الإثنين, شتنبر 16, 2024
الرئيسية أخبار عاجلة إسرائيل ترسل “ناجٍ من الهولوكوست” إلى لاهاي لمواجهة الاتهامات بارتكاب جريمة الإبادة...

إسرائيل ترسل “ناجٍ من الهولوكوست” إلى لاهاي لمواجهة الاتهامات بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة

0
504

إسرائيل قامت في أعقاب (ما يسمونها) المحرقة، وها هم يجدون أنفسهم متهمين بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.

تناولت صحيفتا “لوموند” الفرنسية و”لوتان” السويسرية شكوى “الإبادة الجماعية” التي تقدمت بها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، التي ستعقد جلسات الاستماع فيها غدا الخميس وبعد غد، فقدمت الأولى عناصر الشكوى بالشرح والتفصيل، في حين رأت الثانية أن ما قدمته جنوب أفريقيا قد يكون مدمرا لإسرائيل.

تعقد محكمة العدل الدولية هذا الأسبوع جلسات للنظر في قضية رفعتها جنوب إفريقيا تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حرب غزة، وتطالب بوقف عاجل لحملتها العسكرية.

في المقابل،  قررت إسرائيل إرسال كبار الخبراء القانونيين، منهم أحد الناجين من الهولوكوست، إلى لاهاي هذا الأسبوع لمواجهة اتهامات بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

يشكل هذا الإجراء للفلسطينيين اليائسين في غزة فرصة لتسليط الضوء على المحنة التي يعيشونها بعد استشهاد 23 ألف شخص وإصابة 59 ألفا خلال 3 أشهر من القصف المدمر.

التعامل مع محكمة العدل الدولية أمر غير معتاد بالنسبة لإسرائيل، التي تعتبر عادة الأمم المتحدة والمحاكم الدولية غير عادلة ومتحيزة. ويعكس قرار المشاركة بدلا من المقاطعة مخاوف إسرائيلية من أن يصدر القضاة أمرا لإسرائيل بوقف حربها ضد حماس وتشويه صورتها دوليا.

وقال ألون ليل، المدير العام السابق بوزارة الخارجية الإسرائيلية والسفير الإسرائيلي السابق في جنوب أفريقيا “لا يمكن لإسرائيل أن تتهرب من اتهام بهذه الخطورة”، وفقا للأسوشيتد برس.

وعينت إسرائيل، التي يحق لها باعتبارها أحد الأطراف في القضية إرسال خبير قانوني، رئيسا سابقا للمحكمة العليا الإسرائيلية للانضمام إلى أعضاء المحكمة الأساسيين الخمسة عشر الذين سيبتون في هذا الاتهام. كما قامت بتعيين محام بريطاني وخبير في القانون الدولي ضمن فريق الدفاع الخاص بها.




وتأمل إسرائيل أن يتغلبوا بخبرتهم على ادعاء جنوب أفريقيا بأن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وأن تمنع صدور أمر من المحكمة لإجبار إسرائيل على وقف القتال.

وتقول إسرائيل إن وقف الحرب عندما تكون قدرات حماس كاملة في العديد من الأماكن ومع وجود رهائن لا يزالون في الأسر سيكون بمثابة انتصار لحماس.

أدى الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي غير المسبوق إلى مقتل أكثر من 23200 فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، وفق مسؤولي الصحة في قطاع غزة.

كما أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى نزوح ما يقرب من 85 بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وبات العديد منهم لا يملك منازل للعودة إليها، كما يتضور أكثر من ربع السكان جوعا.

وكانت جنوب أفريقيا، التي طالما انتقدت بشدة تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين، أقامت الدعوى أمام المحكمة التابعة للأمم المتحدة في هولندا.

ويشبه العديد من مواطني جنوب أفريقيا سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بنظام الفصل العنصري السابق في بلادهم.

وترفض إسرائيل بشدة مزاعم الإبادة الجماعية، قائلة إنها تخوض حربا للدفاع عن النفس بعدما شن مسلحو حماس هجوما في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل.

وتقول إسرائيل إن تحركاتها تتوافق مع القانون الدولي، وإنها تبذل قصارى جهدها لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين، وتلقي باللوم على حماس في التمركز في المناطق السكنية.

وجاء في ملف جنوب أفريقيا المؤلف من 84 صفحة أن ما تقوم به إسرائيل من قتل للفلسطينيين والتسبب في أضرار ذهنية ونفسية وجسدية خطيرة، “يتسم بطابع الإبادة الجماعية”، وتقول إن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن نية الإبادة الجماعية.

من المرجح أن تستمر القضية لسنوات. لكن مذكرة جنوب أفريقيا تتضمن طلبا من المحكمة أن تصدر بشكل عاجل أوامر مؤقتة ملزمة قانونا لإسرائيل “بتعليق عملياتها العسكرية على الفور في غزة وضدها”.

يحمل الالتزام بهذا الحكم ثمنا سياسيا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اذ لا يزال الإسرائيليون يدعمون الحرب إلى حد كبير. كما لن تتمكن إسرائيل من تحقيق هدفها المعلن بضرورة القضاء التام على الحركة المسلحة.

وفي حال لم تلتزم بالحكم المتوقع بوقف العمليات العسكرية قد تواجه إسرائيل عقوبات أممية.




وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، إن القضية “لا أساس لها من الصحة”، بينما انتقد إيلون ليفي، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، جنوب أفريقيا، قائلا إنها توفر لحماس غطاء سياسيا وقانونيا.

وقال “نشعر بالفزع لأن جنوب أفريقيا اختارت أن تلعب دور المدافع عن الشيطان”.

وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده وافقت على التعاون مع المحكمة لأنها واثقة من أنها ستنتصر، متحدثا شريطة تكتم هويته لأنه غير مخول بالحديث الى وسائل الإعلام.

وقاطعت إسرائيل قضية بارزة في المحكمة عام 2004 بشأن الجدار العازل في الضفة الغربية، والذي قضت المحكمة بأنه “مخالف للقانون الدولي”، قائلة إن القرار كان مدفوعا سياسيا.