استقبل هنية ووفد من قيادة “حماس”، وزير الخارجية الايراني ووفد رفيع المستوى من إيران في العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد، مع تزايد التكهنات بأن الحرب بين إسرائيل وحماس يمكن أن تتوسع لتشمل جهات فاعلة أخرى، لا سيما جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، وربما حتى الجمهورية الإسلامية نفسها.
واستعرض إسماعيل هنية الدوافع التي أدت إلى هذه العملية التي قامت بها كتائب القسام، مشيرا إلى أن أحد أهم الأسباب كان “سلوك الاحتلال تجاه القدس والأقصى ومحاولات تهويده وتقسيمه، وسياسة المجازر والاغتيالات والاستيطان في الضفة، والجرائم اليومية بحق الأسرى في سجون الاحتلال واستمرار معاناتهم، فضلا عن الحصار المتواصل منذ 16 عاما لقطاع غزة والتنكر لكل الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه ومقدساته”.
ومن جانبه استعرض وزير الخارجية الإيراني نتائج جولته في المنطقة ولقاءاته واتصالاته مع المسؤولين من الأطراف الإقليمية والدولية المتعلقة بمعركة “طوفان الأقصى”.
وأشاد عبد اللهيان، بـ “الانتصار التاريخي الذي حققته كتائب القسام في السابع من أكتوبر، وقال إنه تاريخ جديد ومجيد يسجله الشعب الفلسطيني ويحقق انطلاقة جديدة للقضية الفلسطينية ويسجل انتكاسة جدية للاحتلال ومشروعه في فلسطين والمنطقة”.
وأكد الوزير على موقف طهران الثابت بالوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده ورفض وإدانة جرائم إسرائيل وإرهابها تجاه الشعب الفلسطيني بعد فشله في المواجهة العسكرية مع المقاومة وتلقيه هزيمة قاسية على يد كتائب القسام.
ووفقا للتقارير، أرسلت إيران تحذيرا لإسرائيل من “عواقب بعيدة المدى” إذا لم توقف قصفها لغزة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التحذيرات، التي تم إرسالها علنًا وبشكل خاص عبر الأمم المتحدة، تتضمن قول إيران إنها يمكن أن تتدخل في القتال الحالي.
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، الأطراف الخارجية من التدخل، وهي رسالة كررها وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارته لإسرائيل يوم الخميس. وأرسل البنتاغون حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة، وهي يو إس إس دوايت دي أيزنهاور، لتنضم إلى يو إس إس جيرالد آر فورد.
وفي بيان حول اللقاء مع عبد اللهيان، قالت حماس إن هنية كشف “الدوافع التي أدت إلى إطلاق عملية طوفان الأقصى”، وهو الاسم الذي أطلقته حماس على الهجوم القاتل على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل 1300 مدني وجندي إسرائيلي.
وقال هنية إن العملية تمثل “نقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية والمقاومة”.
على صعيد متصل، اتهم الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة إسرائيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بارتكاب “جرائم حرب وجرائم قتل جماعي” في قطاع غزة.
والتقى وزير الخارجية الإيراني، السبت، في بيروت، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند. وفي اللقاء، وصف عبد اللهيان هجوم حماس بأنه “رد طبيعي ومشروع” على “اعتداءات” إسرائيل. وتحاول إيران حشد العالم العربي والإسلامي خلف حماس، وقد تحدث الرئيس إبراهيم رئيسي بالفعل مع الرئيس السوري بشار الأسد، ولأول مرة منذ استأنفت الدولتان العلاقات الدبلوماسية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
تجميد التطبيع
وقال بن سلمان إن المملكة تقود “جهودا إقليمية ودولية حثيثة لوقف التصعيد المستمر”. وأكد موقف المملكة الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني “من أجل تحقيق السلام العادل والشامل”.
بحسب التقارير، جمدت السعودية الآن جميع المفاوضات بشأن التطبيع مع إسرائيل. والتقى بلينكن ولي العهد في الرياض يوم الأحد، ودعا خلاله محمد بن سلمان إلى وقف فوري لإطلاق النار. ويعتقد بعض المحللين أن إحباط جهود التطبيع كان أحد الدوافع وراء قيام حماس بشن هجومها.
ويواجه قطاع غزة ظروف إنسانية صعبة، وتواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي، ملقية بآلاف الأطنان من القنابل على منازل المدنيين في جميع أنحاء القطاع، ومخلفة عشرات القتلى والجرحى.
وأسفرت الغارات المتواصلة عن دمار هائل بالمناطق السكانية وخسائر كبيرة في الأرواح وحالة نزوح جماعي من القطاع، وسط حصار خانق وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ “غير المقبول” وشبهه بالحصار النازي للينينغراد.
ومساء يوم السبت، وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش يستعد لتوسيع نطاق الهجوم وتنفيذ مجموعة واسعة من الخطط العملياتية الهجومية، التي تشمل، هجوما مشتركا ومنسقا من الجو والبحر والبر.