استمع للتقرير الإخباري
سلط هذا الزلزال الذي يضرب المغرب، ويعد الأعنف إذ بلغت ذروته 7 درجات على مقياس ريختر، الضوء على الواقع المعيشي المرير لسكان المغرب العميق أو ما يعرف بـ”المغرب المنسي” خلف جبال الاطلس الكبير ”حياة بدائية أشبه بحياة سكان الكهوف” تتحوّل إلى مأساة حقيقية، خاصة عند تساقط الأمطار والثلوج في ظل العزلة التي تفرضها الطبيعة القاسية للمنطقة.
ووثقت كاميرات بعض المواطنين الناجين من الزلزال المذمر مشاهد صادمة لما يعرف بـ”المغرب المنسي، حيث ”البأس يستوطن وجوه من يسكنون في هذه المناطق”.
بالكاد يستطيع مصور مقطع الفيديو التعبير عن ألم القرية التي لم تصل إليها الإسعافات ووالاستغاصة قائلا بصوت خافت “فقدا القرية جميع سكانها أكثر من 200 نسمةو كل شيء”، في وقت لم يتمكن رجال القرية الناجون من قد دفن بعد جثمان القرية.
وقال إن ”الحياة البسيطة في هذه المناطق مستحيلة، حيث يعيش الناس على هامش التاريخ”.
في سياق متصل ، تقع القرية، التي تشتهر بأنها مقصد سياحي جبلي في إقليم الحوز الذي سقط فيه نحو نصف الضحايا أي 542 قتيلا من أصل 1037 حتى الآن. وفيه تقع بؤرة الزلزال المدمر.
وغالبية أجزاء هذا الإقليم عبارة عن بلدات صغيرة وقرى متناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.
منتصف نهار السبت، كانت فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ناجين محتملين أو جثامين ضحايا وسط أنقاض البيوت المهدمة، مستعينة برافعات وآليات حفر. في الموازاة، كان بعض سكان القرية يحفرون قبورا لدفن الموتى على احدى التلال.
فهذه المناطق تعيش ”حياة بدائية والإنسان كذلك” في ظل انعدام أبسط الخدمات الضرورية ”فلا مجال للتعليم الجيد ولا للخدمات الطبية ولا للطرقات ولا للمواصلات ولا للمرافق..”.
وخلّف هول الزلزال صدمة ورعبا امتدا إلى مدن عدة، لكن الصدمة أقوى في نفوس سكان المناطق المنكوبة قريبا من بؤرته، كما هي حال حسناء التي تقف عند مدخل بيت متواضع في قرية مولاي إبراهيم، رغم أن أسرتها نجت.
