شهدت مدن مغربية عدة الأحد، وقفات وتظاهرات احتجاجية رفضا لقرار الحكومة فرض إلزامية التطعيم ضد فيروس كورونا كشرط للسماح بالتنقل في أرجاء البلاد، ودخول المؤسسات العامة، وغيرها.
وانتشرت عدة نداءات مجهولة المصدر؛ على مواقع التواصل الاجتماعي؛ تدعو المواطنين في مدن مختلفة إلى الخروج إلى الشوارع للاحتجاج على فرض الوثيقة المذكورة.
ويُعتبر هذا هو أول احتجاج بالمغرب، منذ تولي حكومة عزيز أخنوش رئاسة السلطة التنفيذية، وبعد الظهور الأول لوزير الصحة، خالد آيت الطالب، أمام مجلس النواب للرد على أسئلة النواب حول الإجراءات ذات الصلة بحملة التلقيح.
وتظاهر المئات بمدينة الدار البيضاء (شمال) منددين بفرض “جواز التلقيح”. وطالب المحتجون بتراجع الحكومة عن قرارها، في ظل وجود “حالات لمواطنين يتعذر عليهم أخذ اللقاح”، مرددين شعارات من قبيل: “لا للتلقيح.. لا للتلقيح”.
وأظهرت مقاطع فيديو، بثت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية؛ متظاهرين يرددون شعارات مناهضة لـ”جواز التلقيح” وسط حضور كبير لقوات الأمن.
وأوقفت السلطات بعضا من المحتجين بعد رفضهم الانصراف ومواصلة الشكل الاحتجاجي بباب الأحد، قبل أن يتفرق باقي المتظاهرين على الأزقة المحاذية لشارع محمد الخامس.
وفي بعض مقاطع الفيديو، وثقت لقطات لللشرطة وهي تقود المتظاهرين إلى سياراتها، ولم تحدد السلطات ما إذا كانت هناك بالفعل اعتقالات أثناء الاحتجاجات.
واعتبر الحقوقي، عبد الرزاق بوغنبور، أن “الاعتداء على الحقوق والحريات كما حدث صباح اليوم بالرباط ، باعتراض مواطنة محتجة على جواز التلقيح، ومطالبتها بالجواز في الشارع العام؛ بشكل يوحي أننا أمام محاكم التفتيش، هو اعتداء على باب كامل من الدستور المغربي، باب الحقوق والحريات الأساسية، من الفصل 19 إلى الفصل 40”.
وأضاف، المنسق السابق لـ”الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان”، أن “الملك مطالب بالتدخل لمحاسبة العابثين بالقانون، باعتبار مسؤوليته كحامي للخيار الديمقراطي ومن مسؤوليته حماية مواطنيه”.
وبمدينة فاس (شمال)، احتشد عشرات المتظاهرين بساحة “فلورانس” وسط المدينة، دون أن تمنعهم السلطات الأمنية.
وردد العشرات في مراكش (شمال)، شعارات تندد بإلزامية التلقيح، منها “صامدون صامدون.. للجواز رافضون” و”هذا عيب هذا عار.. الحقوق في خطر”.
وتناقل رواد منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة لمظاهرات احتجاجية مماثلة، بمدينة أكادير (وسط)، قوبلت بمنع من طرف السلطات الأمنية.
وتظاهر العشرات أيضا بساحة “الهديم” في مكناس (شمال)، رفضا للتلقيح الإلزامي.
وبالعاصمة الرباط، منعت السلطات الأمنية احتجاجات مماثلة قرب البرلمان، رفع خلالها عشرات المتظاهرين لافتات كتبت عليها عبارة: “ما ملقحينش (لن نأخذ اللقاح)”.
والخميس، بدأ سريان قرار حكومي يقضي بإبراز وثيقة تسمى “جواز التلقيح” شرطا للتنقل في أرجاء البلاد، ودخول المؤسسات العامة والخاصة والفنادق والمقاهي وغيرها.
وأثارت الطبيعة المفاجئة للإجراء، توترًا بين المواطنين في وسائل النقل العام، وتدفقًا كبيرًا لمراكز التطعيم، حيث شوهدت طوابير طويلة أمامها، بحسب وسائل إعلام مغربية.
ووقع أكثر من 30 ألفا من الحقوقيين والسياسيين في البلاد، عريضة إلكترونية تطالب بإلغاء القرار.