أنفاق سبتة: شبكة تهريب مخدرات تعيد إحياء أساليب غزة تحت الأرض

0
75

في مشهد يذكر بأنفاق غزة التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية، اكتشفت السلطات الإسبانية نفقًا تحت الأرض في مدينة سبتة المحتلة، يُشتبه في استخدامه لتهريب المخدرات من المغرب إلى أوروبا. هذا الاكتشاف أثار حالة من الاستنفار الأمني، وأعاد فتح ملف التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا في مواجهة شبكات الجريمة المنظمة.

القضية لا تقتصر على تهريب المخدرات فحسب، بل تطرح تساؤلات حول مدى تعقيد شبكات الجريمة العابرة للحدود، وإمكانية استخدام البنية التحتية المدنية لأغراض إجرامية.

1. كشف النفق: حدث أمني أم مؤشر على شبكة منظمة؟
جاء اكتشاف النفق في المنطقة التجارية بتراخال، داخل مستودع سابق لتخزين السلع، بعد تحقيقات أمنية واسعة أدت إلى توقيف عدة أشخاص في إسبانيا وسبتة، من بينهم نائب برلماني محلي وعناصر من الحرس المدني الإسباني. فهل هذا يشير إلى وجود تواطؤ بين مسؤولين وشبكات إجرامية دولية؟

2. بين تهريب المخدرات والاتجار بالبشر: أي استعمال لهذا النفق؟
تشير التقارير الإسبانية إلى أن النفق ربما كان يُستخدم في تهريب المخدرات، حيث تم ضبط 700 كيلوغرام من الحشيش في مستودعات مجاورة. لكن هل يمكن استبعاد إمكانية استخدامه أيضاً في تهريب البشر والأسلحة؟ وهل يمكن أن يكون جزءاً من شبكة أكثر تعقيداً تمتد إلى جنوب أوروبا؟

3. أنفاق التهريب: هل انتقلت الظاهرة من غزة والمكسيك إلى المغرب؟
عُرفت الأنفاق بكونها أداة تستخدمها جماعات التهريب عبر العالم، سواء في غزة لنقل الإمدادات والعتاد العسكري، أو في الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة لتهريب المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين. فهل نشهد ولادة شبكة جديدة في شمال المغرب تستنسخ هذه التكتيكات؟

4. التعاون الأمني المغربي-الإسباني: ضرورة أم تحدي؟
طلبت السلطات الإسبانية رسمياً تعاون المغرب للتحقيق في النفق، خاصة في ظل الاشتباه بامتداده إلى المناطق المغربية المتاخمة لسبتة. لكن، إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا التعاون فعالاً في تفكيك الشبكة المتورطة؟ وهل ستؤدي هذه التحقيقات إلى الكشف عن أنفاق أخرى مماثلة في المنطقة؟

5. التداعيات الجيوسياسية والأمنية: إلى أين يقودنا هذا الاكتشاف؟
اكتشاف هذا النفق يفتح الباب أمام سيناريوهات عدة، قد تشمل تشديد الرقابة الحدودية بين المغرب وإسبانيا، وزيادة التنسيق الأمني بين البلدين، وربما إعادة النظر في السياسات الجمركية والاقتصادية التي تسهّل حركة البضائع بين الجانبين. كما أن هذه القضية قد تؤثر على النقاشات السياسية الداخلية في إسبانيا حول الأمن في سبتة ومليلية.

خاتمة: هل هذا النفق مجرد بداية؟
يبقى السؤال الأهم: هل يُعد هذا النفق حالة فردية أم جزءاً من شبكة معقدة لم تُكشف كل خيوطها بعد؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الخطوات التي يجب أن تتخذها السلطات المغربية والإسبانية لمنع تكرار هذه الظاهرة؟ وهل ستكشف الأيام المقبلة عن مزيد من المفاجآت حول هذه الشبكة؟

يبقى المستقبل مفتوحاً على احتمالات عديدة، لكن المؤكد هو أن المغرب وإسبانيا أمام تحدٍّ أمني مشترك يستلزم استجابات سريعة وحاسمة.