إحياء “ذكرى النكبة” وقفات احتجاجية بمدن المغرب وتنديد بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة

0
433

نظمت هيئات حقوقية وسياسية ونقابية مدنية مغربية، الأحد، في وقفات احتجاجية بعدد من مدن المملكة، إحياء لذكرى نكبة فلسطين،رفعوا خلالها شعارات تؤكد الدعم المغربي الشعبي للقضية الفلسطينية ،مؤكدين على حق العودة، للفلسطينيين المهجرين و منددين بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.

وشهدت الوقفة الاحتجاجية الرئيسية للهيئات المنظمة، أمام مبنى البرلمان وسط العاصمة الرباط، “إحراق العلم الإسرائيلي، وشعارات قوية تساند “المقاومة الفلسطينية”، بمختلف أشكالها، وتنديدا بـ”الاحتلال الإسرائيلي الذي هو الإرهاب”، بحضور وجوه إسلامية ويسارية وحقوقية، ووزراء سابقين، وبرلمانيين حاليين وسابقين.

وفي كلمة له في الحفل، هاجم عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، واصفا إياه بـ”الناطق باسم تل أبيب بالرباط”، وبـ”عنوان قرصنة القرار الدبلوماسي المغربي”، وفق الصحيفة.

في حين قال عبد الإله بنعبد السلام، منسق الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان: “الشعب الفلسطيني منذ 74 عاما وهو مستمر في مقاومة نظام الأبرتهايد (الفصل العنصري) رغم جرائم الإبادة والتشريد..نحيي انتصار المقاومة الفلسطينية وتغييرها معادلات الصراع في المنطقة، رغم تكالب الأنظمة العربية، والمنتظم الدولي، والإمبريالية، والغزو الإمبريالي، وعلى رأسه الإمبريالية الأمريكية”.

وأكمل: “الشعب المغربي ظل مساندا على استمرار تاريخه الحديث لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حقه في الاستقلال والعودة وتقرير المصير، وبناء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، بمختلف أشكال الدعم، بما في ذلك انضمام عدد من الشباب المغربي، من مختلف المكونات المجتمعية، إلى فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة، وأدى الثمن بسقوط شهداء ومعتقلين، رجالا ونساء،  كما قدم شهداء من الجيش المغربي في حرب 1973 في الجولان”، معتبرا أن “المطبعين يخونون الشعب الفلسطيني”.

من جهتها، أوضحت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، في تصريح لـ”هسبريس” قائلة: “مشاركتي في إحياء هذه الذكرى جاءت طوعية وعادية، لنقول إلى جانب، كافة القوى المناضلة، إن الشعب المغربي كله إلى جانب الشعب الفلسطيني بدون أي قيد أو شرط..كنا، وما زلنا، وسنشارك إلى حين نيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى”، كما رددت نبيلة منيب: “الشعب يريد تجريم التطبيع”.




وأضافت: “نؤمن بعدالة قضية الشعب الفلسطيني البطل، ونعرف بأن اليوم ليس احتفالا بالنكبة و74 عاما على تأسيس هذا الكيان الغاشم، بل 74 عاما على هذا الكفاح البطولي للشعب الفلسطيني الذي لم ولن ينهزم، و74 عاما من الصمود ودعم القضية من قبل أجيال متتالية من المغاربة الذين يحبون فلسطين ويؤمنون بعدالة قضيتها”.

وعلقت على مقتل الإعلامية شيرين أبو عاقلة بالقول: “تلقينا خبر استشهاد الصحافية المقتدرة شيرين أبو عاقلة، رحمة الله عليها، بصدمة ككل الأحرار في هذا العالم..وجهنا برقيات تعزية إلى الفصائل الفلسطينية، وإلى الشعب الفلسطيني عبرها..تألمنا وبكينا مع الفلسطينيين، ولكن في الوقت نفسه نعرف، كما يقول الفلسطينيون، أن كل شهيد وشهيدة يقربوننا إلى النصر، إلى انتصار القضية”.

 ومرت الوقفات الاحتجاجية في مختلف المدن في ظروف عادية، إذ حرصت الجهات المنظمة والسلطات على الالتزام بالتنظيم المحكم مكانا وزمانا، كما شهدت الوقفات حضورا إعلاميا مكثفا. 

ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو/أيار من كل عام، ذكرى النكبة والتهجير الذي تعرض له مئات الآلاف منهم عام 1948.

وترمز النكبة إلى التهجير القسري الجماعي عام 1948 لحوالي 800 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين بقوة السلاح والتهديد من قبل العصابات الصهيونية، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، وجرى إحلال اليهود مكانهم. وهي أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرون.

وإلى جانب الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان، وبمدن مغربية أخرى، أعلنت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع عن تنظيمها برنامجاً نضالياً تضامنياً مع الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ74 للنكبة “تنديداً بما قامت به العصابات الصهيونية من تشريد لجزء هام من الشعب الفلسطيني، وتحويله إلى لاجئين بعد الاستيلاء على أراضيهم واحتلالها وتدمير واسع لمئات القرى والمدن وأعمال إبادة جماعية، ومجازر بشعة ونهب وتطهير عرقي وطمس للهوية الفلسطينية لصالح إقامة “دولة يهودية””.

وتم في هذا السياق، مركزياً وعلى مستوى فروع الجبهة، خوض  إضراب رمزي عن الطعام داخل المقرات لمدة 24 ساعة، انطلق مساء أمس السبت عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي بمقرات الهيئات المكونة للجبهة.
كما أقامت الجبهة أنشطة فنية وثقافية وإشعاعية متنوعة، من بينها ورشات وندوات تعريفية بالقضية الفلسطينية وبدور وأهمية الجبهة في إسقاط وتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني، والمساهمة في إلحاق الهزيمة به ودحر الصهيونية إلى الأبد.

إلى ذلك، دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر تنظيم حقوقي في البلاد)، إلى إعادة إدراج الصهيونية على قائمة المنظمات العنصرية في العالم؛ ومحاكمة قادة إسرائيل المدنيين والعسكريين على ما اقترفوه ومازالوا من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، في حق الشعب الفلسطيني الأعزل من قتل وتشريد واعتقال ونسف للمنازل.

وأكدت الجمعية في بيان لها، على موقفها الثابت من الصهيونية كحركة عنصرية استيطانية وعدوانية تم زرعها بالقوة في فلسطين على حساب شعبها الأصيل والأصلي؛ مشددة على “أن حق العودة لا يزول بالتقادم وبناء المستوطنات، بل حق مشروع للشعب الفلسطيني، يستمد قوته من الشرعية الدولية، والمواثيق الكونية لحقوق الإنسان”.

 

 

 

“إلموندو” الإسبانية :أمنيون يحذرون من إعادة فتح الحدود بين إسبانيا والمغرب