وجه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله ورعاه ،رسالة الى الحجاج المغاربة ، يدعوهم فيها لتمثيل المملكة أفضل تمثيل، من خلال اعطاؤ الصورة المثلى عن تشبع الشعب المغربي بالتسامح والاعتدال، والالتزام بالوحدة المذهبية والأخذ بالوسطية ونبذ التطرف, قائلا: “كونوا -معاشر الحجاج- سفراء لبلدكم في تجسيد هذه القيم المثلى والتشبث بهويتكم الثقافية والحضارية ووحدتكم الوطنية والمذهبية”.
و دعا جلالته حفظه الله، الحجاج ، إلى احترام التدابير والتنظيمات التي اتخذتها سلطات المملكة العربية السعودية لتنظيم هذا الموسم العظيم، مؤكدا بأنه : “في مقدمة المطلوب منكم التزود بالتقوى، أي إخلاص النية في أداء المناسك واستحضار المثول بين يدي الله، في خشية وخشوع وتوبة نصوح وتجرد من كل مظاهر الأنانية والرياء، والتحلي بمكارم الأخلاق في موسم عظيم يجتمع فيه المسلمون من كل الأقطار للتعبير عن أمرين عظيمين، هما جوهر الإسلام”.
وأشار الملك المفدى حفظه الله إلى أن فريضة الحج،تتعلق أساسا بتوحيد الله رب العالمين بما يدل عليه هذا التوحيد من عقيدة وقول وعمل. وهو ما يظهر في الإحرام والتهليل والتكبير والاستغفار في كل مناسك الحج، ثم بالاعتصام بحبل الله المتين، مهما اختلفت شعوب المسلمين وألسنتهم ومشاربهم، مجسدين معنى الوحدة والمساواة، ونبذ التطرف والخلاف، والمباهاة، وخلص الى أن :“في الحج، وهو عبادة العمر، تتجلى مقاصد الإسلام كلها، في إخلاص التوجه إلى الله وحده، وإظهار الوحدة والمساواة بين المسلمين، والاندماج والتعايش بين شتى الأجناس والشعوب، في كل المواقف والمشاعر: في الطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفات، في أكمل مظاهر الخشوع، والخضوع لرب العالمين، واستشعار الوقوف بين يديه يوم الجزاء”، منبها الى ضرورة “ تحلي الحاج بالصبر، وضبط النفس، وقوة التحمل، وتجنب كل ما من شأنه المس بقدسية هذه الفريضة” .
وغادر أول وفود حجاج المغرب مطار “الرباط سلا” بمدينة سلا (على بعد 8 كم من الرباط) ظهرا، حسب وكالة الأنباء الرسمية.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، أعلنت عن استفادة 15 ألف و392 مغربي من موسم الحج لهذا العام.
ويؤدي مليون حاج بينهم 150 ألفا من الداخل مناسك العام (1443 هجري/ 2022 ميلادي)، والتي تفتح لأول مرة بعد عامين للحجاج القادمين من خارج المملكة بعد اقتصارها على الداخل بسبب تداعيات الجائحة.
فيما شهد موسم 1442 هجرية (2021 ميلادية)، مشاركة 60 ألفا فقط من داخل المملكة، والذي سبقه 10 آلاف من الداخل، مقارنة، بنحو 2.5 مليون في 2019، من أرجاء العالم.
الملك المفدى محمد السادس :القارة الإفريقية في حاجة إلى صناعة استثمارية حقيقية