إسرائيل تلاحق “منصة إكس” عبر الاتحاد الأوروبي لـ “حجب كل صورة و إسكات كل صوت ومئات الحسابات لحماس”

0
241

لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن محاولاته الخاصة بحجب الصورة الفلسطينية التي تفضح جرائمه، أو إسكات الصوت الذي يوضح تفاصيل ممارساته الوحشية

وتسعى إسرائيل إلى عزل قطاع غزة وإخفاء وطمس معالم الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين وممتلكاتهم، عبر خلق حزمة من الأزمات الحادة، والمتمثلة في استهداف الصحافيين، وشبكات الجوال، والاتصالات، وقطع خطوط الإنترنت، ومُفاقمة أزمة التيار الكهربائي.

وعلى الرُغم من المُحاولات الفلسطينية لنقل كافة مُجريات الأحداث للعالم عبر منصات التواصل الاجتماعية، من خلال التغطية الميدانية اللحظية للمُستجدات كافة، فإنها تصطدم بالعديد من المُعوقات، والتي ساهمت في شُح المعلومات والتقارير، وغزارة الفيديوهات الخاصة بالأحداث الدائرة.

وفي محاولة يائسة ، هددت المفوضية الأوروبية شبكة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقا) بعقوبات، داعية رئيسها إيلون ماسك لتقديم توضيحات خلال 24 ساعة بشأن تداول “معلومات خاطئة وصور عنيفة مرتبطة بالنزاع في إسرائيل”.

وقال مفوض الشؤون الرقمية تييري بريتون في رسالة، “بعد الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس على إسرائيل، نملك معلومات تفيد بأن منصتكم تستخدم لنشر محتويات غير مشروعة وتضليلية داخل الاتحاد الأوروبي” -حسب تعبيره-.

ومنذ بدء عملية “طوفان الأقصى”  صباح السبت، أغرقت شبكات التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات تحوي صورا للقتل والدمار، إلى جانب محاولات تضليل مما يشكل تحديا لفرق الإشراف على محتويات المنصات.

ويستند بريتون في ذلك إلى التشريع الأوروبي الجديد حول الخدمات الرقمية الذي يطبق منذ نهاية آب/أغسطس على 19 منصة كبرى.

وسبق الاستهداف الإسرائيلي لخدمة الإنترنت قرار يقضي بفصل خطوط الكهرباء المُغذية للقطاع، من الجانب الإسرائيلي، ما يُفقِد غزة ما يزيد عن 120 ميغا، ويُبقيها على 65 ميغا توفرها محطة الكهرباء الوحيدة، في حين أن متوسط حاجة غزة للكهرباء يتجاوز 450 ميغا، الأمر الذي دفع الشركة إلى تفعيل جدول جديد للقطع والوصل، يتمثل في 4 ساعات وصل، مقابل 24 ساعة قطع، فيما كان الجدول السابق يتمثل في 8 ساعات وصل، مقابل 8 ساعات فصل، وهو جدول “أحسن الأحوال” مُنذ بداية أزمة الكهرباء قبل 17 عاماً.

ويقول نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، إن المُمارسات الإسرائيلية المتواصلة، سواء ضد الصحافيين مباشرة، أو باستهداف شبكة الإنترنت ووسائل الاتصالات، تهدف إلى عزل غزة عن العالم، وتغييب الرواية الفلسطينية، والتي تروي تفاصيل الجرائم البشعة بحق المدنيين الفلسطينيين.

ماسك يردّ على تهديد أوروبي بشأن منشورات حول عملية “طوفان الأقصى”

أعلنت منصة إكس (تويتر سابقاً)، المملوكة لإيلون ماسك، أنها أزالت أو صنفت “عشرات الآلاف” من المنشورات في الأيام التي أعقبت بدء عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب القسّام، الذراع العسكرية لحركة حماس، رداً على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة وعدوانه على المسجد الأقصى.

وكتبت الرئيسة التنفيذية للشركة ليندا ياكارينو، في رسالة مؤرخة الأربعاء ونشرت اليوم الخميس على “إكس”، رداً على انتقادات الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن: “منذ الهجوم الإرهابي على إسرائيل، اتخذنا إجراءات لإزالة أو تصنيف عشرات الآلاف من المنشورات”.

وأضافت ياكارينو: “نُذكّر كل يوم بمسؤوليتنا العالمية لحماية المحادثة العامة، عبر ضمان وصول الجميع إلى المعلومات لحظة بلحظة، وحماية النظام الأساسي لجميع مستخدمينا. رداً على الهجوم الإرهابي الأخير الذي شنته حماس على إسرائيل، أعدنا توزيع الموارد، وأعدنا تركيز الفرق الداخلية التي تعمل على مدار الساعة لمعالجة هذا الوضع سريع التطور”.

وأكدت أن لا مكان على المنصة لـ”المنظمات الإرهابية، أو المجموعات المتطرفة العنيفة”.

وكررت في رسالتها قواعد “إكس”، المتعلقة بـ”خطاب الكراهية” و”الوسائط الحساسة”، بالإضافة إلى المحتوى المفبرك أو المتلاعب به أو المقتطع من سياقه.

ورد مفوض الشؤون الرقمية في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون على رسالة ياكارينو عبر “إكس”، حيث كتب: “تلقينا رد إكس على رسالتنا التي تثير المخاوف بشأن انتشار المحتوى غير القانوني والمعلومات المضللة المتعلقة بهجوم حماس الإرهابي ضد إسرائيل. سيحلل فريق إنفاذ قانون الخدمات الرقمية الرد، وسيتخذ قراراً بشأن الخطوات التالية”.

وأشار المركز الذي يرصد ويوثق الانتهاكات الرقمية ضد المحتوى الفلسطيني إلى أنه “ينظر ببالغ الخطورة إلى الانحياز الواضح الذي اتخذته منصة إكس في ما يجري في فلسطين، وتأكيدها على إزالة المحتوى الفلسطيني بشكل خاص، في وقتٍ تغض فيه الطرف عن جرائم الاحتلال في قطاع غزة، والتي أظهرت مقاطع الفيديو والصور بشكل واضح استهداف المدنيين فيه”.

وأضاف “صدى سوشال”: “الإجراءات المتبعة في ظل الأحداث في الأراضي الفلسطينية هو بمثابة إعلان انحيازٍ رسمي وتام لإسرائيل ضد الفلسطينيين الموجودين تحت هجوم طائرات الاحتلال، وهو لا يقل خطورة عن المشاركة الفعلية العسكرية مع جيش الاحتلال في جرائمه”.

وقال “صدى سوشال”: “في وقتٍ يحتاج فيه العالم أن يرى حقيقة ما يجري من الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، يدين صدى سوشال إجراءات إكس التي تشكل معوقاً للوصول للمعلومات بشكلٍ حرّ، كما تشكل تهديداً للمؤسسات الصحافية الفلسطينية في تغطيتها مسار الأحداث الفلسطينية ونقل الجرائم، لا سيّما مع قتل إسرائيل صحافيين فلسطينيين”.