في ظل الدينامية الإيجابية التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تتجلى الدبلوماسية الموازية كأحد المرتكزات الأساسية في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وفي هذا السياق، نظمت مجلة “الدبلوماسية”، بالشراكة مع الرابطة العالمية للمغاربة المهاجرين وجمعيات المجتمع المدني في هولندا، الدورة التكوينية الأولى تحت عنوان “فوج محمد السادس“، في مبادرة وطنية تعكس التزام الجالية المغربية بالخارج في خدمة القضايا المصيرية للمملكة.
جمال السوسي: قائد الدبلوماسية الموازية
يعتبر الكاتب والصحفي جمال السوسي، مدير نشر مجلة “الدبلوماسية”، من رواد الدبلوماسية الموازية، حيث ساهم بفكره وعمله في تعزيز الدور المحوري للجالية المغربية في الترافع عن القضية الوطنية. وخلال كلمته الافتتاحية، أكد السوسي أن الانتصارات الدبلوماسية التي يحققها المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، ليست نهاية الطريق، بل هي حافز لمضاعفة الجهود، والتأهب لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الوطنية.
وأشار السوسي إلى أن اختيار أمستردام لاحتضان هذه الدورة التكوينية يعكس الرؤية الاستراتيجية للمغرب في تعزيز وجود الجالية المغربية بالخارج كقوة دبلوماسية ناعمة تسهم في دعم المصالح العليا للمملكة. كما شدد على أهمية انخراط المجتمع المدني في توحيد الصفوف وتعزيز الوعي بقضية الصحراء المغربية، من خلال الحجج القانونية والتاريخية والسياسية التي تؤكد شرعية المغرب على صحرائه.
الدورة التكوينية: مدرسة وطنية في المهجر
عرفت الدورة التكوينية “فوج محمد السادس” مشاركة واسعة من أبناء الجالية المغربية في هولندا، من فنانين وأئمة ومثقفين، إلى جانب شخصيات بارزة من الجالية اليهودية المغربية، ما يعكس الوحدة الوطنية التي تجمع المغاربة بمختلف مكوناتهم خلف راية الوطن.
وتناولت الجلسات تقنيات الترافع عن قضية الوحدة الترابية، مع التركيز على تقديم أدلة قانونية وتاريخية راسخة، تعزز الموقف المغربي في المحافل الدولية. وفي هذا السياق، وصف مصطفى ظاهر، الكاتب العام لجمعية “ميمون العبرية” بأمستردام، هذه المبادرة بأنها “ترجمة فعلية للرؤية الملكية السديدة”، مشددًا على أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد القابل للتطبيق، والمدعوم دوليًا.
كما أكد السيد لحسن فرح، رئيس مؤسسة “المشاركة الاجتماعية” بأمستردام، أن هذه الدورة التكوينية تعزز مكانة الجالية المغربية كمكون فاعل في الدبلوماسية الموازية، ودورها في نقل الصورة الحقيقية عن القضية الوطنية، والتصدي للمغالطات التي تروجها الأطراف المعادية.
مداخلات رؤساء الجمعيات والمجتمع المدني
شهدت الدورة مشاركة نشطة لرؤساء الجمعيات المغربية في أمستردام، الذين أكدوا على أهمية إشراك الجالية في الدفاع عن القضايا الوطنية. وأشار السيد سامويل كاسبي، رئيس جمعية “ميمون للتراث اليهودي المغربي”، إلى أن هذه الدورة تأتي في وقت حساس يتطلب تكثيف الجهود لتوحيد الصوت المغربي في الخارج.
كما شدد على أن المجتمع المدني يشكل قوة ضاغطة قادرة على التأثير في الرأي العام الأوروبي لصالح القضية الوطنية.
من جهته، أشار السيد مصطفى ظاهر، الكاتب العام لجمعية “ميمون العبرية”، إلى أن هذه المبادرة تعد لبنة أساسية نحو تأسيس شبكة دولية للترافع عن قضية الصحراء المغربية، مؤكداً أن الجمعيات المغربية بالخارج تمتلك القدرة على إحداث فرق حقيقي إذا ما تم تعزيز التنسيق بينها.
أما السيدة نزهة ، الناشطة في مجال حقوق المرأة والمواطنة، فقد أبرزت دور المرأة المغربية في تعزيز الدبلوماسية الموازية، مشيرة إلى أن نساء الجالية يمكنهن لعب دور أساسي في نشر الخطاب الوطني والدفاع عن الوحدة الترابية بأسلوب دبلوماسي مؤثر.