إسرائيل تستضيف القمة الخماسية بحضور المغرب والإمارات والبحرين..ما هي الملفات التي ستناقشها؟

0
253

تستضيف إسرائيل يومي الأحد والاثنين لقاء استثنائيا ويُعتبر بالمقاييس السياسية “تاريخيا” في توقيته وفي مضامينه، حيث يجمع بين وزراء خارجية الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين وهي ثلاث دول عربية قامت مؤخرا بتطبيع علاقاتها مع تل أبيب.

أفاد بيان للخارجية الأمريكية، أن الوزير أنتوني بلينكن، سيقوم بجولة ما بين 26 و30 آذار/ مارس الجاري إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيبدأ جولته بزيارة عمل في إسرائيل، ثم في الضفة الغربية، لتتواصل في الرباط ثم الجزائر.

وأضاف البيان أن “أنتوني بلينكن سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لابيد، ووزير الأمن بيني غانتس، والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ”، وسيطرح المسؤول الأمريكي ملف العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، وإمكانية حل الدولتين للصراع، حيث سيؤكد التزام بلاده الثابت بأمن إسرائيل، والانخراط في القضايا الإسرائيلية الفلسطينية، ومناقشة التحديات الإقليمية والعالمية مع نظرائه في الحكومة الإسرائيلية. 

ومثل هذا اللقاء سيكون الأول من نوعه بعد أن زار مسؤولون إسرائيليون بمن فيهم وزير الخارجية يائير لبيد، الإمارات والبحرين والمغرب منذ بدء التطبيع في سبتمبر/أيلول 2020.

ولم تعلن إسرائيل عن مكان عقد اللقاء الخماسي الذي يُنظم بمناسبة جولة إقليمية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من المقرر أن تبدأ السبت.

وهذا اللقاء الذي سيعقد بحسب ما أعلنت إسرائيل الجمعة سيكون في ظرف استثنائي حيث تقترب واشنطن وطهران من التوصل إلى اتفاق يعيد إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 وهو أمر يثير قلق كل من تل أبيب والخليج وكلاهما لم يشارك في مفاوضات فيينا النووية رغم طلبهما إشراكهما فيها باعتبار أن برنامجي إيران النووي وللصواريخ الباليستية يشكل تهديدا للأمن في المنطقة.

كما يعقد اللقاء بينما تواصل روسيا غزوها لأوكرانيا وهو أمر يرخي بظلال ثقيلة على اقتصاديات العالم وسط مخاوف جدية من تداعيات كارثية تشمل إمدادات الطاقة وإمدادات الغذاء للعالم.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان “بناء على دعوة من وزير الخارجية يائير لبيد ستعقد قمة دبلوماسية تاريخية يومي غذاً الأحد والاثنين في إسرائيل … سيصل وزير الخارجية الأميركي ووزراء خارجية الإمارات والمغرب والبحرين إلى إسرائيل لعقد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية”.

ومن جانب آخر، أكد البيان أن “بلينكن سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني الفلسطيني”، حيث سيؤكد على “أهمية تعزيز العلاقات الأمريكية الفلسطينية، وقضايا الحرية والأمن والازدهار للشعب الفلسطيني”.

وفي نفس السياق، سيلتقي بلينكن وزيرَ الخارجية المغربي ناصر بوريطة ومسؤولين حكوميين كبارا آخرين، لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والتعاون الثنائي، وكذلك النهوض بحقوق الإنسان والحريات الأساسية. كما سيلتقي الوزير الأمريكي بخريجين مغاربة لبرامج التبادل التي ترعاها الولايات المتحدة.

وأضاف البيان أن بلينكن سيتوجه بعد ذلك إلى الجزائر العاصمة، لعقد اجتماعات مع الرئيس عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، لمناقشة الأمن والاستقرار الإقليميين، والتعاون التجاري، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك،  كما سيفتتح الوزير رسمياً مشاركة الولايات المتحدة بصفتها ضيف شرف في معرض الجزائر التجاري الدولي، أكبر معرض تجاري من نوعه في إفريقيا.

وختم البيان بالقول إن “بلينكن سيؤكد لجميع المسؤولين الأجانب الذين يلتقي بهم، أن الولايات المتحدة تقف متضامنة مع حكومة وشعب أوكرانيا في مواجهة عدوان الكرملين، وأنها ستواصل العمل عن كثب مع حلفائها وشركائها لفرض عقوبات إضافية على بوتين وداعميه إذا لم يغير مساره”.

والإمارات العربية المتحدة والبحرين هما أول دولتين خليجيتين طبعتا علاقاتهما مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2020 بتشجيع من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. ثم تبعهما المغرب والسودان.

ووضعت اتفاقات السلام هذه حدا لعقود من الإجماع العربي على استبعاد أي سلام مع إسرائيل في غياب حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وفي أعقابها، وُقعت عدة اتفاقيات خاصة في مجال الطيران مع فتح المجال الجوي مباشرة بين تل أبيب والمدن الإماراتية والمغربية والبحرينية.

وتشترك واشنطن وإسرائيل والأنظمة العربية في الخليج في إبداء قلق بشأن نفوذ إيران في المنطقة.

وهذه الجولة الإقليمية لبلينكن جعلت إسرائيل والضفة الغربية المحتلة المحطة الأولى “لتعزيز الأمن الإقليمي”، وفق الخارجية الأميركية، إذ سيلتقي الوزير رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي عرض التوسط في النزاع الأوكراني، ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.

وسبق أن التقى بلينكن عباس العام الماضي. وقال إنه بعد سنوات من الفتور في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، تريد واشنطن “إعادة بناء” علاقتها مع الفلسطينيين مع الاعتراف بـ”حق” إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وقالت الخارجية الأميركية الخميس إن بلينكن سيناقش خلال هذه الجولة “الحرب التي تشنها الحكومة الروسية على أوكرانيا وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار واتفاقات ابراهام واتفاقيات التطبيع مع إسرائيل والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والإبقاء على احتمال تسوية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني قائمة على حل الدولتين”.

كما يعقد الاجتماع “التاريخي” في إسرائيل بعد قمة ثلاثية هي الأولى من نوعها جمعت الثلاثاء في مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي ونفتالي بينيت وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وقد وقعت إسرائيل ومصر اتفاقية سلام في العام 1979.

وذكرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أن بينيت والسيسي والشيخ محمد بحثوا تقارير بشأن قرب توصل إيران والدول الغربية لاتفاق يحي الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 والذي تعارضه إسرائيل بشدة.

وخلال جولته سيتوجه وزير الخارجية الأميركي بلينكن إلى المغرب والجزائر. كما يقابل سيلتقي في الرباط بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.

ويأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات “اختبارا” نتيجة مجموعة من الخلافات، على حد تعبير سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة مطلع مارس/اذار.

 

 

المغرب وإسرائيل وقعا مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري و مشاركة الجيش الإسرائيلي في مناورات “الأسد الافريقي”