قال جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية إن “مدينتي سبتة ومليلية إقليمان تابعان للاتحاد الأوروبي، وتشكلان جزء من حدود الخارجية”.
وجاء كلام بوريل خلال رده على سؤال وجهه له الحزب الشعبي الإسباني، استفسره فيه عن ” رأيه حول تصريحات دولة تتجاهل السلامة الإقليمية لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي”، وذلك في إشارة منه للمغرب.
وأشار بوريل إلى أن “مؤسسات الاتحاد الأوروبي قد أعادت التأكيد علانية على الموقف الرسمي المعروف جيدًا بشأن أهمية حماية الحدود الخارجية”.
وكان الاتحاد الأوروبي في الماضي يحرص كل الحرص على تجنب الحديث سياسياً عن سبتة ومليلية رغم أنهما تستفيدان من المساعدات الأوروبية.
وكانت وزارة الخارجية المغربية قد قدمت بتاريخ 17 ماي المنصرم، رسالة احتجاجية للمفوضية الأوروبية، عبرت فيها عن رفضها لتصريحات نائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالهجرة، “مارغريتيس شيناس” خلال مشاركته في منتدى أوروبي حول الأمن والدفاع، في بروكسل، حيث كال للمغرب فيه عدة اتهامات منها استخدام المهاجرين “كسلاح” ضد الاتحاد الأوروبي.
وأكدت رسالة الخارجية على مغربية سبتة ومليلية، الشيء الذي أثار حفيظة العديد من الأحزاب الإسبانية ودفعها لمساءلة مسؤولين في الاتحاد الأوروبي حول الموضوع.
وكان المغرب، أغلق حدود مليلية في 13 مارس 2020، وذلك في خضم اتخاذ السلطات لجملة من الإجراءات المتعلقة بمكافحة انتشار جائحة كورونا مباشرة بعد دخول الفيروس.
وفي مايو من عام 2022، أكدت إسبانيا إعادة فتح الحدود البرية لسبتة ومليلية، لكن ذلك لم يشمل إلا المسافرين.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، بأن مرشح الحزب الشعبي الإسباني “PP” في الانتخابات البلدية لـ 28 ماي لرئاسة مليلية، خوان خوسي إمبرودا، اتهم مؤخرا المغرب، بممارسة أسلوب التماطل بشأن فتح الجمارك التجارية مع مليلية المحتلة، لدفع سكان المدينة إلى الملل والتوقف عن المطالبة بعودة نشاط نقل البضائع مع باقي المدن المغربية المجاورة.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية “أوروبا بريس”، تصريحا لإمبرودا خلال خطاب لحشد الدعم لصالحه في حملته الانتخابية التي يهدف من خلالها إلى حصد الأصوات التي تعيده إلى رئاسة مليلية من جديد، قال فيه بأن “المغرب ليس هنا للتصفيق علينا وجعل حياتنا ساهلة، بل سيجع الأمور صعبة علينا”.
ودعا امبرودا إلى ضرورة أن توجه مليلية أنظارها إلى إسبانيا وأوروبا، والتعويل عليهما من أجل إعادة الأمور إلى نصابها من الناحية الاقتصادية، خاصة أن المدينة وقعت العديد من الاتفاقيات مع جهات في منطقة الأندلس حسب تصريحه، مضيفا بأنه سبق أن أكد أكثر من مرة على ضرورة توجيه مليلية اعتمادها على أوروبا أكثر من المغرب.
ومن جهة أخرى، شدد امبرودا على ضرورة مواصلة الضغط والمطالبة بالتزام المغرب بالاتفاقيات المبرمة مع إسبانيا، وأبرزها إعادة استئناف النشاط الجمركي لنقل البضائع، خاصة أنه مرت سنة على إعلان إسبانيا موقفها الجديد الداعم للمغرب في قضية الصحراء، مشيرا بأن على جميع الأطراف في مليلية ألا تشعر بالملل من استمرار المطالبة باعادة نشاط نقل البضائع بين مليلية وباقي المناطق المغربية.
ويقع الجيبان سبتة ومليلية شمالي المغرب، غير أنهما خاضعان للإدارة الإسبانية وتعتبرهما الرباط “مدينتين محتلتين”، ويمثلان منفذا تقليديا للمهاجرين الذين يحاولون التسلل عبر السياج الحديدي المحيط بهما.
وحصلت المصالحة بين مدريد والرباط قبل فترة قصيرة بعد قرار إسبانيا في منتصف مارس من العام الماضي تغيير موقفها المحايد إزاء نزاع الصحراء المغربية، لصالح مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب حلا وحيدا لإنهاء النزاع.
وسمح هذا القرار بانهاء أزمة دبلوماسية أثارها استقبال إسبانيا للانفصالي إبراهيم غالي، في أبريل من عام 2021 لتلقي العلاج إثر إصابته بكوفيد-19
وشهد جيب مليلية الإسباني والمغرب فاجعة مقتل عشرات المهاجرين، في يونيو الماضي، كانوا يحاولون الدخول انطلاقا من الأراضي المغربية.
وتعتبر إسبانيا إحدى البوابات الرئيسية للهجرة الأفريقية إلى أوروبا. في عام 2022، تراجعت الهجرة غير الشرعية بنسبة 25,6 في المئة مقارنة بالعام السابق، مع وصول 31,219 وافدا مقابل 41,45 عام 2021، وفقا للأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية، الثلاثاء.
وقالت منظمة العمل الدولية في تقرير نشر في سبتمبر: “العمال المهاجرون أكثر عرضة لخطر إيجاد أنفسهم في وضع عمل قسري مقارنة بالعمال الآخرين”.
ويمثل المغاربة أكبر جالية أجنبية في إسبانيا ويبلغ عددهم 800 ألف شخص، يليهم الرومانيون والبريطانيون والكولومبيون وفق لأرقام يونيو 2022 الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء.