“أول دورة عالمية بعد الخطاب الملكي: ‘فوج محمد السادس’ بأمستردام يرسّخ دور الجالية المغربية في الدفاع عن الوحدة الترابية”

0
205

في ظل الدينامية الإيجابية التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تتجلى الدبلوماسية الموازية كأحد المرتكزات الأساسية في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وفي هذا السياق، نظمت مجلة “الدبلوماسية”، بالشراكة مع الرابطة العالمية للمغاربة المهاجرين وجمعيات المجتمع المدني في هولندا، الدورة التكوينية الأولى تحت عنوان “فوج محمد السادس“، في مبادرة وطنية تعكس التزام الجالية المغربية بالخارج في خدمة القضايا المصيرية للمملكة.

جمال السوسي: قائد الدبلوماسية الموازية

يعتبر الكاتب والصحفي جمال السوسي، مدير نشر مجلة “الدبلوماسية”، من رواد الدبلوماسية الموازية، حيث ساهم بفكره وعمله في تعزيز الدور المحوري للجالية المغربية في الترافع عن القضية الوطنية. وخلال كلمته الافتتاحية، أكد السوسي أن الانتصارات الدبلوماسية التي يحققها المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، ليست نهاية الطريق، بل هي حافز لمضاعفة الجهود، والتأهب لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الوطنية.

وأشار السوسي إلى أن اختيار أمستردام لاحتضان هذه الدورة التكوينية يعكس الرؤية الاستراتيجية للمغرب في تعزيز وجود الجالية المغربية بالخارج كقوة دبلوماسية ناعمة تسهم في دعم المصالح العليا للمملكة. كما شدد على أهمية انخراط المجتمع المدني في توحيد الصفوف وتعزيز الوعي بقضية الصحراء المغربية، من خلال الحجج القانونية والتاريخية والسياسية التي تؤكد شرعية المغرب على صحرائه.

الدورة التكوينية: مدرسة وطنية في المهجر

عرفت الدورة التكوينية “فوج محمد السادس” مشاركة واسعة من أبناء الجالية المغربية في هولندا، من فنانين وأئمة ومثقفين، إلى جانب شخصيات بارزة من الجالية اليهودية المغربية، ما يعكس الوحدة الوطنية التي تجمع المغاربة بمختلف مكوناتهم خلف راية الوطن.

وتناولت الجلسات تقنيات الترافع عن قضية الوحدة الترابية، مع التركيز على تقديم أدلة قانونية وتاريخية راسخة، تعزز الموقف المغربي في المحافل الدولية. وفي هذا السياق، وصف مصطفى ظاهر، الكاتب العام لجمعية “ميمون العبرية” بأمستردام، هذه المبادرة بأنها “ترجمة فعلية للرؤية الملكية السديدة”، مشددًا على أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد القابل للتطبيق، والمدعوم دوليًا.

 

كما أكد السيد لحسن فرح، رئيس مؤسسة “المشاركة الاجتماعية” بأمستردام، أن هذه الدورة التكوينية تعزز مكانة الجالية المغربية كمكون فاعل في الدبلوماسية الموازية، ودورها في نقل الصورة الحقيقية عن القضية الوطنية، والتصدي للمغالطات التي تروجها الأطراف المعادية.

مداخلات رؤساء الجمعيات والمجتمع المدني

شهدت الدورة مشاركة نشطة لرؤساء الجمعيات المغربية في أمستردام، الذين أكدوا على أهمية إشراك الجالية في الدفاع عن القضايا الوطنية. وأشار السيد سامويل كاسبي، رئيس جمعية “ميمون للتراث اليهودي المغربي”، إلى أن هذه الدورة تأتي في وقت حساس يتطلب تكثيف الجهود لتوحيد الصوت المغربي في الخارج.

كما شدد على أن المجتمع المدني يشكل قوة ضاغطة قادرة على التأثير في الرأي العام الأوروبي لصالح القضية الوطنية.

من جهته، أشار السيد مصطفى ظاهر، الكاتب العام لجمعية “ميمون العبرية”، إلى أن هذه المبادرة تعد لبنة أساسية نحو تأسيس شبكة دولية للترافع عن قضية الصحراء المغربية، مؤكداً أن الجمعيات المغربية بالخارج تمتلك القدرة على إحداث فرق حقيقي إذا ما تم تعزيز التنسيق بينها.

أما السيدة نزهة ، الناشطة في مجال حقوق المرأة والمواطنة، فقد أبرزت دور المرأة المغربية في تعزيز الدبلوماسية الموازية، مشيرة إلى أن نساء الجالية يمكنهن لعب دور أساسي في نشر الخطاب الوطني والدفاع عن الوحدة الترابية بأسلوب دبلوماسي مؤثر.

 

في هذا السياق، أكد محمد الجوهري، رئيس الرابطة للمهاجرين المغاربة بأمستردام، على أهمية هذه المبادرة، واصفًا إياها بأنها “تنزيل حرفي للخطاب الملكي”. كما أشار إلى أن الدورة اعتمدت على أدلة تاريخية وقانونية وحقوقية لدعم الحل الوحيد الذي حظي بدعم دولي كبير، وهو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وأكد السيد لحسن فرح، رئيس مؤسسة المشاركة الاجتماعية بأمستردام، على الدور المحوري الذي تلعبه الجالية المغربية بالخارج والمجتمع المدني في تعزيز هذا المسار. جاء ذلك خلال الدورة التكوينية الأولى “فوج محمد السادس”، التي نظمتها مجلة الدبلوماسية بالشراكة مع الرابطة العالمية للمغاربة المهاجرين وجمعيات المجتمع المدني في هولندا.

أما الفنان التشكيلي حافظ بوعزة، فقد أشار إلى أن الفن والثقافة يشكلان رافدًا أساسيًا في تعزيز الوعي الوطني، مضيفًا أن “كل مغربي في الخارج، أينما كان، هو سفير لوطنه، وجندي من جنود المملكة الشريفة، مطالب بالدفاع عن قضايا بلاده في كل المحافل والمناسبات”.

نحو تأسيس مؤسسة متخصصة للدبلوماسية الموازية

إحدى النتائج البارزة لهذه الدورة كان الإعلان عن مشروع تأسيس مؤسسة متخصصة تُعنى بتكوين وتأهيل شباب وأطر الجالية المغربية حول العالم في مجال الدبلوماسية الموازية.

وستتولى هذه المؤسسة مسؤولية تنظيم لقاءات تكوينية في مختلف الدول الأوروبية، من بينها بلجيكا وإسبانيا والدنمارك والسويد، بهدف تعزيز حضور المغرب في المحافل الدولية.

كما ستعمل المؤسسة على تطوير أدوات عملية ومواد علمية لدعم الترافع عن قضية الصحراء المغربية، مستندةً إلى مقاربة تجمع بين الخطاب الدبلوماسي الرصين والاستراتيجية الإعلامية الفعالة.

المجتمع المدني: سلاح المغرب في معركة الوعي

أكد المشاركون في الدورة أن المجتمع المدني المغربي بالخارج هو خط الدفاع الأول عن القضايا الوطنية، حيث أصبح اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. وبهذا الصدد، شدد ممد الجوهري، رئيس فيدرالية المغاربة بهولندا، على أن “وحدة الصف والوضوح في الطرح” هما المفتاح الرئيسي لكسب المعركة الدبلوماسية.

نحو دبلوماسية موازية أكثر فاعلية

تعتبر مبادرة “فوج محمد السادس” خطوة رائدة في تعزيز الدبلوماسية الموازية، وخلق جسور التواصل بين الجالية المغربية بالخارج والمؤسسات الوطنية. غير أن التحدي الأكبر يظل في ضمان استمرارية هذه المبادرات، وتوسيع نطاقها لتشمل أكبر عدد ممكن من المغاربة المقيمين بالخارج.

وفي ظل التحديات الراهنة، يبرز سؤال جوهري: كيف يمكن استثمار هذه الدينامية الوطنية لضمان استدامة التأثير الدبلوماسي للجالية المغربية؟ وكيف يمكن تعزيز التعاون بين هذه المبادرات والمؤسسات الرسمية لتحقيق الأهداف المشتركة؟

الخاتمة: جنود في خدمة الوطن

إن مشاركة أبناء الجالية المغربية في الخارج في مثل هذه المبادرات هو تجسيد حي لروح الوطنية الصادقة، وتجديد للعهد على مواصلة النضال في سبيل وحدة الوطن. وكما قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله: “المغرب سيظل في صحرائه، والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.

ومن هذا المنطلق، فإن كل مغربي، سواء داخل الوطن أو خارجه، هو جندي في معركة الحفاظ على وحدة المملكة، ومشاركته في مثل هذه التكوينات ليست مجرد حضور، بل هي تجسيد عملي لمعاني المواطنة الحقة والانتماء الصادق لتراب الوطن الحبيب.