إسبانيا تفي بوعودها وتنقل أول شحنة غاز ليس منشأه الجزائر للمملكة المغربية الشريفة

0
217

قيام إسبانيا بنقل الغاز عبر خط الأنابيب المغرب العربي-أوروبا بعد أن اشترتها الرباط من الأسواق الدولية ليس بالأمر البسيط في إطار علاقات متوترة بين الجزائر والمملكة المغربية.

بدأت إسبانيا لأول مرة بنقل الغاز إلى المغرب عبر خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا، مؤكدة أنه ليس غازا جزائريا، في حين توقفت الجزائر عن توفير الغاز عبر هذا الخط باتجاه إسبانيا منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول على خلفية أزمة دبلوماسية بعد أن أعلنت مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل للنزاع في الصحراء وهو المقترح الذي تطرحه الرباط ويلقى قبولا دوليا باعتباره الأكثر واقعية والأكثر قابلية للتطبيق.

وأثار الموقف الاسباني غضب الجزائر التي سحبت سفيرها من مدريد للتشاور ونددت بشدة بالموقف الإسباني وأشهرت ورقة بداية ورقة الغاز ثم قامت لاحقا بتعليق اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو وتوفر لها غطاء سياسيا وماليا وتسليحيا.

وقالت مصادر في وزارة التحول البيئي الإسبانية إنه “استنادا إلى العلاقات التجارية وحسن الجوار تم أمس (الثلاثاء) إرسال أول شحنة غاز طبيعي مسال عبر خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا بعد أن اشتراها المغرب من الأسواق الدولية ووصلت إلى محطة اسبانية لإعادة تحويلها إلى غاز طبيعي”.

وفي فبراير/شباط، أعلنت اسبانيا أنها ستعيد تصدير الغاز إلى المغرب عبر هذا الخط الذي لم تعد تغذيه الجزائر باتجاه اسبانيا عبر الأراضي المغربية منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول بسبب أزمة دبلوماسية حول الصحراء المغربية.

وقال المصدر ذاته إن “إجراءات اعتمدت لإصدار إفادة تضمن أن الغاز المنقول من اسبانيا إلى المغرب ليس منشأه الجزائر”.

وهددت الجزائر في أبريل/نيسان بفسخ عقد نقل الغاز إلى إسبانيا إذا قامت مدريد بنقل الغاز الجزائري “إلى وجهة ثالثة” في إشارة ضمنية إلى المغرب.

وقالت مصادر في وزارة التحول البيئي إن مهمة شركة إنغاز التي تدير شبكة الغاز الإسبانية هي “التحقق من مصدر الغاز الطبيعي المسال” الذي يشتريه المغرب وبعد تفريغ الشحنة إصدار شهادة مع “البيانات ذات الصلة” وبالتالي “تجنب تصدير غاز لم يتم تفريغه لهذا الغرض”.

لكن قيام إسبانيا بنقل الغاز عبر خط الأنابيب هذا ليس بالأمر البسيط في إطار العلاقات المعقدة بين الجزائر والمغرب. وتترقب اسبانيا باهتمام كبير رد فعل الجزائر.

والحكومة الجزائرية مستاءة جدا من إسبانيا منذ أن قرر رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز في مارس/اذار دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء المستعمرة الإسبانية السابقة، لإنهاء أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط مستمرة منذ نحو عام.

وردا على تغيير الموقف هذا، استدعت الجزائر سفيرها في إسبانيا ولم تستبعد سوناطراك شركة النفط والغاز الجزائرية رفع سعر الغاز المسلم للشريك الاسباني.

كما علقت السلطات الجزائرية مطلع يونيو/حزيران معاهدة تعاون مع إسبانيا بينما أعلنت هيئة مصرفية رئيسية في الجزائر فرض قيود على المعاملات التجارية مع مدريد.

وتراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري بشكل كبير منذ وقف خط أنابيب غاز المغرب العربي-أوروبا، لكن ما يقارب ربع الغاز الذي تستورده إسبانيا كان لا يزال يأتي من الجزائر في الربع الأول مقارنة بأكثر من 40 بالمئة في عام 2021، وفقا للشركة المشغلة لشبكة الغاز الاسبانية.

ويتم تسليم شحنات الغاز لإسبانيا من قبل شركة النفط والغاز الجزائرية العملاقة سوناطراك عبر خط أنابيب ميدغاز البحري الذي يربط مباشرة البلدين.