الثروة والسلطة .. يمكن لأي شخص يقود سيارته على الطريق السريع المغربي التزود بالوقود في محطة وقود تابعة لسلسلة “إفريقيا”، وهي شركة تابعة لمجموعة “آكوا”، وهي الأكثر انتشارًا في البلاد، ويساهم الملايين من السائقين كل يوم بهذه البادرة الصغيرة لإطعام ثروة عزيز أخنوش، “وزير البر والبحر”، كما كان يطلق عليه، عندما كان يترأس وزارة الزراعة والصيد البحري. وتقدر مجلة “فوربس” ثروته بملياري دولار (1.693 مليون دولار)، وهي الأعلى بالمغرب.
وصف عبد العزيز أفتاتي القيادي بحزب “العدالة والتنمية” الصفقة التي أبرمتها شركة “إفريقيا غاز” المملوكة للملياردير ورئيس الحكومة عزيز أخنوش مع شركة “ساوند إنرجي” لشراء أصول في الشركة البريطانية، مع بيع الغاز الطبيعي المسال المستخرج من مشروع تندرارة بإقليم فكيك لشركة “أفريقيا غاز”، بالأمر الخطير.
وأكد أفتاتي في تصريحات على موقع pjd، أن الخطر يكمن في مزيد من التركيز بخصوص مادة حيوية وهي الغاز لفائدة الفاعل المهيمن أصلا، والتسلل لمجال إنتاج جزء من الكهرباء بواسطة الغاز بعد وضع رجل في إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية “نور ميدلت”.
وأشار أن هذا التركيز الجديد يسفه خطاب الشفافية والمنافسة، ويغذي الشعور باستحالة التغيير وتوزيع الثروة، ويشجع على الاحتقان.
وانتقد أفتاتي ما وصفه بالصمت المطبق وغير المفهوم وغير المبرر للمكتب الوطني للهيدروكاربورات على هذا الأمر، مشيرا أن هناك سابقة لا يُشار إليها كثيرا وهي عرقلة المخطط الوطني للغاز، والذي كان يروم ضمان تأمين التزود، بعيدا عن أي ارتهان “كمبرادوري” وذلك في مرحلة سابقة، حيث تم التصدي له من طرف من له مصلحة كبيرة في هذه العرقلة.
ونبه إلى أن هيمنة أخنوش على 30 بالمائة من سوق المحروقات، وإلى ما ورد في تقرير اللجنة الاستطلاعية بخصوص 17 مليار درهم من الأرباح غير الشرعية وغير المستحقة، واقتناء جزء من رأسمال الشركة البريطانية وعقد بيع جزء من المنتوج، والجمع بين تدبير أركان مفصلية في الشأن العام وافتراس الأعمال والأسواق.
واعتبر أفتاتي أن هذه الممارسات في مجموعها، تؤكد أنه ما من شك في وجود تضارب للمصالح في أعمال أخنوش الاستثمارية وبين تدبيره لمهامه الوزارية والحكومية.
وشدد أنه لابد من عرض هذه الأمور بتفاصيلها على البرلمان وعلى مجلس المنافسة وعلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي كل فيما يخصه، محذرا من مضاعفات السكوت عن هذه الممارسات وتوفير الغطاء المؤسساتي والسياسي لها.
يذكر أن الشركة البريطانية هدّدت في منتصف 2019 حيث بدأت الشركة تتنصل من التزاماتها الضريبية اتجاه الدولة المغربية، قبل أن تعود مع بداية 2020 وتحديدا شهر فبراير، لتؤكد عن تعليق بيع أصولها بسبب ما وصفته في بلاغ رسمي بــ”عدم وجود ضمانات مالية كافية لاتمام الصفقة مع الشركات التي تقدمت للاستحواذ على ساندي إنرجي”.
بعد 15 شهرا، وتحديدا في شهر ماي من السنة الجارية (2021) رُتِب اجتماع بين المدير التنفيذي لشركة “ساوند إنرجي” البريطانية غراهام ليون مع وزير المالية السابق، محمد بنشعبون عن حزب “التجمع الوطني للأحرار”، والذي كان مرفوقا بمدير مديرية الضرائب، ومديرة المكتب الوطني للهيدروكاربوهات والمعادن، أمينة بنخضرا التي تنتمي أيضا لنفس الحزب، أي “التجمع الوطني للأحرار” من أجل إيجاد “حل مرضي” لضرائب الشركة البريطانية التي بدأت تُهَدِدُ بالخروج من سوق التنقيب عن الغاز والنفط في المغرب.
بعد ذلك بـ 60 يوماً، وتحديدا بتاريخ 29 يوليوز من نفس السنة (2021) عُقد اتفاق بين عزيز أخنوش (وزير الفلاحة والصيد البحري حينها) ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عبر شركته Afriquia Gaz، وبين Sound Energy لشراء أصول في الشركة البريطانية بقيمة 2.8 مليون دولار، مع بيع الغاز الطبيعي المسال المستخرج من مشروع تندرارة بإقليم فكيك لشركة Afriquia Gaz التابعة لمجموعة “أكوا” التي يملكها عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية الحالي.
وهكذا، أصبح عزيز أخنوش مساهما في الشركة البريطانية التي تملك “غاز تندرارة”. بعد ذلك، وفي أقل من عشرة أيام، وتحديدا بتاريخ 8 غشت من السنة الجارية (2021)، نشر موقع Morningstar البريطاني معطيات عن أن إدارة الضرائب المغربية التابعة لوزارة المالية التي كان يرأسها محمد بنشعبون، قد تخلت عن المطالبات الضريبية المتعلقة بالاستحواذ على الأصول غير الملموسة بين عامي 2016 و2018 الخاصة بشركة Sound Energy البريطانية، بَعد عدة جلسات جرت مع لجنة من إدارة الضرائب شُكِلت لِهذا الغرض.حسب ما ذكره موقع “الصحيفة“.
اشارت الصحيفة أنه بعه الخبر “السار” للشركة البريطانية إسقاط جزء كبير من ضرائبها المستحقة للدولة المغربية، تم تداول أسهم Sound Energy في بورصة لندن على ارتفاع 11 ٪ وهو ما جعل كل حامل للأسهم في الشركة (بما فيهم عزيز أخنوش) يَربح 1.84 بنس عن كل سهم يَملكه، بعد أن سبق واستثمر 2.8 مليون دولار لشراء أصول في الشركة البريطانية.
وكشف مراسل موقع “سبوتنيك” بالفرنسية في الجزائر أنه بعد شهر من قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بوقف تدفق الغاز الطبيعي إلى المغرب، تواصل شركة النفط والغاز الوطنية “سوناطراك” تزويد شركة مغربية بالغاز المسال. وكان أكرم خريف الصحافي الجزائري، محرر موقع “مينا ديفانس”، والذي كان أول من كشف قضية مقتل ثلاثة مواطنين جزائريين اتهمت السلطات الجزائرية المغرب بالوقوف وراءها، تساءل عن وجود سفينة تابعة لشركة حكومية جزائرية ترفع العلم الليبيري، في المغرب، وأنه بناء على معلومات قدمتها مواقع التعقب البحري، فإن الناقلة Alrar قامت بعمليات تفريغ في مينائي جروف الأصفر والمحمدية في الفترة ما بين 21 نوفمبر و 1 ديسمبر.
— Tarik Hafid (@tarikhafid3) December 2, 2021