوارق).

هذه الحركة الاستقلالية تأسست على خلفية الاحتجاجات القوية التي نظمها سكان هذه المنطقة الغنية بالمعادن الباطنية لكنها ظلت بشكل متناقض مع الواقع فقيرة للغاية ومحرومة من الظروف المعيشية الأكثر أساسية وبقيت تعيش في مجتمع بدائي ومتخلف ناتج عن الإقصاء والتهميش والحرمان والتجاهل من طرف النظام العسكري الجزائري .

ويعاني سكان هذه المنطقة الواقعة على مشارف الحدود مع دولة مالي من النقص الشديد والمتكرر للمياه والغاز، هؤلاء السكان الذي يتكونون أساسا من الطوارق، طالبوا مرارا وتكرارا بتخويل المنطقة الحكم الذاتي ، ولكن دون جدوى، أو جواب من قبل النظام العسكري الجزائري.

وأجج هذا التجاهل والتهميش روح الانفصال ودفع بالطوارق إلى المطالبة بالانفصال عن الجزائر من أجل إقامة دولتهم الخاصة، علاوة على أن المطالب السياسية تعززها الهوية والفوارق الثقافية لشعب الطوارق الذين عانوا بما يكفي من الفقر والحرمان.

وكشفت مصادر إعلامية عن الإعلان عن تشكيل حركة تحرير إقليم أزواد الشمالي المحتل من قبل الجزائر، حيث أنشأت الحركة تحت اسم « حركة أزواد لتحرير تامنراست وأدرار »، وتهدف حسب أدبياتها المعلنة إلى « تصحيح وضع صنعته فرنسا بتقسيم الطوارق (الأزواد) بين دولتين هجينتين هما مالي والجزائر ».

وسبق أن أعلنت حركة التحرير الأزوادية (الطوارق) إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين النظام العسكري الجزائري وأنها ستبدأ مسيرتها النضالية من أجل استقلالها بجنوب الجزائر وتنتظر من على المجتمع الدولي أن يتحرك لدعم هذه الحركة التحررية.

وأعلنت الحركة في بيان لها أن عناصرها في كل من تمنراست وادرار ستبدأ في نضالها المشروع من أجل الاستقلال وتحرير أرضها وتحديد وطنها وإعلان الجمهورية الازوادية.

وكانت وسائل إعلام جزائرية، قد تحدثت في فترات سابقة عن التحاق عشرات الشباب من الطوارق في منطقة برج باجي مختار وتمنراست، بجبهة تحرير الأزواد وحركة أنصار الدين للتدريب والاستعداد للحرب المرتقبة.

وقالت حينها جريدة « الشروق » أن الشباب الذي توجه من برج باجي مختار بولاية أدرار والواقعة بالنقطة الحدودية مع مالي ينتمي لقبائل الكونتا عقباوي والأنصاري التي تنتشر بتلك المنطقة، وتوجهوا هناك بدافع أسري اجتماعي لا علاقة لهم بالوازع الديني أو التجنيد في صفوف التنظيمات الإرهابية، وأشارت إلى أن الملتحقين من هذه المنطقة يقصدون مباشرة حركة تحرير الأزواد التي تستوعب الطوارق ذوي الاتجاه العلماني.

وأكدت مصادر « لشروق » أن عملية التوجه والهجرة نحو إقليم الأزواد تمس بشكل خاص شريحة الشباب من القادرين على القتال ويتنقلون بطريقة سرية وفق شبكات تجنيد وجهات تسهل لهم عملية التسلل للمقاتلين ومعسكرات التدريب التي تقيمها الحركة للوافدين.

عمليات الهجرة التي كانت تتم ساعتها بمباركة النظام الجزائري، حسب مقال لموقع جريدة الأحداث المغربية، لتحقيق أهداف سياسية عبر التدخل في الصراع القائم بمالي، أصبح اليوم يشكل تهديدا حقيقيا للجرائر، حيث أنه بإعلان تشكيل حركة تحرير الأزواد بتمنراست، أصبح الجنوب الجزائري، مهددا بالانفصال، كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة القبايل.

ويتوزع الطوارق على كامل الصحراء الكبرى في الشمال الأفريقي، وتجمعهم خصائص إثنية وثقافية عديدة. ويعد الطوارق من المجموعات الأمازيغية التي استوطنت الصحراء الأفريقية، ويعتبرون أنفسهم السكان الأصليين للمنطقة، فهم يتحدثون لغة خاصة، ليست بالعربية المنتشرة بالشمال، ولا تُمتُّ بصلة للهجات الأفريقية المتداولة في منطقة الساحل.

ولعل أبرز تجمع للطوارق في المنطقة المغاربية يوجد في الصحراء الجزائرية، حيث يعرفون بـ »الرجال الزرق »، نسبة للباسهم الأزرق الذي يميزهم عن باقي القبائل الأمازيغية.

ومن شأن هذا الإعلان أن يقوي من دعوات انفصال منطقة الطوارق الممتدة ما بين مالي والجزائر، حسب مقال نشرته موقع جريدة « الأحداث المغربية » ويهدد وحدة الجزائر، ليذوق نظامها من تبعات تشجيع الانفصال بالمغرب، ودعمه اللامحدود لمرتزقة البوليساريو.

يذكر أن منطقتي ، »القبايل » و »الطوارق/الأزواد »، هذه الحركتين  » حركة تقرير المصير في منطقة القبائل وتسمى أيضا « حركة الماك » و »حركة تحرير تمنراست وأدرار » قاطعتا الانتخابات التشريعية والمحلية بالجزائر التي أجريت في شهري يوليوز ونونبر 2021 بنسبة كبيرة بلغت أزيد من 99 في المائة. 

وتمثل مالي عمقا استراتيجيا للجزائر، حيث يبلغ طول الحدود بين البلدين 1376 كم، وهي قريبة من مواقع نفطية جنوب الجزائر، وتشهد هذه المنطقة في السنوات الأخيرة حالة استنفار أمني من جانب الجزائر، بسبب النشاط المتزايد للجماعات الإرهابية المتمركزة في الشمال المالي والهجرة الغير شرعية.

ولبعض الجماعات الأمازيغية المتطرفة مشروعات انفصالية، منها حركة استقلال القبائل “ماك” التي أدرجها المجلس الأعلى للأمن الجزائري في 2021 على قوائم الإرهاب.

و”ماك” تأسست 2001 على يد فرحات مهني في أعقاب الذكرى الـ 34 لما يُسمى بـ “الربيع الأمازيغي”.