أكادير في عيون البريطانيين: إشادة إعلامية تثير تساؤلات عن ‘الفجوة’ بين الصورة الذهبية والاستثمارات الخيالية!

0
140

في تقرير نُشر يوم الأحد، أشادت الصحيفة البريطانية المرموقة “ذا تيليغراف” بمدينة أكادير، واصفة إياها بـ”الوجهة السياحية التي لا تُقاوم” بفضل شواطئها الذهبية وبنيتها التحتية المتنامية. لكن ما غاب عن التقرير هو الحديث عن 103 مليار سنتيم (ما يعادل مليار و30 مليون درهم) التي صادق عليها مجلس جماعة أكادير برئاسة عزيز أخنوش (رئيس الحكومة الذي يجمع بين منصبه الرسمي ورئاسة الجماعة).

فهل الإشادة البريطانية تخدم سردية التنمية الحقيقية؟ أم أنها تلميع لصورة تتعارض مع تساؤلات محلية حول شفافية التكاليف وأولويات الإنفاق؟

الإشادة الدولية: صورة مثالية أم واقع ملموس؟ ركزت صحيفة “ذا تيليغراف” على نقاط الجذب في أكادير، من شاطئها الواسع إلى مرافقها الحديثة، مشيرة إلى تزايد أعداد السياح البريطانيين بفضل حملات الترويج وارتفاع رحلات الطيران المباشر من المملكة المتحدة. كما شددت على دور أكادير في الاستعداد لاستضافة أحداث رياضية كبرى، مثل كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم 2030.

لكن بينما تعرض الصحيفة أكادير كوجهة سياحية صاعدة، يغيب الحديث عن التكلفة المالية التي تحملها المواطن المغربي لتنفيذ هذه المشاريع.

وهنا يبرز التساؤل: هل تعكس هذه المشاريع تطورًا حقيقيًا يستحق كل هذه المبالغ، أم أنها مجرد واجهة براقة لاستثمارات لم تحقق أهدافها كاملة؟

مشاريع بمئات المليارات: أين تذهب الأموال؟ منذ أكتوبر 2023، تمت المصادقة على مجموعة من المشاريع في أكادير، تجاوزت تكلفتها 103 مليارات سنتيم، من بينها تأهيل البنية التحتية، تحديث المرافق العامة، وتحسين الخدمات السياحية. ومع ذلك، يظل السؤال مطروحًا: هل تم تدبير هذه الميزانية بفعالية، أم أن المدينة دخلت في دوامة من الإنفاق غير المبرر؟

نجد أن هذه الأرقام الضخمة تتزامن مع ارتفاع تكلفة المعيشة، وتزايد الضغط على الخدمات الاجتماعية الأساسية، ما يدفع بعض المواطنين للتساؤل: هل الأولوية لمشاريع البنية التحتية الفاخرة أم لتحسين الظروف المعيشية للمواطن البسيط؟

ازدواجية الأدوار: أخنوش بين رئاسة الحكومة وإدارة الجماعة لا يمكن الحديث عن مشاريع أكادير دون التطرق إلى رئيس الجماعة، عزيز أخنوش، الذي يشغل في الوقت ذاته منصب رئيس الحكومة. هذه الازدواجية تثير جدلاً واسعًا حول تضارب المصالح، حيث يرى البعض أن استثمارات الجماعة قد تصب في تعزيز الصورة السياسية لرئيسها أكثر من تحقيق تنمية مستدامة حقيقية.

إذا كانت المشاريع تستحق هذا الحجم من الإنفاق، فلماذا لا يتم الكشف عن تفاصيل واضحة حول أوجه الصرف؟ ولماذا لا يشعر المواطن البسيط بانعكاس هذه الاستثمارات على حياته اليومية؟

خاتمة: بين الطموح والتحديات لا شك أن أكادير تمتلك مقومات سياحية متميزة، وأن المشاريع الكبرى قد تسهم في تعزيز مكانتها كوجهة عالمية. لكن من الضروري أن تكون هذه الاستثمارات مدروسة بعناية، وأن تتسم بالشفافية والفعالية في الإنفاق.

هل ستتمكن أكادير من تحقيق نهضة حقيقية تبرر هذه التكاليف الباهظة؟ أم أن الأمر مجرد بروباغندا إعلامية لتجميل الصورة دون نتائج ملموسة؟ الإجابة عن هذه الأسئلة ستتضح مع مرور الوقت، ومع تقييم مدى تأثير هذه المشاريع على الواقع المعيشي للساكنة المحلية.