أوضاع المتضريرين من زلزال الحوز.. ماذا وفرت السلطات لسكان المناطق المتضررة؟.. الحطب ومواقد للتدفئة ضمن حزمة إجراءات عاجلة؟!

0
427

مع بداية كل موسم شتاء، تتجدد معاناة ساكنة المناطق التي ضربها الزلزال مؤخرا في المغرب إلى قائمة المناطق النائية(المغرب المنسي) مع قسوة البرد والثلوج ونقصان مقومات العيش، حيث سجلت بعض المناطق الجبلية بالخصوص, مؤخرا, انخفاضا قياسيا في درجات الحرارة وصلت إلى ناقص 10 درجات تحت الصفر.

وتؤثر موجة البرد هذه سلبا على كل مناحي الحياة وتزيد من عزلة هذه المناطق عن المدن المجاورة لها، ما يعيد إلى الواجهة الحديث عما سخرته الدولة من إمكانيات ووسائل لدعم سكان المناطق النائية والمعزولة.

وقد اكتفت حكومة الملياردير أخنوش بإعلانها أمس الخميس عن إجراءات عاجلة لمساعدة سكان المناطق المتضررة من زلزال الحوز على مواجهة موجة البرد، التي تضرب تلك المناطق، حسب ما أفاد بذلك عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة المغربية للمياه والغابات.

وقال هومي، في تصريحات صحيفة، إن الحكومة أطلقت برنامجًا عاجلًا لدعم المتضررين من الزلزال، ومساعدتهم على مواجهة صعوبات فصل الشتاء.

وأوضح أن البرنامج يشتمل على توفير 10 آلاف طن من الحطب، وإنشاء 8 مستودعات لتوزيع حطب التدفئة، وتوزيع 5800 من مواقد التدفئة، بميزانية تبلغ 14 مليون درهم.

كما أعلن هومي، عن إطلاق برنامج ثاني لتأهيل الغابات وتهيئة الأحواض المائية في المناطق المتضررة من الزلزال، بميزانية 2.7 مليار درهم  خلال الفترة الممتدة ما بين 2024 و2028.

وأوضح أن البرنامج سيشمل 2.4 مليون هكتار من الأحواض المائية.

فخلال الزلازل، يصبح البيت الذي كان مصدر الأمن والأمان، وحشا كاسرا يهدد بتهشيم رؤوس لطالما ألفت أمن سقفه وجدرانه.

مع كل شتاء تتفاقم معاناة المتضرريين من زلزال الحوز ف وسط وجنوب المغرب، فالأمطار المتساقطة على خيامهم المتهالكة و البرد المتسلل إلى أجسادهم تزيد المعاناة، ولعل أصعب رحلة يعاني منها المتضررون في الشتاء رحلة البحث عن الدفء، فالخيمةُ ذات الجدران الهشة لا تقيهم برداً ولا زمهريرا. وأصبح الناس يستخدمون وسائل بدائية لتأمين الدفء واضطر الكثير منهم لحرق الملابس والكرتون والأكياس والبلاستيك، ومنهم من يستخدم مدافئ بدائية ومواقد تشكل خطراً على حياتهم،

وخلال الأيام الماضية قام سكان القرى المتضررين من الزلزال بمنطقة تارودانت بعدة مسيرات احتجاجية من قراهم نحو عمالة المدينة لإسماع صوتهم وإيصال معاناتهم إلى المسؤولين بعد أن تم تهميشهم .

كلام على ورق 

وفي وقت سابق من العام الماضي ، كشف وزير الموازنة فوزي لقجع الرجل الأقوى من الحكومة عن تقديرات الحكومة للأضرار التي خلّفها زلزال الحوز، وقال إن عدد المتضررين يبلغ نحو 2.8 مليون نسمة، معلنا عن برنامج مساعدات مالية عاجلة لكل عائلة.

ووفقا لما ذكره لقجع أمام البرلمان المغربي الجمعة، فقد بلغ عدد الدواوير (القرى) التي تضررت 2930 دوارا في جبال الأطلس الكبير، ما يمثل ثلث الدواوير في المنطقة.

وأوضح الوزير أن ما لا يقل عن 59 ألفا و674 منزلا تضررت جراء الزلزال، وأن 32% من هذه المنازل انهار بالكامل، مشيرا إلى أن الحكومة ستقدم 2500 درهم (244 دولارا) شهريا لكل أسرة متضررة من الزلزال، ابتداء من سبتمبر/أيلول الجاري ولمدة سنة واحدة.

وتشمل المساعدات أيضا 140 ألف درهم لتعويض الأسر التي انهارت منازلها بالكامل و80 ألف درهم للأسر التي تضررت منازلها جزئيا.

وذكر الوزير أن إعادة الإعمار يجب أن تراعي الخصوصيات المعمارية لجبال الأطلس الكبير.

وقال إن الميزانية المخصصة للدعم المالي للأسر المنكوبة تبلغ نحو 8 مليارات درهم وتشمل إعادة بناء وتأهيل المساكن المتضررة.

وكان الديوان الملكي قد أعلن أن الميزانية المتوقعة لبرنامج “إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز” تقدر بـ120 مليار درهم (نحو 11.7 مليار دولار) على مدى 5 سنوات.

ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات في الثامن من سبتمبر/أيلول الجاري وأدى إلى مصرع أكثر من 2900 شخص، معظمهم في مناطق جبلية وعرة.

وبعد مرور أشهر على الكارثة لا تزال عملية إحصاء المنازل المتضررة متواصل بطريقة صينية.

وتقوم ايضاً لجان مختصة في إقليم شيشاوة بإحصاء المباني في أكثر من 750 بلدة يقطنها نحو 50 ألف شخص بكل أريحية (يموت من مات ويحي من حي ) ولهم في هذه الدنيا. ومن المتوقع أن تستمر هذه العملية نحو سنتين.

تخوفات من حصول فساد وتلاعبات في الأموال المخصصة لمنكوبي الزلزال

و حذّر الحقوقي محمد الغلوسي, رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام, من حصول تلاعبات وفساد في إحصاء المنكوبين ومنازلهم المتضررة، حيث إن التجارب توضح كيف أن أياد ولوبي يشتغل ليل نهار ويوظف مواقع القرار والسلطة من أجل صنع خرائط لمواقع الزلزال وتزييف وتزوير لوائح المتضررين، والنفخ في حجم الضرر وعدد المنازل موضوع التعويض.

و أكد في تدوينة على صفحته في /فايسبوك/ ظهور أسماء لأشخاص لا علاقة لهم بالمناطق التي ضربها الزلزال، ولم يحصل لهم أي ضرر، ورغم ذلك يحصلون على التعويض، في حين يتم إقصاء المستحقين لهذا التعويض.

وأضاف أن هناك من يتربص بالصفقات التي ستكون موضوع هذا البرنامج (إعادة الإعمار والإيواء ،إنجاز طرق وبنيات ومرافق …)، وسيجد حينها اللصوص وتجار الأزمات أكثر من حيلة وطريقة لتحريف مسار هذا البرنامج عن أهدافه والإنقضاض على أمواله الضخمة.

وقال الغلوسي إن المطلوب قبل فوات الآوان هو تعزيز الشفافية مع يقظة كل الآليات المؤسساتية المعنية من أجل التصدي لأي إنحراف أوفساد محتمل في هذا المسار الإنساني الوطني، ومواجهة العابثين والمفسدين بكل حزم وصرامة، وتقديم كل المتورطين المحتملين إلى القضاء بلاهوادة.

وشدد على ضرورة ألا تترك الأمور في يد لصوص المال العام، والتباكي بعد حصول النهب والسرقة، وتوعد المخالفين بالعقاب دون أن يحصل فعلا أي عقاب أو مساءلة.