دخل السجن متطرفا، وخرج منه أشد تطرفًا. لكن ظروفه قبل السجن وبعده لم تتغير، وحاله يزداد سوءا يوما بعد يوم.
بعد قضاء المدعوا “عبد الحمید أبو النعیم ،” لعقوبة السجن لمدة سانة كاملة، قد أطلق سراحه من سجن فى عین السبع بالدار البیضاء، بدون الندم على وصفه المغرب بـ”البلد الذي ارتد عن دينه وكفر بعد إيمانه، وأصبح دار حرب وليس دار إسلام”، عقب قرار المغرب إغلاق المساجد للحد من انتشار فيروس كورونا.
وقال أبو النعيم عد إطلاق سراحه ” السجن نعمة لمن يعبد الله.. وسائرون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
وأضاف عبر مقطع فيديو نشر على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” لأتباعه، بقوله : “ لن أتغير، ما دمت قد سجنت في سبيل الله، سائرون على دين الله و لإحقاق الحق و إزهاق الباطل، و كيفما عرفتوني غنبقا، نبقا نأمر بالمعروف و ننها عن المنكر”.
وعن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، قال أبو النعيم ” ما هو قائم الآن مع الیهود لیس تسامحا إنما مسخ هویة و انحراف و طمس للحقائق”، وفق تعبيره.
يقول الإعلامي والباحث في شؤون الجماعات «جمال السوسي»، أنه لا يستبعد ولادة تنظيم أكثر تشددًا وتطرفًا من «تنظيم داعش » في المستقبل القريب، مستشهدين على ذلك بمبدأ استمرارية (الجهادية)، التي يتم من خلالها تأسيس تنظيم على أنقاض تنظيم سابق، بحيث يكون التنظيم المنبثق أكثر تطرفًا، ودليل ذلك اعتبار تنظيم القاعدة هي الجماعة الأولى التي خرج منها «تنظيم داعش» الأكثر تطرفًا ووحشية من القاعدة.
وكانت محكمة مغربية من الدرجة الأولى بالدار البيضاء قضت بالسجن لمدة سنة حبسا نافذا، مع أداء غرامة مالية قدرها ألفي درهم (220 دولارا) في حق داعية حامل للفكر الظلامي المعروف بـ”أبو النعيم”، بعد إدانته بتهم “التحريض بواسطة الأنظمة المعلوماتية على ارتكاب جنايات وجنح ضد الأشخاص، والتحريض على عرقلة أشغال أمرت بها السلطة والتحريض على الكراهية”.
واعتبر أبو النعيم في شريطة أن المغرب أصبح “دار حرب وليس دار سلام” بعد إقدامه على إغلاق المساجد مخافة انتشار كورونا. واعتقل أبو النعيم يوم 13 مارس الماضي، بحوالي أسبوع قبل إعلان حالة الطوارء الصحية، وتوبع في هذه القضية في حالة اعتقال بتهم “التحريض على ارتكاب جنح بواسطة وسائل إلكترونية والاعتراض على أوامر السلطة العامة بواسطة التهديد وإهانة هيئة منظمة قانونيا والتحريض على الكراهية”.
وسبق لأبو النعيم أن أثار الجدل في المغرب، بعد دعوته إلى هدر دم عدد من الأدباء والمفكرين المغاربة، لكن من دون أن يجرى تحريك المتابعة القضائية في حقه. وكانت الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى قد أفتت بضرورة إغلاق أبواب المساجد، سواء بالنسبة للصلوات الخمس أو صلاة الجمعة، ابتداء من يوم الاثنين 16 مارس/ آذار الجاري.
ويعتبر أبو النعيم من الشخصيات التكفيرية المثيرة للجدل في المغرب، وسبق أن أصدر فتاوى بتكفير سياسيين ومثقفين ونشطاء أمازيغيين.كما سبق أن تعرض للمتابعات القضائية بسبب ذلك.