المغرب يعتبر ابراهيم غالي مجرم حرب ما يستوجب من اسبانيا اعتقاله اذا ارادت الحفاظ على علاقاتها مع الرباط.
الجزائر – قال المتحدث باسم جبهة البوليساريو الانفصالية جليل محمد إن زعيم الجبهة إبراهيم غالي، الذي خضع للعلاج في مستشفى إسباني لأكثر من شهر، غادر المستشفى وهو في طريق عودته للجزائر “سالما معافى”.
وقالت وزارة الخارجية الإسبانية، بعد أن وفرت له الغطاء القانوني ، إنّ غالي “خطّط لمغادرة إسبانيا هذه الليلة على متن طائرة مدنية من مطار بامبلونا” في شمال البلاد، من دون أن تحدّد وجهة هذه الطائرة، مكتفية بالقول إنّها أخطرت السلطات المغربية بهذا الأمر.
وكانت صحيفة إل باييس قد ذكرت أن إبراهيم غالي غادر إسبانيا بالفعل على متن رحلة من مطار بامبالونا.
ووفقاً لصحيفة “إل باييس” الإسبانية فإنّ غالي سيغادر إلى الجزائر العاصمة على متن طائرة ستقلع في الساعة 01:40 من فجر الأربعاء (ليل الثلاثاء في الساعة 23:40 ت غ).
ويأتى الإعلان عن مغادرة الانفصالي “ابراهيم غالي” الأراضي الإسبانية بعد ساعات على مثوله عبر الفيديو أمام قاض إسباني استجوبه بشأن شكويين قدّمتا ضدّه في ملفّي “تعذيب” وارتكاب “إبادة”، في جلسة قرّر في ختامها القاضي تركه من دون اتّخاذ أي إجراء بحقّه.
ويأتي هذا الإعلان في خضم أزمة دبلوماسية بين المغرب واسبانيا آخذة في التفاقم بسبب مواقف اسبانية عدائية من مغربية الصحراء التي تطالب البوليساريو بانفصالها.
وعلى زعيم بوليساريو فقط أن يبرز عنوانه ورقما هاتفيا في اسبانيا للتمكن من تحديد مكانه.
وأفادت مصادر قضائية أن لا شيء يمنعه نظريا من مغادرة اسبانيا وهو سيناريو تخشاه الرباط ورافعو الدعوتين القضائيتين.
وذكرت صحيفة ‘إل باييس’ الإسبانية اليوم الثلاثاء نقلا عن مصادر حكومية أن زعيم جبهة البوليساريو يعتزم بالفعل مغادرة إسبانيا قريبا، مضيفة أنه من المتوقع أن يغادر خلال الساعات المقبلة.
وأكدت المتحدثة باسم الحكومة الاسبانية ماريا خيسوس مونتيرو أن غالي يستطيع “العودة إلى البلد الذي جاء منه ما أن يتعافى”.
وفي الوقت ذاته أعلنت سلطة الملاحة الجوية في إسبانيا أن المراقبة الجوية الإسبانية رفضت السماح لطائرة جزائرية بدخول المجال الجوي بناء على تعليمات من الجيش.
وقالت سلطة الطيران المدني ‘إناير’ إن طائرة كانت متجهة من الجزائر إلى مدينة لوغرونو بشمال إسبانيا عادت بعد أن أبلغ مراقبون جويون بأن ليس لديها إذن بدخول المجال الجوي، بناء على تعليمات من الجيش الإسباني.
وأوضحت أن الطائرة كانت في طريقها من الجزائر العاصمة إلى المدينة الإسبانية، حيث يتم تشغيل المطار المحلي الصغير من قبل شركة أينا الإسبانية.
ولوغرونو هي المدينة التي أدخل فيها إبراهيم غالي إلى المستشفى منذ أكثر من شهر، مما أدى إلى اندلاع صراع بين إسبانيا والمغرب.
ونقلت قناة ‘ال كونفيدنسيال’ عبر الانترنت عن مصادر في الشرطة أن طائرة للحكومة الجزائرية التي تدعم بوليساريو، أقلعت صباح الثلاثاء في اتجاه لوغرونيو لإعادة الزعيم الصحراوي قبل أن تعود أدراجها في منتصف الطريق.
ومن شأن قرار المحكمة العليا الاسبانية أن يؤجج التوتر القائم أصلا بين مدريد والرباط، بينما تذهب بعض القراءات إلى أن الأزمة الراهنة لن تقف عند السجال الدبلوماسي بين البلدين الجارين وقد تمتد شظاياها للعلاقات الثنائية التجارية والأمنية خاصة أن قضية الصحراء من الثوابت الوطنية المغربية ومن أكثر القضايا حساسية بالنسبة للمغرب قيادة وشعبا وحكومة وهي خط أحمر كونها قضية من قضايا السيادة الوطنية.
وكان المغرب قد لوح سابقا بقطيعة دبلوماسية مع إسبانيا إذا لم تتخذ الإجراءات القانونية بحق غالي، حيث حذّر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة من الاستهانة الاسبانية بالحساسيات المغربية قائلا “إذا كانت إسبانيا تعتقد أنه يمكن حل الأزمة عن طريق إخراج هذا الشخص (إبراهيم غالي) بنفس الإجراءات، فذلك يعني أنها تبحث عن تسميم الأجواء وعن تفاقم الأزمة أو حتى القطيعة”.
وأكدت المملكة المغربية مرارا أنها لن تتهاون ولن تتسامح مع أي قرار أو أي خطوة يمسان من وحدتها الترابية وأمنها القومي والسيادة على أقاليمها الجنوبية جزء من هذه الوحدة.