“ألم المعاناة في دوار أسكا: تحرك صعب للحصول على المياه بينما تركز الحكومة على استثمار 60 مليون دولار الذكاء الاصطناعي”

0
294

المغرب بين طموحات الذكاء الاصطناعي ومعاناة سكان “المغرب المنسي”: كيف تلتقي الخيال بالواقع؟

في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع على مستوى العالم، يبدو أن المغرب يطمح لتحقيق قفزات نوعية في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. فقد أعلنت الحكومة المغربية عن استعدادها لضخ 60 مليون دولار في صندوق مخصص لتمويل الشركات الناشئة في هذه المجالات، مما يعكس اهتماماً كبيراً بمواكبة الثورة الرقمية العالمية. لكن هذا الطموح لا يتزامن مع اهتمام مماثل بمشاكل أساسية يعاني منها سكان المناطق النائية في المغرب، مثل سكان دوار أسكا في إقليم ميدلت، الذين يواجهون معاناة يومية للحصول على مياه الشرب.

ألمُعاناة اليومية لسكان دوار أسكا

سكان دوار أسكا، جماعة سيدي يحيى أويوسف، يواصلون مسيرة شاقة تستمر لعدة أيام في محاولة للحصول على الماء الشروب. النساء والأطفال، الذين قطعوا ما يقارب 30 كيلومتراً مشياً على الأقدام، يواجهون ظروفاً صعبة، تتخللها أوقات ليلية في الخلاء.

في الوقت الذي يتواجد فيه هذا الدوار في منطقة غنية بالعيون الطبيعية والمواقع الساحرة، فإن مطلبهم الأساسي والمشروع هو بناء خزان للماء وربط منازلهم بأنابيب الماء الشروب. لكن هذا المطلب البسيط يبدو أنه لم يحظَ بالاهتمام الكافي من السلطات، على الرغم من أهميته الحيوية لسكان المنطقة.

الخيال والواقع: التناقض الواضح

في الوقت الذي يضخ فيه المغرب مبالغ ضخمة في مشاريع التكنولوجيا المتقدمة، يبقى السؤال مطروحاً: هل أصبح الخيال والتكنولوجيا أولوية أكبر من تلبية احتياجات الإنسان الأساسية؟ كيف يمكن تفسير الفجوة بين الطموحات التكنولوجية الكبيرة والمعاناة اليومية للمواطنين الذين يسعون فقط للحصول على مياه الشرب؟

تحليل الأسباب والمسببات

  1. الأولويات التنموية:

    • إن توجيه استثمارات ضخمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني قد يعكس رؤية طويلة الأمد للتنمية، تهدف إلى إدماج المغرب في الاقتصاد الرقمي العالمي. ومع ذلك، يتعين التوازن بين هذه الطموحات واحتياجات السكان الأساسية، مثل توفير المياه الصالحة للشرب.

  2. التمويل والمخصصات:

    • قد يكون هناك نقص في التمويل أو قلة في الموارد المخصصة للمشاريع الأساسية في المناطق النائية. هذا يمكن أن يكون نتيجة لتوزيع غير متوازن للموارد أو تجاهل للمشاكل المحلية التي لا تجذب الانتباه الكافي.

  3. الاهتمام بالابتكارات:

    • في عالم يسعى للابتكار والتكنولوجيا، يمكن أن يكون التركيز على المشاريع المستقبلية سبباً في تهميش القضايا اليومية التي تؤثر على حياة الناس. لكن هذا التركيز لا ينبغي أن يأتي على حساب تحقيق الاحتياجات الأساسية.

أسئلة تحتاج إلى إجابة

  1. كيف يمكن تحقيق توازن بين الاستثمار في التكنولوجيا واحتياجات المواطنين الأساسية في المناطق النائية؟

  2. هل هناك استراتيجيات لتحسين توزيع الموارد لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية في المناطق المحرومة؟

  3. كيف يمكن أن تؤثر تجاهل القضايا الأساسية على الاستقرار الاجتماعي والتنمية المستدامة في المغرب؟

الخلاصة

إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني يمكن أن يكون جزءاً من رؤية متكاملة للتنمية، لكن يجب أن يترافق مع اهتمام حقيقي بالاحتياجات الأساسية للمواطنين. إن تجاهل مشاكل المياه، التي تعد من أساسيات الحياة، يعكس فجوة بين الطموحات والواقع، ويجب أن يكون هناك اهتمام أكبر لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية قبل السعي وراء الابتكارات التكنولوجية.