إسبانيا ترغب في عودة اتصالاتها مع البوليساريو للمساعدة في حل مشاكل الصحراء في إطار الأمم المتحدة و بالاتفاق المتبادل بين الطرفين

0
203

علقت المتحدثة باسم حكومة إسبانيا، إيزابيل رودريغيز، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مجلس الوزراء الإسباني، على قرار جبهة البوليساريو قطع اتصالاتها مع أسبانيا، بكون الحكومة الإسبانية تعبر عن: “رغبتها في استئناف العلاقات مع جبهة البوليساريو للمساعدة في حل مشاكل الصحراء  في إطار الأمم المتحدة و بالاتفاق المتبادل بين الطرفين”.

ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية “ ايفي“،  ان قرار البوليساريو يأتي على اثر تحول الموقف الإسباني تجاه ملف الصحراء المغربية، واعترافها بمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب منذ 2007، كحل جدي و واقعي للنزاع .

وكانت جبهة البوليساريو،قد أعلنت عن قطع  اتصالاتها مع الحكومة الاسبانية ، بعد الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية نبيدرو سانشيز، للمغرب بدعوة من العاهل المغربي ، الملك محمد السادس.

ويشار إلى أن الحكومة الإسبانية قالت في البيان المشترك مع المغرب، خلال الأسبوع الماضي، أكدت على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي والتي قدمها المغرب عام 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وذات مصداقية لحل هذا النزاع. 

ولقي قرار الحكومة الاسبانية ترحيبا واسعا في المملكة واعتبر انتصارا دبلوماسيا تاريخيا. وقالت وكالة الأنباء المغربية الخميس إنه تعبير عن “جرأة رجال الدولة”، و”تحد حقيقي للطبقة السياسية الاسبانية”.

ويرتبط المغرب وإسبانيا بعلاقات تجارية قوية، فهي الشريك التجاري الأول للمملكة. ويرى الباحث المتخصص في العلاقات المغربية الاسبانية نبيل دريوش أن “الملف الاقتصادي سيكون القاطرة التي تجر علاقات البلدين في هذه المرحلة الجديدة التي تبدو جد واعدة”.

وباتت المصالحة ممكنة بين الرباط ومدريد بعدما أعلنت الأخيرة تأييد خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل النزاع حول الصحراء المغربية، باعتباره “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” حول المستعمرة الاسبانية سابقا، في تغيير جذري تجاه النزاع.

واعتبر هذا التحول انتصارا تاريخيا في المغرب. وهو يقترح منح المنطقة الصحراوية الشاسعة التي يسيطر على نحو 80 بالمئة من مساحتها، حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته كحل وحيد للنزاع، بينما تطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر المجاورة بالانفصال عن المملكة.

يتوقع مدير برنامج شمال إفريقيا في “مجموعة الأزمات الدولية” ريكاردو فابياني أن لا يحدث الموقف الاسباني الجديد “تغييرا في الحال، لكن على المدى البعيد سيصير هامش خيار الاستقلال ضيقا أكثر فأكثر”.

وأنهى هذا التحول أزمة دبلوماسية حادة منذ عام بين الرباط ومدريد، اندلعت بسبب استضافة اسبانيا زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي لتلقي العلاج “لأسباب إنسانية”.

وأثار ذلك سخط الرباط، التي أكدت أنه دخل إسبانيا آتيا من الجزائر بوثائق مزورة وهوية منتحلة، وطالبت بتحقيق شفاف.