في أول ردّ فعل لـ”الكاف” أصدر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” اليوم الأحد، بيانا حول ما قيل إنها “تصريحات سياسية” في افتتاح كأس إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر “الشان 2023”.
قال الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” اليوم الأحد، بأنه قرر فتح تحقيق حول صحة توظيف “خطابات سياسية” حلال حفل افتتاح بطولة كأس الأمم الأفريقية للاعبين المحليين 2022 بالجزائر يوم الجمعة الماضي.
وأشار “كاف” في بيان رسمي، إلى أنه تم إطلاعه بتوظيف تصريحات ذات طابع سياسي خلال حفل الافتتاح، مؤكدا بأن تلك التصريحات لم يكن مصدرها الاتحاد الأفريقي، ولا تعبر أبدا عن أرائه باعتبارها هيئة محايدة في القضايا السياسية.
La CAF au sujet des propos politiques tenus lors de la cérémonie d'ouverture du Championnat d'Afrique des Nations TotalEnergies Algérie 2022 https://t.co/a4sKnQK3DY
— CAF Media (@CAF_Media) January 15, 2023
وأكد البيان بأن لوائح “الكاف” و”الفيفا” تلزمانه بالحياد في المسائل ذات الطبيعة السياسية، وعدم التدخل في السياسة، مشيرا إلى أنه سيتم فتح تحقيق من أجل معرفة ما إذا حصل خلال الحفل، ينتهك فعلا النظام الأساسي للوائح الاتحادين الدولي والأفريقي لكرة القدم، مؤكد بأنه سيكشف عن نتائج التحقيق في الوقت المناسب بعد الانتهاء من ذلك.
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، نّددت بما وصفته “ممارسات دنيئة” في حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، حيث قالت في بيان أمس السبت “نددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالممارسات الدنيئة والمناورات السخيفة التي صاحبت افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين الجمعة بالجزائر، بعد الخرق السافر للقوانين المنظمة للتظاهرات الكروية التي تقام تحت لواء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد القاء كلمة خارج السياق لتمرير مغالطات سياسية لا تمت باي صلة للشأن الكروي”.
وخلال حفل الافتتاح، ألقى شيف زولي فوليل وهو حفيد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، خطابا تحدث فيه عن نزاع الصحراء الغربية. وقال: “دعونا لا ننسى آخر مستعمرة في أفريقيا الصحراء الغربية، لنقاتل من أجل تحريرها”.
اعتبرت الجامعة ذلك “خرقا سافرا للقوانين المنظمة للتظاهرات الكروية التي تقام تحت لواء الاتحاد الأفريقي لكرة القدم”، موضحا أنه راسل الاتحاد “لتحمل كامل مسؤولياته أمام هذه الخروقات السافرة”.
كذلك نددت الجامعة الملكية لكرة القدم السبت “بالعبارات العنصرية الموجهة للجماهير المغربية”، خلال نفس الحفل، بعد أن أظهر فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة بعض الجماهير التي حضرت حفل الافتتاح تردد شتيمة في حق المغاربة.
يجب أن يفهم المغاربة شيء مهم..
لانه خلال سنوات من نشر الوعي بخطر تنظيم الحركي الاجرامي كانت تنهال علي رسائل في الخاص من المغاربة بدعوات الهداية لأنني انشر الفتنة والشر والحقد بين الشعبين الشقيقين الحبوبين..— For Western Sahara (@WesternSaharaQ) January 15, 2023
وكتب الإعلامي المغربي، يوسف بلهيسي، في تغريدة على تويتر: “حفيد مانديلا ألقى كلمة تقطر حقدا ضد المغرب وسط تصفيقات آلاف الجماهير. الأفضل أننا لم نشارك في هذه المهزلة!”.
🔴 افتتاح الشان..
حفيد مانديلا ألقى كلمة تقطر حقدا ضد المغرب وسط تصفيقات آلاف الجماهير. الأفضل أننا لم نشارك في هذه المهزلة!— Youssef Belhaissi يوسف بلهيسي (@YBelhaissi) January 13, 2023
وفي نفس السياق، تساءل الإعلامي المغربي، رضوان الرمضاني عن العلاقة بين “قضية الصحراء المغربية وافتتاح تظاهرة رياضية”، مجيبا: “تبون وشنقريحة”، في إشارة إلى أن كلمة حفيد مانديلا كانت بـ”إيعاز” من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والسعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري”.
ما علاقة قضية الصحراء المغربية بافتتاح تظاهرة رياضية؟
العلاقة واضحة: تبّون وCHAN Griha— Ridouane Erramdani (@RidouaneErramd1) January 13, 2023
من جانبه، قال الناشط الحقوقي المغربي، خالد البكاري، “لا يهمني موقفه الشخصي من ملف الصحراء الذي هو حر فيه، ولكن التصريح به بذلك الشكل، وفي لحظة المفترض أنها احتفاء بذاكرة جده الذي سمي الملعب على اسمه، والذي كان واحدا من دعاة السلم في العالم، هو إساءة لذاكرة نيلسون مانديلا.”
واعتبر الناشط الحقوقي في منشور على فيسبوك، “أن استثمار لحظة توتر بين جارين لتغذية ماكينة الأحقاد، فهو سلوك “ضعاف النفوس..”، وتايع: ” ليس المشكل في موقف اي كان من نزاع الصحراء، فذاك تقدير شخصي، ولكن المشكل في تغذية الأحقاد بين الشعوب في تظاهرة رياضية”.
ويأتي هذا التوتر في ظل غياب المغرب عن البطولة بسبب إغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية منذ سبتمبر 2021.
في حين رهن المغرب مشاركته في البطولة بالسفر في رحلة مباشرة إلى مدينة قسنطينة الجزائرية على متن طائرة مغربية.
والمغرب حامل لقب النسختين الأخيرتين عام 2018 على أرضه و2020 في الكاميرون.
وتعد جنوب إفريقيا، إلى جانب الجزائر، من أهم مساندي جبهة البوليساريو الانفصالية، بينما يعتبرها المغرب تاريخيا جزء لا يتجزأ من ترابه، واسترجع المغرب من المستعمر الإسباني نحو 80 في المئة من أراضيه المحررة، وعرض مقترح منح الأراضي المسترجعة حكما ذاتيا.
في حين تطالب جبهة بوليساريو الانفصالية بدعم النظام العسكري الجزائري بإجراء استفتاء لتقرير المصير المتجاوز وزالمرفوض دولياً حتى من الأمم المتحدة.
وزاد التوتر بين المغرب والجزائر عندما أعلنت الأخيرة صيف 2021 قطع علاقاتها مع الرباط، متهمة إياها “بارتكاب أعمال عدائية”. فيما أعربت الأخيرة عن أسفها لهذا القرار، ورفض “مبرراته الزائفة”.