تداول نشطاء بمجموعات “سوشيال ميديا” القريبة من البوليساريو اليوم الأربعاء، خبر مقتل القيادي فى الجبهة بمايطلق عليها الناحية العسكرية الرابعة خطرى سعيد بره، إثر قصف جوي من طائرة من دون طيار مغربية.
وكانت مصادر إعلامية موالية لجبهة البوليساريو، ذكرت فى وقت سابق ،أن “القوات المسلحة الملكية المغربية ، قصفت عناصر من جبهة البوليساريو قرب الجدار الأمني(العازل) و سمع دوي انفجارات متواصلة في المنطقة المذكورة.
وأكدت مصادر متطابقة أن قصفا مغربيا طال مناطق قرب الحزام الأمني بعد تسجيل أنشطة معادية تستهدف مواقع تواجد القوات المغربية خلف الجدار الأمني العازل- حسب تلك المصادر.
و سبق المغرب أن حذّر من تنامي الإرهاب والمرتزقة في منطقة الساحل مرارا ومن ذلك انتشار جماعات إرهابية ولفت في الوقت ذاته إلى وجود قيادات متطرفة كانت تنتمي لجبهة البوليساريو الانفصالية وإلى تشكل خلايا إرهابية في مخيم تندوف الذي يضم صحراويين تحت حراب الجبهة الانفصالية وأن كثرا من عناصرها التحقوا بتنظيمات متطرفة موالية للقاعدة وللدولة الإسلامية (داعش) في منطقة الساحل الافريقي.
خريطة توزيع الحركات الإرهابية في أفريقيا
بدأت الحركات الإسلامية بالأساس في الجزائر، وعملت ضد الاستعمار الفرنسي خشية ضياع الإسلام من الجزائر نظراً للسيطرة التامة التي كانت تريد أن تفرضها فرنسا على الجزائر، ثم قامت حكومات ما بعد الاستقلال بطرد المجاهدين الذين ذهبوا إلى السودان ثم إلى أفغانستان التي قويت شوكتهم فيها عقب الاحتلال السوفييتي في أواخر السبعينيات، ثم عادوا للجزائر مرة أخرى، في ظاهرة أطلق عليها “عودة الأفغان العرب”.
ويؤكد كانتي أن انتشار التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء هو نتاج تضافر العديد من العوامل، من أبرزها تردي الأحوال المعيشية في الدول الأفريقية، والتدخل الأجنبي السافر في شؤون القارة، وانتشار الجماعات التبشيرية بشكل كثيف، وسهولة التنقل بين الدول وبعضها البعض، والاحتكاك بمجموعات جهادية كثيرة خارج الإقليم في أفغانستان والسودان وغيرهما، هذا علاوة على الطبيعة الداخلية، الاقتصادية والعرقية والقبلية، للعديد من الدول التي تشجع على إفراز تنظيمات متشددة، في كل من موريتانيا والجزائر ونيجيريا ومالي وبقية الدول المجاورة في الغرب والوسط.
ولهذا يرى كانتي أن الشبكات الجهادية تمتد من أقصى الساحل الأفريقي بالغرب إلى أقصى الساحل الأفريقي في الشرق، حيث انتشار التنظيمات الجهادية في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي، والتي كانت أولى المناطق التي شهدت تدخلات خارجية ودولية لمكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية.
وحالياً يتغلغل في قارة أفريقيا خمس مجموعات إرهابية مسلحة شديدة الخطورة، ولديها صلات بتنظيم القاعدة، وهي: “بوكو حرام” في نيجيريا، و”القاعدة في المغرب الإسلامي” شمال الصحراء الكبرى، وحركة “الشباب المجاهدين” الصومالية، وحركة “أنصار الدين” السلفية الجهادية في مالي، وحركة “التوحيد والجهاد” في غرب أفريقيا.
1 ـ بوكو حرام: نشأت بوكو حرام في مدينة ميدوجوري في عام 2002 باسم بوكو حرام الذي جاء من اللغة المحلية (الهوسا) بمعنى “التعليم الغربي حرام” لأنه سبب انتشار الفساد في المجتمع الإسلامي، أي أن الجماعة نشأت لمناهضة انتشار التعليم الغربي الذي ألحق الضرر بآلاف المسلمين الذين يعانون البطالة والتهميش (كما يرى أنصار الحركة)، وكانت تضم مثقفين وأكاديميين. ومن هنا جاءت مواجهتها للحكومة التي سمحت بذلك، ومع استمرار اعتماد الدولة على المسار الأمني من دون غيره تصاعدت أعمال العنف من الجهة الأخرى حتى تحولت الجماعة لتنظيم متطرف وعنيف.
2 ـ حركة أنصار الدين: بعد سقوط نظام العقيد القذافي في ليبيا عاد إياد غالي (وكان قائداً قومياً قاد حركة تمرد على حكومة مالي وتم توقيع اتفاقية سلام بين حركته والحكومة عام 1992 ثم أرسلته الحكومة قنصلاً لها في جدة) إلى أزواد، حيث سلسلة جبال أغارغا، ثم بدأ في تجميع المقاتلين الطوارق نظراً لمكانته الاجتماعية وانتمائه القبلي.
3 ـ حركة الجهاد والتوحيد في غرب أفريقيا: ظهرت الحركة إثر انشقاق قادتها على تنظيم القاعدة، وقام بعض أعضائها بتأسيس كتائب خاصة بالمقاتلين من أبناء القبائل العربية في أزواد أسوة بسرية “الأنصار” في تنظيم القاعدة التي تضم المقاتلين الطوارق. وأعلنت الحركة أول بيان لها في أكتوبر 2011 معلنة الجهاد في أكبر قطاع من غرب أفريقيا، وتوصف بأنها “الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب في شمال مالي”.
4 ـ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي: جاء التنظيم امتداداً للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة في عام 1997، اعتراضاً على استهداف الجماعة للمدنيين، وتركزت أعمال الجماعة في البداية على المواقع العسكرية، ولكن مع الاحتلال الأمريكي للعراق، تحولت للقيام بأعمال خطف الأجانب، ثم اتخذت أعمالها أبعاداً إقليمية خاصة بعد إعلان أيمن الظواهري عن تحالف القاعدة مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، لتتحول إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
5 ـ حركة شباب المجاهدين في الصومال: ظهرت الحركة مستغلة أجواء عدم الاستقرار بالصومال، وتم استقطاب المؤيدين لمواقفها، وبدأت الارتباط بتنظيم القاعدة مع إنشاء عدد من معسكرات التدريب في دول القرن الأفريقي.
وختاماً، أشار المحاضر إلى أن البيئة في أفريقيا صالحة لاستمرار وتصاعد وتوغل الحركات الإرهابية، مضيفاً أن “التدخلات الغربية ما هي إلا ادعاءات غير حقيقية، فالغرب يعمل لمصالحة التي قد ترتبط باستمرار الإرهاب في المنطقة لضمان استمرار سيطرته على المصادر الأفريقية”.