بعد حالة “الجمود” التي تعيشها الأحزاب اليسارية المغربية منذ سنوات جعلت مستقبلها على المحك، وذلك في ضوء تمثيليتها الضعيفة في البرلمان بعد هيمنة اليبراليين المغاربة الجدد.
ورغم ذلك، اليسار موجود، واليساريون موجودون. تنطلق حجّتنا من هذا اليقين الهش بأن اليسار، تماما مثل الإسلام السياسي، لا يزال مؤثرا في الفضاء السياسي المغربي، بأشكال خفية حينًا وبوضوح أحيانا. يتجلى هذا التأثير في الأوساط الرافضة للأوضاع السائدة سواء بخطابها الاحتجاجي، أو بإبداعاتها الفنية والثقافية مختلفة الأشكال.
في هذا السياق اشار موقع “لكم” المغربي، إلى تحركات يقوم بها الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، للوساطة بين زعيم الإسلاميين عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وقائد الاشترامكيين في المغرب إدربس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وذلك بهدف تقريب وجهات النظر بينهما، في أفق بناء تحالف حزبي، يضم الاحزاب الثلاثة، استعدادا للاستحقاقات السياسية والانتخابية المقبلة.
وحسب قيادي في أحد الأحزاب المذكورة، فإن بنعبد الله، عرض فكرة التحالف الثلاثي، على بنكيران، فلم يرفض، غير أنه ذكره بالدور الذي لعبه لشكر في بلوكاج ما بعد انتخابات أكتوبر 2016، وأنه شخص غير موثوق بتعبير بنكيران.
ويضيف مصدر “لكم2” أن بنعبد الله يلعب حاليا دور الوسيط لتذليل صعوبات إبرام التحالف السياسي بين الاحزاب الثلاثة، خاصة مع توقيع وثيقة التحالف الثنائي بين التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي، والشروع في تكثيف اللقاءات بين الحزبين وبين مختلف هيآتهما.
ويقول المصدر ذاته، إن بنعبد الله يطلع بنكيران على كل مستجد في سياق إعداد شروط إبرام التحالف الحزبي الثلاثي، وفي هذا الإطار، عقد رؤساء فرق الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية بمجلس النواب، لقاءا تنسيقيا، الأسبوع الماضي، حضره رئيس الفريق الحركي كذلك.
وبحسب المصدر القيادي الذي تحدث للموقع، فان التنسيق على مستوى البرلمان سيمهد الطريق نحو الإعلان عن تحالف سياسي يجمع بنكيران بنعبد الله ولشكر، وذلك بناء على ما ستعرفه الساحة السياسية من مستجدات وتغيرات خلال منتصف الولاية التشريعية الحالية.
ومنذ ستينيات القرن الماضي، شكل اليسار قوة سياسية وازنة في البلاد، قادت المعارضة لعقود ثم حكومة التناوب سنة 1998.
وقاد عبد الرحمن اليوسفي حزب “الاتحاد الاشتراكي”، وشارك في انتخابات عام 1997 حيث تصدر الحزب الانتخابات.
وقاد اليوسفي الحكومة التي سميت بـ”حكومة التناوب” (أحزاب المعارضة تقود الحكومة في إطار التناوب الديمقارطي) في مارس/آذار 1998.
غير أن العقد الأخير، عرف أفول نجم الأحزاب اليسارية كرسه تجرعها هزائم تلو الأخرى في الانتخابات.
ويوجد عدد من الأحزاب اليسار بالمغرب، أبرزها حزب الاتحاد الاشتراكي (مشارك بالحكومة)، وحزب التقدم والاشتراكية (معارض) وفدرالية اليسار الديمقراطي (معارضة) هي تحالف 3 أحزاب هي: الاشتراكي الموحد والطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي، وأحزاب يسارية أخرى غير ممثلة في البرلمان.
في المغرب بدأت تتصدّع، خلال السنوات الأخيرة، ثنائية اليسار واليمين بتحالفات بين الأحزاب والتنظيمات اليسارية والأحزاب والحركات اليمينية المتمثلة بالإسلام السياسي، وهي تحالفات قائمة على المصالح